الغرق في قاع كأس!
22 جمادى الأول 1438
سليمان العبودي

بصراحة من الأشياء التي تقلقني جدًا كلما جالست بعض إخواني الذين لهم اهتمام معرفي أني أرى ضعف المناعة الفكرية مرضًا مستشريًا في الأوردة والشرايين..، أما أولئك البعيدون عن القراءه والمطالعة فهم في أمان من التحولات والموضات الفكرية، فأصبحت القراءة والمعرفة بسبب المنهجيات الخاطئة والقراءات السطحية والهزيمة الداخلية خطرًا محدقًا بينما كان المفترض أن تكون صمام أمان ومصدرًا لليقين في نفس القارئ ومن حولة!

 

 

وهذا لا ينفي وجود كوكبة كبيرة جمعت قوة الاطلاع وعمق اليقين وجمالية التعبير لكن بالمقابل هناك خضوع داخلي لدى آخرين لسلطة القراءات الجديدة، فالبناء الفكري السامق في سنوات قابلة للتصدع والانهيار في لحظات، أستطيع أن أفهم أن يغرق الإنسان في أمواج ضاربة من القراءات، لكن لا أفهم كيف يغرق هذا في قاع كأس؟ّ! إلا أن يكون السبب: قابلية المحل للانحراف!

 

 

خصوصًا أن كثيرًا من الانحرافات المعاصرة التي تثار أجاب عنها أئمة أهل السنة خلال قرون، فتجد الشاب يحفظ الشبهة ويتعنى في الوصول إليها لكنه لا يكلف نفسه مطالعة كلام أهل السنة وحسن التأمل فيه، وقد كانت النظرية الطبية عند الأطباء القدامى ــ اليونان والعرب ــ تقوم على مبدأ أبقراطي قديم وهو الاعتماد على الطبيعة الشافية، وما الدواء إلا مثير للقوة الشافية، فكانوا يسمونها (المدبر) فإذا عجزت هذه القوة عن مقاومة المرض لم يعد للعلاج قيمة، وكذا الشبه الخاطفة في النفوس الضعيفة؛ إذا ضعفت القوة الشافية صار القلب مستودع الأوبئة العقلية والعلل الفكرية!

 

 

المصدر/ تويتر حساب "سليمان العبودي"

@S_Alobodi