"داعش" يفضح حقيقة الأسد وحفتر
12 جمادى الثانية 1438
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

العلاقة الخفية التي تربط تنظيم داعش بنظام الأسد في سوريا وبقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر في ليبيا تكشف عن حقيقة واضحة بشأن استخدام فزاعة "الإرهاب" من أجل إجهاض الثورة في البلدين..

 

نظام الأسد منذ بداية الثورة الشعبية وهو يصفها "بالإرهاب" رغم بدايتها السلمية ومع ظهور تنظيم داعش في سوريا تم تسليط الضوء عليه وتجاهل الكتائب الثورية التي كانت تعارض داعش وتحاربه أكثر من محاربة النظام نفسه..

 

وظهر بوضوح أن الأسد يريد استغلال تنظيم داعش من أجل تخويف المجتمع الدولي من الثوار, وينصب نفسه كضحية "للإرهاب" ويتحول من مجرم إلى "صاحب رسالة" ويطالب بدعمه من أجل تثبيت حكمه الاستبدادي بحجة أنه يحارب "الإرهاب"!..

 

المعارضة السورية أعلنت أنها تمتلك وثائق تثبت وجود تنسيق بين النظام السوري وتنظيم الدولة، وأنها سوف تسلّم هذه الوثائق للأمم المتحدة...وخلال مؤتمر صحفي من جنيف، قال عضو الوفد، فاتح حسون، إن المعارضة حصلت بعد سيطرتها على مدينة الباب شمالي البلاد على وثائق مرئية تؤكّد وجود علاقة بين النظام وتنظيم الدولة...حسّون أكّد أن هذه الوثائق تكشف أوامر النظام لعناصره بالتعامل المطلق مع "داعش" خلال العمليات العسكرية، لافتاً إلى أن المعارضة ستضع هذه الوثائق بحوزة الأمم المتحدة...دلائل تعاون نظام الأسد مع داعش أكدها الثوار مرارا مشيرين إلى أنهم كانوا يخوضون حروبا ضد تنظيم داعش وأن طائرات الأسد كانت تدعم التنظيم وتشن غارات على مواقع الثوار من أجل حماية التنظيم وعناصره كما كانت قوات نظام الأسد تنسحب من مناطق عديدة دون مقاومة أمام تنظيم داعش وتترك أسلحتها ومعداتها خلفها ليسيطر عليها التنظيم...

 

في نفس السياق كشفت تسريبات بثتها قناة الأنباء الليبية عن وجود علاقة وتنسيق بين قوات اللواء المتقاعد "خليفة حفتر" المعارض الشرس للثوار, وتنظيم داعش في ليبيا...ويوضح التسريب - وهو عبارة عن محادثات هاتفية بين ضابط كبير بقوات "حفتر" والصحفي الليبي "محمود المصراتي" رئيس تحرير صحيفة "أخبار الحدث" التي تصدر من تونس - توجيهات من قبل الضابط لـ"المصراتي" لتشويه الثوار ووصفهم بالدواعش؛ وذلك لتهيئة الرأي العام المحلي والدولي لأي عمل ضدهم...ويوجه الضابط الصحفي "المصراتي" لاستخدام أفكار معينة في صحيفته، وعلى ما يبدو من قِبل لجان إلكترونية تابعة له، لوصم الثوار في بنغازي وغيرها بالدواعش والقاعدة.. كما يكشف التقرير عن تنسيق بين قوات "حفتر" وتنظيم داعش ، حيث يقول "المصراتي" للضابط: "خللي جماعة داعش الموجودين بـ"أبو الوليد" يرفعون أعلام داعش عشان نصورهم"، فيرد عليه الضابط: "إنت عارف إنهم جماعتنا".

 

 

كذلك يطلب الضابط من الصحفي عدم التركيز على التشاديين الموجودين مع قوات "حفتر"، ويقول له: "إنت عارف إنهم مرتزقة عشان ما عندنا شباب، ولو حد مات منهم بنقول من بوكو حرام"..اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر يتلقى الدعم من الخارج معتمدا على قتاله لتنظيم "داعش" ـ  بحسب ادعائه ـ حفتر يمشي على نهج الأسد في سوريا حيث يساعد "داعش" على التمركز في مناطق معينة ويمنحه بعض الانتصارات، ومن ثم توجيهه لشن حرب على الثوار ، بالإضافة لاستثماره كفزاعة للمجتمع الدولي، من أجل الظهور أمامه بشكل الطرف الوحيد المؤهل لمواجة الإرهاب نيابة عنه..بدأت التساؤلات تحوم حول عدم رغبة قوات حفتر المتواجدة بالقرب من مدينة درنة بقتال تنظيم "داعش"، الذي ظهر لأول مرة في ليبيا عام 2013 في درنة، وبالرغم من القصف الجوي الكثيف والمدفعي على مواقع "مجلس شورى ثوار درنة". إلا أن قوات حفتر لم توجه أي ضربة على مواقع تنظيم "داعش"، حتى في أيام التنظيم الأخيرة عندما اضطره "مجلس شورى ثوار درنة" إلى الانسحاب نحو مرتفعات جبال الفتائح شرق درنة، وهي منطقة لا يفصلها عن مناطق تمركز قوات حفتر بأم الرزم وأم حفين سوى بضع كيلومترات، ليتفاجأ الجميع بانسحاب ما تبقى من عناصر "داعش" باتجاه سرت في مايو 2016 دونما أي اعتراض من قوات حفتر...

 

يقول الطيار السابق بسلاح الجو الليبي، العقيد عادل عبد الكافي، في تصريحات صحافية، إن "قرابة 100 سيارة مسلحة على متنها أسلحة وجنود لـ(داعش) مرت بخمسة تمركزات لقوات حفتر بالإضافة لقاعدة عسكرية على طول طريق صحراوي مكشوف بطول 800 كيلومتر لتصل إلى سرت". وأكد على ذلك أيضاً المتحدث باسم حرس المنشآت النفطية، علي الحاسي، في بيان رسمي وقتها، مؤكدا أن "قوات حفتر هي من سهلت لداعش الوصول بهذه التعزيزات الكبيرة لدعم وجودها في سرت"...ويتساءل عبد الكافي: "لماذا كانت طائرات حفتر تتجاوز مدينة سرت لتقصف مواقع في مصراته وطرابلس دون أن تسقط صاروخا واحدا على تنظيم (داعش)، الذي كان يتواجد في سرت"؟..

 

البعض كان يتساءل عن ماهية "داعش" وكيف يتغلغل في أكثر من دولة بهذه السهولة خصوصا في الدول التي شهدت ثورات, والدور الذي يقوم به التنظيم ضد الثوار ولصالح الأنظمة الاستبدادية ومساهمته في خلط الأوراق أمام المجتمع الدولي بشأن الفارق بين الثورة و"الإرهاب" ومع مرور الأيام بدأ تتكشف المزيد من الحقائق عن التنظيم وعلاقته بالأنظمة القمعية ومن يقف وراء هذه الأنظمة.