التحرر من الأمية
30 جمادى الأول 1439
د. محمد العبدة

قوله تعالى ( ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون ) قال المفسرون : أي الذين يتلون الكتاب دون فهم ولا دراية ، وقوله تعالى ( إلا أمانيّ ) أي تلاوة بلا فهم ، ولذلك قال ( لا يعلمون الكتاب ) ولم يقل : لا يتلون . فهذا يعني أن الأمية لا تقتصر على عدم القراءة والكتابة بل هناك أمية الفكر والأمية الثقافية ويمكن أن نقول : والأمية السياسية والأمية الاقتصادية وهكذا ..

 

الأمية الفكرية تعيق الانسان أن يبلغ درجة النضج ليفهم الواقع والظروف المحيطة به وكيف يتعامل معها ، والأمية الفكرية يخشى معها أن تتزحزح القيم المتفق عليها ، وتصبح القيم التافهة هي القيم عند الناس ، قيم الثروة والجاه والنسب ، وتصبح الشهادات هي من قبيل ( الحلي ) للزينة وللتباهي بها أمام الآخرين .

 

وفي التعريفات الجديدة للأمية : هي العجز عن تعلم الجديد وهذا الذي يقعد الانسان عن البحث والدراسة ويصبح اعتماده على التخمين والظنون ، هذا على مستوى الفرد ولكن هذا العجز سيصيب الكل فيصبح عندنا : الجماعة الأ مية والحزب الأمي والحكومة الأمية وهذا واضح في طريقة معالجة المشاكل المتفاقمة في كل يوم عند المؤسسات وعند الحكومات .