17 ربيع الثاني 1437

السؤال

فضيلة الشيخ:<BR>نحن مجموعه من الطلاب المغتربين في الخارج و نريد الاستفاده منكم.<BR> سألتي أحد الزملاء بعد الدرس الديني في يوم السبت وكان الموضوع عن الربا فقال أنه أخذ من شاب روسي كافر مبلغاً من المال.<BR>مقابل أن يسد المبلغ خلال فتره زمنيه و عليه نسبه مقدارها 20% (فائدة) و لكن أنا لم أعلم أن هذا حرام لأن الاتفاق مع انسان غير مسلم و إذا لم يقم باعادة المبلغ المطلوب مع الفائدة سيتعرض للإهانه وربما للضرب من قبل المافيا! وإذا دفع المبلغ هل يكون عليه ذنب؟ و ما حكم الإسلام و بارك الله فيكم.<BR>

أجاب عنها:
أ.د. خالد المشيقح

الجواب

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فأولاً: الربا يجري بين المسلمين والكفار وهو محرم مطلقاً سواءً كان مع مسلم أو مع كافر لعمومات أدلة الربا كقول الله عز وجل: (وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا) (البقرة: من الآية275).
وأيضاً قوله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا) (البقرة: من الآية278).
وأيضاً قول النبي عليه الصلاة والسلام: «لا تبيعوا الدينار بالدينارين ولا الدرهم بالدرهمين» رواه مسلم (2967).
وعلى هذا فهذه الزيادة ربا ومحرمة ولا تجوز ويجب على هذا المسلم أن يتوب إلى الله عز وجل وإن كان يلحقه ضرر فإنه يدفع له الزيادة تجنباً لهذا الضرر، إذ الضرورات تبيح المحظورات، وإن كان يتمكن من عدم دفع الزيادة فهذا هو الواجب إذا تمكن أن يقنعه وأن يبيّن له، لكن إذا لم يتمكن وكان يحصل له ضرر بذلك فإنه يدفعها كما ذكرنا من القاعدة، لقول الله عز وجل: (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ) (البقرة: من الآية173).
والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين