أولادنا هم ذِكرنا الممتد وجزءٌ من صدقتنا الجارية بعد موتنا، والواجب أن يكونوا أقرب الأصدقاء لنا. والواجب أن نزرع اليقين في نفوسهم بقوة دينهم، وهذا يكون ببذل جميع الأسباب التي رزقنا الله إياها لتربيتهم تربية صالحة وهذه التربية من نتائجها زرع الأصالة في نفوسهم وتعزيزها لتثبيت هويتهم الإسلامية ومن وسائل ذلك:
1- أنهم خلق كرّمهم الله لما خلق آدم بيده سبحانه (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) يقول القرطبي في تفسير الآية: “وهذه الكرامة يدخل فيها خلقهم على هذه الهيئة في امتداد القامة وحسن الصورة، وحملهم في البر والبحر مما لا يصح لحيوان سوى بني آدم أن يتحمل بإرادته وقصده وتدبيره. وتخصيصهم بما خصهم به من المطاعم والمشارب والملابس، وهذا لا يتسع فيه حيوان اتساع بني آدم؛ لأنهم يكسبون المال خاصة دون الحيوان، ويلبسون الثياب ويأكلون المركبات من الأطعمة. وغاية كل حيوان يأكل لحما نيئاً أو طعاماً غير مركب”
2- أنهم مخلوقات فطرهم الله على التوحيد وعلى فعل الخير والشر والصواب والخطأ، لذا من فطرتنا أن نصيب ونخطئ ونتوب، ولا تثريب إن أخطأنا أحياناً فلسنا ملائكة.
3- أنهم مسلمون يتميزون بميزة الإسراع والمبادرة والإقبال على التوبة الصادقة النصوح والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (كل ابن آدم خطّاء وخير الخطاءين التوابون) وعن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: (إِنَّ عَبْداً أَصَابَ ذَنْباً وَرُبَّمَا قَالَ أَذْنَبَ ذَنْباً فَقَالَ رَبِّ أَذْنَبْتُ وَرُبَّمَا قَالَ أصبت فَاغْفِرْ لِي، فَقَالَ رَبُّهُ أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبّاً يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ الله ثُمَّ أَصَابَ ذَنْباً أَوْ أَذْنَبَ ذَنْباً، فَقَالَ رَبِّ أَذْنَبْتُ أَوْ أصبت آخرَ فَاغْفِرْهُ، فَقَالَ أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبّاً يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ الله ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْباً وَرُبَّمَا قَالَ أَصَابَ ذَنْباً، قَالَ رَبِّ أصبت أَوْ قَالَ أَذْنَبْتُ آخر فَاغْفِرْهُ لِي، فَقَالَ أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبّاً يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثَلاثاً…. الحديث) متفق عليه لكن بشرط أن تكون بشروط التوبة الصادقة النصوح لتوبة النصوح وهي التي اجتمع فيها خمسة شروط: الأول: الإخلاص الثاني: الندم على فعل المعصية؛ بحيث يحزن على فعلها ويتمنى أنه لم يفعلها. بأن يقصد بها وجه الله تعالى وثوابه والنجاة من عذابه، الثالث: الإقلاع عن المعصية فوراً سواء كانت في حق الله أو حق عباده، الرابع: العزم على أن لا يعود إلى تلك المعصية في المستقبل، الخامس أن لا تكون التوبة قبل فوات قبولها؛ إما بحضور الأجل أو بطلوع الشمس من مغربها.
4- أنهم بَشر رزقهم الله بقدرات عدة يتميزون بها وسيسألون عنها يوم القيامة لأن غيرهم حرم منها أو حرم الاستفادة منها، بينما هم أمامهم الأبواب مشرعة مفتوحة لاستخدامها في الحق.
5- أنهم قادرون على مناقشتنا وتصويب خطئنا
6- أنهم متميزون باستقامتهم على دين الله، لذا لو شعروا بأنهم غرباء فهنيئاً لهم بشرى الرسول (فطوبى للغرباء) وفي رواية أخرى. “قيل: يا رسول الله، مَن الغرباء؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس” وفي لفظ آخر: الذين يُصلحون ما أفسد الناس من سُنتي”.
7- مدح أعمالهم وإن كانت صغيرة
8- وقوفنا معهم في أزماتهم وإبداعاتهم.
المصدر/ تواصل