ليست الغوطة أول من أظهر سادية أعدائها من الروس والرافضة والنصيرية فقد ظهرت تلك الهمجية النصيرية المجرمة واللاإنسانية الأسدية المخزية من قبل في مختلف مناطق ومحافظات الثورة السورية المباركة التي شهدت أفظع جرائم القتل والتعذيب والتنكيل غير المسبوق في التاريخ القديم والحديث .
مدير منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) رائد صلاح قال : "إن الدفاع المدني في الغوطة لا يستطيع حصر حصيلة محددة للضحايا حتى اللحظة فهناك الكثير من المصابين الذين تنقلهم فرق الدفاع إلى المستشفيات ثم يفارقون الحياة جراء الإصابات الحرجة" إلا أن الأرقام الأولية تشير إلى مقتل 375 شخصا بينهم 66 طفلاً و47 امرأة عدا عن إصابة 1480 مدني منهم 465 طفلاً و371 امرأة، إضافة لمقتل متطوع في فرق الإسعاف وجرح ستة آخرين ، بينما تبقى الحصيلة بارتفاع مع استمرار الحملة على المنطقة.
اللافت في تلك الجرائم والمجازر التي ترتكب بحق أهالي الغوطة الشرقية تحت بصر العالم ونظره هو تلذذ الأعداء ونشوتهم وتشفيهم بآثار ونتائج إجرامهم وهمجيتهم التي تبدو وتظهر على وسائل الإعلام من قتل ودمار وخراب .
إنها قمة الانسلاخ من إنسانية الإنسان وآدميته وغاية انحطاطه إلى دَرَك لم يصل إليه مخلوق من مخلوقات الله بعد , فحتى الحيونات والوحوش في البرية لا يمكنها أن تصل إلى عشر معشار ما وصل إليه أعداء الثورة السورية من همجية في القتل وتشف في الضحية وتلذذ بمجرد رؤية مشاهد عذابات الآخرين وآلامهم .
صور أطفال الغوطة الشرقية وهم يُنتشلون من تحت الأنقاض جرحى أو شهداء والتي هزت مشاعر الحس الإنساني المتبقى في الأرض لم تحرك في أتباع النظام النصيري إلا لذة ونشوة , ومشاهد الدمار والخراب وآهات الآباء والأمهات الثكلى على فقد أبنائهم وفلذات أكبادهم لم تدفع الموالين لطاغية الشام إلى وقف حملة الإبادة بل إلى التحريض على الاستمرار بها وتأجيج أوراها .
نعم ....لقد أظهر مقطع فيديو نشرته وكالة رويترز نقلا عن تلفزيون نظام الأسد دعوة مؤيدي النظام النصيري في دمشق لإبادة مدنيي الغوطة الشرقية , وقال أحد أصحاب المحال التجارية ممن التقتهم كاميرا النظام : "بالطبع نطلب إجراء عملية عسكرية في أسرع وقت ممكن في الغوطة، ويجب أن ننتهي من ذلك، ولا يمكننا تحمل الوضع بعد الآن"، بينما ردّد شخص آخر بكلمة "إبادة.. إبادة" , وقال صاحب محل آخر " نحن نريد إبادة فورية غير متسلسلة" !!!
كما نشر مؤيدو نظام الطاغية على حساباتهم الشخصية دعوات إلى إبادة سكان ومدنيي الغوطة الشرقية معتبرين أن كل من يتواجد فيها يجب أن يقتل ولم يسلم أو يسشتثنى من تلك الدعوات حتى الأطفال !!
فهذا أحدهم يكتب على مواقع التواصل الاجتماعي : الغوطة لازم تنحرق وينعمل من لحم أطفالها شاورما بمحلات الشام !!! وآخر سمى نفسه "عرين الحرس الجمهوري" كتب تحت وسم الغوطة_الشرقية يقول : يجب أن تباد ونعمل على ذلك , لن نرضى بالتسوية ولا المصالحة ...
وحين علق أحدهم مدافعا عن الأطفال متسائلا عن ذنب الرضيع المحاصر في الغوطة ليستحق هذه المعاملة وهذه الدعوة لعدم استثنائه من القتل تم الرد عليه من حساب آخر لا يقل سادية عن الذي قبله بالقول : ليس في الغوطة من أبرياء ....أقولها ولست آسفة : كل من في الغوطة إرهابي حتى الطفل الرضيع..... ولتكون أرضا محروقة.... لا مصالحات ولا مساومات ولا هدنة ....
وبعيدا عن حقيقة من يقف وراء هذه الحسابات على مواقع التواصل وبغض النظر عن رجحان كون معظمها لأفراد في جهاز المخابرات الأسدية...إلا أنها تعكس على كل حال حالة انعدام الحس الإنساني وفقدان أدنى درجات الآدمية عند أتباع النظام النصيري والموالين لطاغية قتل حوالي مليون إنسان و دمر معظم محافظات ومدن الشام وشرد نصف الشعب السوري .
أمر آخر يلفت الانتباه ألا وهو تعامي الإعلام العالمي عن إبراز وإظهار هذه الحالة السادية الإجرامية و تعمد عدم نشر فظائعها والتعليق عليها وعلى آثارها الكارثية على الإنسانية جمعاء في الوقت الذي كانت تركز فيه وتفسح مجالا واسعا على شاشاتها لممارسات ما يسمى "داعش" من قبل رغم أنها لا يمكن أن تقارن كما وكيفا بممارسات وفظائع ما يرتكبه أعداء الثورة السورية والغوطة الشرقية منذ سبع سنوات وحتى الآن .
ظاهرة سادية وهمجية ما يرتكبه أعداء الثورة السورية بحق أهالي الغوطة الشرقية منذ أيام لا ينبغي أن تمر مرور الكرام , بل ينبغي أن توثق وتفضح وتنشر على كافة المستويات الإعلامية للتأكيد على أن ما يقوم به النظام النصيري وأسياده وأتباعه لا يقتصر خطره على أهل الشام فحسب , بل يتعداه إلى الإنسانية جمعاء إن كان هناك من لا يزال يهتم بإبقاء الإنسانية على قيد الحياة .