3 شعبان 1429

السؤال

أنا شاب مسلم _والحمد لله_ ملتزم، وأنا تونسي مقيم في فرنسا و ما زلت لم أحصل على الإقامة، ومضى عام تقريبا وأنا عاطل عن العمل، و قريباً عرضت علي فرصة للعمل قي مطعم يبيع الخنزير والخمر، ولكن مهمتي تحديداً هي غسل الصحون والكؤوس التي يأكلون فيها الخنزير ويشربون فيها الخمر والملاعق، وتارة يحضرون لي الصحن وفيه بقايا من الخنزير، وأنا ألقي بها في الزبالة _أعزكم الله_ وأنظفها، مع العلم أن علي كل شهر تسديد كراء السكن ومصاريف أخرى، علماً أنني سعيت للبحث عن شغل حلال ولكني لم أجد.. أرجو من فضيلتكم أن تردوا علي.

أجاب عنها:
سليمان الماجد

الجواب

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد:
فدلت الشريعة على تحريم كل وسيلة تعين على معصية الله _تعالى_ وعلى سد كل ذريعة إلى ما حرم الله _عز وجل_.
ولهذا فالأصل أن العمل في مطعم يقدم المأكولات والمشروبات المحرمة أنه حرام وكسبه حرام. ولكن إذا لم يكن للمرء مصدر رزق مباح وبحث حتى استفرغ وسعه في ذلك جاز له العمل في هذا المطعم بشروط، هي:
أولاً: أن يستمر في البحث عن مصادر الرزق الأخرى المباحة.
ثانياً: أن يحرص ألا يباشر المحرمات بيعاً وتنظيفاً إلا عند التعذر والحرج.
ودليل ذلك قوله _تعالى_: " فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ" (التغابن: من الآية16) "وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ" (الحج: من الآية78)، والقاعدة الفقهية "إذا ضاق الأمر اتسع، وإذا اتسع ضاق"، والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين