هل هي نواة ثورة ضد حكم الملالي ؟!
12 ربيع الثاني 1439
د. زياد الشامي

قد يكون الجزم بذلك ضرب من أماني الكثير من المكتوين بنار بغي واضطهاد وطغيان ممارسات المليشيات الصفوية التي أطلقها نظام الولي الفقيه على الشعوب العربية والإسلامية المجاورة في ظل نظام شمولي استبدادي قمعي يدير حكم إيران بالحديد والنار تحت غطاء وشعار ما يسمى "الثورة الخمينية" المزعومة منذ عام 1979م وحتى الآن .

 

 

ولكن في المقابل لا يمكن الجزم أيضا باستحالة تدحرج كرة الاحتجاجات المستمرة منذ أيام في عموم مدن إيران والتي وصلت إلى العاصمة طهران والمدينة التي توصف بأنها المركز الديني للمذهب الرافضي الصفوي "قم" ....لتصبح بعد أيام نواة ثورة منتظرة ومتوقعة ضد نظام ما يسمى "الولي الفقيه" في إيران .

 

 

الاحتجاجات التي انطلقت شرارتها يوم الخميس في مدن مشهد ونيشابور وكاشمر وشاهرود وتوسع نطاقها يوم الجمعة فشملت مدينة كرمانشاه وشيراز ولرستان والمحمرة بالإضافة لإطلاق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مواعيد وأماكن المظاهرات التي من المقرر أن تندلع اليوم السبت.....قابلتها قوات خامنئي بالقمع المعهود عن نظام الملالي .

 

 

فقد أكدت وكالة أنباء "إيرنا" أن قوات الأمن الإيرانية اعتقلت أمس عددا من المتظاهرين الذين تجمعوا في العاصمة طهران منددين بسياسات الحكومة , كما أفاد مسؤول أمني بمدينة مشهد اعتقال 52 متظاهرا ..... كما دعا أحد أتباع خامنئي "آية الله" أحمد علم الهدى إلى إخماد تلك الاحتجاجات زاعما أنه : "إذا تركت وكالات الأمن وإنفاذ القانون مثيري الشغب وشأنهم فإن الأعداء سينشرون تسجيلات وصورا في إعلامهم ويقولون إن نظام الجمهورية الإسلامية فقد قاعدته الثورية في مشهد".

 

 

المظاهرات وإن كان سببها المعلن موجة الغلاء غير المسبوق التي شهدتها الأسواق الإيرانية مؤخرا وعلى رأسها المواد الغذائية بالإضافة إلى مشاكل مثل الفساد والبطالة التي وصلت إلى 12.4% مسجلة نسبة ارتفاع 1.4% عن العام الماضي حسب الإحصائيات الإيرانية.....إلا أنها لا تخفي نقمة الشعب على سياسات حكومات الملالي المتعاقبة التي سخرت مقدرات البلاد وحقوق الشعب لمصالحها الشخصية وتنفيذ مشروعها الصفوي التوسعي الذي لم يعد على العباد والبلاد إلا بالفقر والخراب ومضاعفة أعداد الناقمين والموتورين داخل إيران وخارجها .

 

 

ففي الوقت الذي يعاني فيه الكثير من الإيرانيين من صعوبة توفير لقمة العيش الكريمة لأنفسهم وذويهم وتعيش نسبة عالية من الشعب تحت خط الفقر في ظل ارتفاع في نسبة البطالة ....ما تزال الحكومات الصفوية تبعثر مليارات الدولارات في دعم مليشيا حزب اللات وغيرها التي تشارك بذبح الشعب السوري وفي إمداد مرتزقة أتباع "الحوثي" بالصواريخ الباليستية التي يستخدمها ضد بلاد الحرمين وفي تمويل عصابات القتل والإرهاب في البحرين وفي نشر المذهب الصفوي الباطل في كثير من دالدول العربية والإسلامية .

 

 

الشعارات التي أطلقها المتظاهرون خلال احتجاجاتهم أمس وقبله تعبر بوضوح عما يعتلج نفوسهم من غضب مكبوت على نظام الملالي وسخط عارم من سياسات حكومات خامنئي المتعاقبة : "الموت لروحاني والموت للديكتاتور" و"انسحبوا من سوريا وفكروا بنا" و"الموت لحزب الله" و"الموت لروحاني" و"سيد علي خامنئي عار عليك".......

 

 

قد يستطيع نظام الملالي قمع المظاهرات الحالية كما أخمد انتفاضة عام 2009م التي بدأت بالتنديد بتزوير الانتخابات ومصادرة أصوات أنصار مير حسين موسوي ومهدي كروبي والتي تطورت حينها إلى المطالبة بإسقاط النظام....إلا أنه لن يستطيع على طول الخط إطفاء نار االغضب التي تزداد يوما بعد يوم في نفوس الشعب إزاء سياسات حكومية لم تعد عليه داخليا إلا بمزيد من الفقر والبطالة ارتفاع جنوني في اسعار السلع والخدمات ولم يجن منها خارجيا إلا العزلة وسوء السمعة بسبب ما تمارسه قوات الحرس الصفوي ومرتزقة خامنئي من مجازر بحق المسلمين في كل من سورية والعراق واليمن ...خصوصا إذا ما تم دعم مثل هذه الاحتجاجات ماديا والتركيز عليها إعلاميا .