إيران وأحداث العوامية
24 شعبان 1438
خالد مصطفى

ما جرى من هجمات مؤخرا في حي العوامية بمحافظة القطيف السعودية من هجمات على قوات الأمن ومحاولة وقف مشروع لتطوير أحد الأحياء الذي يستخدمه المطلوبون في الاختباء من قوات الأمن يؤكد أن القضية ليست فردية, وأن المطلوبين يحاولون تشكيل مليشيات مسلحة تسعى لزعزعة استقرار المجتمع مثلما يجري الآن في دول مجاورة تتعرض لمخطط طائفي مشبوه...

 

لقد كشف المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية عن تفاصيل الهجمات التي بدأت بتعرض عمال الشركة المنفذة لأحد المشاريع التنموية، التي تشرف عليها أمانة المنطقة الشرقية لتطوير حي المسورة في محافظة القطيف، لإطلاق نار كثيف مع استهداف الآليات المستخدمة في المشروع ‏بعبوات ناسفة لتعطيلها ، ونتج عن ذلك مقتل وإصابة عدد من المواطنين والمقيمين، ثم تعرضت دورية أمن أثناء أدائها مهامها في حفظ النظام العام بمحيط منطقة حي المسورة في محافظة القطيف، لقذيفة صاروخية من نوع «آر بي جي» من داخل الحي ما نتج عنه استشهاد الجندي أول من قوات الطوارئ الخاصة وليد غثيان ضاوي الشيباني وإصابة 5 من رجال الأمن ...

 

وأشار  إلى أن وزارة الداخلية إذ تعلن عن ذلك لتؤكد أن استخدام العناصر الإرهابية مثل هذه القذائف وغيرها من عبوات ناسفة وألغام أرضية لإعاقة أعمال المشروع التنموي القائم في حي المسورة ومهاجمة العاملين بالمشروع التطويري ورجال الأمن يدل دلالة قاطعة على مدى خطورتهم وإجرامهم وأنهم في سبيل تنفيذ ما يملى عليهم من الخارج من مخططات إرهابية لا يتورعون عن الإقدام لما يوصلهم لغايتهم الإجرامية غير عابئين بأرواح الأبرياء من المارة والمقيمين بجوار الحي وسلامتهم، كما يؤكد في الوقت ذاته ما سبق الإعلان عنه باتخاذهم من المنازل الخربة والمهجورة في هذا الحي أوكاراً لهم ومنطلقاً لأنشطتهم الإجرامية وبؤراً لتخزين الأسلحة والمتفجرات التي تشكل تهديداً بالغ الخطورة على حياة الناس...

 

البيان الذي أصدرته السلطات السعودية يكشف عن عمل منظم مدعوم من قوى في المنطقة تريد تهديد الأمن في السعودية وهو يتزامن مع تصريحات أطلقها مسؤولون إيرانيون بارزون هددوا فيها السعودية "بعدم الأمان" ولا يخفى على أحد الدعم الإعلامي من قبل قنوات وصحف موالية لطهران لهؤلاء المجرمين ليس اليوم فقط ولكن منذ فترة طويلة حيث يروجون لمزاعم عن تعرض الشيعة لاضطهاد في هذه المنطقة ويدافعون عن أعمال التخريب التي تقوم بها  الجماعات المسلحة...

 

كما أن مسؤولين إيرانيين وقادة في المليشيات الموالية لطهران في المنطقة يواصلون هجومهم على السلطات السعودية تحت ذرائع وحجج واهية ويدافعون عن ممارسات المسلحين المطلوبين الخارجين عن القانون...وبالعودة لتاريخ تشكيل المليشيات الشيعية وممارساتها في الدول المجاورة ستجد نفس الطريقة ونفس الأسلوب حيث تبدأ طهران في الكلام عن ظلم يتعرض له الشيعة في بلد ما ثم تحرض بعض الأطراف من أجل تنفيذ أعمال شغب ومظاهرات تشمل أعمال عنف, وتقوم بدعمها إعلاميا وسياسيا بزعم أن لها "مطالب مشروعة", ثم تدعمها بالسلاح والعتاد والمال لتشكيل مليشيات مسلحة تخرب وتقتل وتوسع من نشاطها وتحاول فرض أجندتها الطائفية على البلاد...

 

ما يجري في السعودية يجري بصورة أكبر في البحرين منذ سنوات ولعل تدخل قوات درع الجزيرة في البحرين منذ سنوات قد كشف عن حقيقة المؤامرة التي كانت تعدها طهران بواسطة أذرعها القبيحة هناك وهو ما تريد أن تقوم به تدريجيا في السعودية.. لقد استفحلت جرائم هذه المليشيات الطائفية في العراق واليمن ولبنان وسوريا ووصل الحال في هذه البلدان إلى ما نراه الآن من أوضاع مأساوية..لقد حذرت دول الخليج وعلى رأسها السعودية مرارا وتكرارا من تدخل طهران في الشؤون الداخلية لدول لمنطقة ولكنها لم تكترث, وهو ما يؤكد على ضرورة الاصطفاف الواسع للدول المستهدفة لاتخاذ إجراءات صارمة تجاه الدولة الفارسية.