العالم الليبرالي ومصيرنا
16 جمادى الأول 1439
أحمد محمود عجاج

في هذا العالم الليبرالي  لا توجد عدالة دولية وفيه حكم القانون نسبي وليس مطلقا؛  هذا ليس جديدا لكل متابع إنما الجديد ان تسوية  ما بعد الحرب العالمية الثانية وهيمنة امريكا وبنائها النظام الدولي الليبرالي، وانتصارها بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، بعث من جديد نظرية الصراع بين الانظمة الرأسمالية الملتحفة برداء ديمقراطي.

 

 هذا يعني ان نظرية عدم تقاتل الانظمة الديمقراطية ( الرأسمالية)  لم تعد قابلة للتطبيق، لأن طبيعة الانظمة الرأسمالية تحتم عليها التنافس وحتى التقاتل للحصول على حصة الاسد من مواد الخام والسيطرة على الاسواق الخارجية.

 

لهذا نسمع الرئيس ترامب يعلن انه لا يؤمن  بتحالفات ولا باتفاقيات طالما انها لا تعطي امريكا حصة عادلة؛ وتعريف الحصة العادلة هو الشطر الاكبر من  الصيد او المنفعة لأمريكا والفتات للبقية!

 

الناظر لتشكل القوى في العالم بوسعه ان يرى بسهولة موت الايديولوجية ( الليبرالية الدولية والاشتراكية العالمية) وانبعاث   الفكر اليميني الشعبوي الاستعماري العنيف؛ الصين  الرأسمالية القلب والاشتراكية المزيفة شكلا، وروسيا الرأسمالية والقومية الدينية الارذوكسية، وامريكا الاستعمارية الترامبية، واوروبا التي تصارع لبقاء منظومة الاتحاد الاوروبي للحيلولة دون عودة تناقضاتها التاريخية وتنافساتها الاستعمارية. 

 

كل هذه الدول تطمح لأن تحوز على اكبر حصة من الصيد الاستعماري  ومستعدة لاستخدام القوة لتحقيق اهدافها!

 

اين هذا الصيد؟!
إنه في البلدان التي تسمى نامية والتي لم تنمو  ولن تنمو لأن خيراتها لا تسقي ابناءها بل تُشحن لغيرها من دول رأسمالية؛ هذه الدول النامية قدرها ان تبقى ضعيفة ولا يسمح لها ان تقوى وتصبح منافسا في السوق!

 

وكدليل انظروا الى مناطق الصراع فهي منطقة الاوسط الغنية وبحر قزوين حيث النفط والغاز، وطريق الحرير الذي تبنيه الصين!

 

ففي منطقتنا تبيد روسيا شعبنا السوري، وتتفرج  امريكا على المشهد، كما ابادت امريكا العراق وتفرجت روسيا على المشهد؛ وتبيد الصين قبائل الاغونش المسلمين لتضمن طريق الحريري  مما تسميه الارهاب الاسلامي!

 

 

في هذا الصراع تتفت دولنا، وتتفكك مجتمعاتنا، وتدمر بنيتنا التحتية؛وعندما تهدأ عاصف التنافس الراسمالي يجلس الكبار ويتقاسمون الكعكة، ويسيجون ممتلكاتهم بحكام من ابناء جلدتنا ليعلموننا الطاعة ويقدمون عرقنا وخيراتنا  الى الاسياد تحت شعار الاعمار والبناء...

 

انه النظام الليبرالي الدولي  الذي سيعيد رسم خارطة بلادنا من جديد؛ وفي هذا الرسم قد تبقى دول وتفكك دول وتقسم دول!

 

ان المستقبل جد خطير ومن لا يصدق لينظر الى سوريا وسيرى كيف يرسم الخارج مصير اهلها، كما رسم مصير العراق!
السؤال: هل هذا قدرنا؟!

 

بالطبع لا! ما نحتاجه الوعي والايمان والالتزام وفهم ما قلناه؛ عندها نقاوم بعقل وليس بعاطفة وغريزة؛ وعندها تتعاطف معنا شعوب، وتدعمنا رحمة الله؛ عندها فقط ننتصر.