21 ذو القعدة 1424

السؤال

ما حكم من خالف كلام كبار العلماء لا تقليلا من شأنهم ولكن لعدم قناعته بصحة فتواهم في مسألة معينة ، لا سيما أن لديه أدلة من الكتاب والسنة تؤيد وجهة نظره، بل ويوجد من علماء السلف من قال بقوله ، فهل اذا خالفهم يكون آثماً ؟

أجاب عنها:
الشيخ أ.د. ناصر بن سليمان العمر

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد:
فإذا كان من خالف العلماء من طلاب العلم المتمكنين، ويملك القدرة على الاستنباط ومعرفة الدليل وضوابط الترجيح فلا حرج في ذلك، ولا يزال العلماء يرد بعضهم على بعض دون النظر إلى السن، وإنما إلى العلم والتمكن فيه،وإذا كان أحد من السلف قد سبق إلى هذا القول، فلم يكن هو المخالف لهؤلاء العلماء، وإنما خلاف المتأخرين هو الطارئ، بشرط كون القضية واحدة، وإلا فقد يتوهم الخلاف ولا خلاف لاختلاف المسألتين.
وعلى طلاب العلم ألا يتعجلوا في مخالفة العلماء الكبار؛ لأنهم أعلم بالأدلةالشرعية، وأعرف بالأحكام المستنبطة من هذه الأدلة، وعلى دراية تامة بخصوصها وعمومها، وهم بالجملة أعلم من غيرهم، وبخاصة إذا كانوا عدداً معتبراً، ومن المشهود لهم بالعلم والفقه في الدين، فالحذر الحذر من مخالفة العلماء؛ لأن ذلك قد يجرّ إلى شرٍّ لا يدركه المبتدئون من طلاب العلم، ومع ذلك فكل يؤخذ من كلامه ويرد إلاّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، كمايقول الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى، والقاعدة التي تحكم الجميع هي التحاكم إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ،يقول سبحانه وتعالى (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) (النساء: من الآية59).