25 جمادى الثانية 1438

السؤال

نحن أسرة مكونة من: ابنتي عمرها سبعة سنوات ونصف، وابني عمره ثلاث سنوات، وأنا وزوجي متعلمان ومتفاهمان ويسود منزلنا الحب والحمد لله، لكن مشكلتي مع ابنتي التي تغار من كل شيء حولها، فهي تغار مني ومن أصدقائها، ومن أخيها الصغير، تريد كل شيء لها من طعام وألعاب، ولا تتكلم باحترام معي مطلقا وتعبيرات وجهها دائما تظهر غضبا. لا تحب الدراسة وتظل أكثر من ساعتين في عمل الواجبات المدرسية رغم أنها ذكية، عندما أفشل معها وأغضب عليها تتحول ابنة صالحة تساعدني، وتسمع الكلام، وتصبح مبتسمة. في المدرسة تكون محترمة جدا لكن في البيت تكون العكس تماما، أدخلها دورات تحفيظ القرآن والرسم والحساب الذهني وغيرها، لكنها لم تسعد ولا تريد الاستمرار في شيء. أرجو مساعدتي لأن البيت يصيبه نوبات الغضب والكآبة بسببها.

أجاب عنها:
أميمة الجابر

الجواب

السائلة الكريمة:

مشكلة تقع فيها الكثيرات من النساء، فالابنة هي الكبرى وكانت تأخذ منك كل الاهتمام والعناية والحب والحنان والتدليل، حتى جاء الأخ الصغير وبغير قصد ذهب الاهتمام والحنان للصغير، والطفلة لمّاحة وذكية، أصبحت أيتها الأم تحتضني الصغير... ووضعتيها هي في سرير وحدها، رغم أنه كان ينبغي العكس لأن الصغير لا يفهم المقارنات وهو رضيع وهذا سبب كافٍ لكي تغار الطفلة من أخيها!

 

أما غيرتها منك فهي تجدها من الحب الذي بينك وبين أبيها وبدون قصد أيضا تلاحظ منكما ما يلفت نظرها ويشد انتباهها لذلك، وفي اعتقادك أنها لا تفهم شيئاً.

 

أما طريقة حديثها معك فالطفل يلتقط طريقة الكلام ممن يعيش معه مباشرة، لذلك فهي تردد نفس الكلمات وتتعامل بها معك، ابحثي في صديقاتها اللاتي تلعب معهن طوال اليوم، أو ربما تذهب لبعض الصغيرات من الجيران وتجدهن يتعاملن مع أمهاتهن بهذه الطريقة غير المهذبة فتقلدهن.

 

أيتها الأم، طفلتك كالنبت الصغير، كل ما تقدمينه لها من رعاية واهتمام يظهر عليها في صورة سلوكيات، كوني ذكية وحاولي التنبه للأخطاء، مع الصبر والحزم عند اللزوم، حاولي تشجيعها بهدية إذا امتنعت عن أي خطأ تريدينها الامتناع عنه.

 

اهتمي بها اهتماماً حقيقياً يشعرها بمكانتها، تحدثي عن مميزاتها أمام أبيها وعائلتها، اجعلي مدرساتها يدعمنها نفسياً، علميها دورها في رعاية أخيها والاهتمام به.

 

أشغليها بالأعمال الطيبة، تغافلي عن صراخها أو تعنتها ولا تردي الصراخ بالصراخ، بل تغافلي دقائق ثم عودي إليها لتفهميها الخطأ من الصواب.

 

واستعيني بالله تعالى في تربيتها وأكثري من الدعاء لها لتغيريها للأحسن، واعلمي أن تغيير سلوك الطفل لا يصير بين يوم وليلة لكن يلزمه وقت للتغير والله سبحانه الموفق وحده.