نهاية زمن الرقص على رؤوس الثعابين
1 جمادى الأول 1438
طلعت رميح

أصبح مؤكدا ،وفق الوقائع لا التحليلات والتوقعات، أن الانقلابيين من الحوثيين وصالح ،باتوا فى موقف الدفاع والتقهقر، أو فى حالة الدفاع أملا فى إنقاذ رؤوسهم، إذ الشرعية تقترب من الإجهاز على مشروع الانقلابيين وتحرير اليمن،من كارثة المشروع الإيرانى التدميرى.

 

 

لحظة حسم المعركة العسكرية لإسقاط الانقلابيين ودحرهم تقترب- كما لم يكن ممكنا القول من قبل-وموعد إلقاء الرئيس عبد ربه منصور هادى خطاب النصر، وسط حشود اليمنيين الفرحين بالانتصار،باتت أقرب من أي وقت مضى.

 

 

تطورات المعارك تؤكد هزيمة الانقلابيين.

فى الساحل الغربى، أصبحت قوات الشرعية والمقاومة فى وضع السيطرة على المساحه الممتدة من منطقة ذوباب فى أقصى الجنوب امتدادا إلى ميناء المخا،ومنه تجري الاستعدادات التي لن تهدأ رياحها العاصفة حتى إنهاء السيطرة على طول الساحل البحري وصولا للحدود السعودية.

 

 

والمنافذ الحدودية البرية لليمن،صارت جميعها بيد الشرعية.وتعز تستعد للحظة الفرج بعد صبر لونته دماء الأبرياء المقتولين بالقصف الإجرامى للانقلابيين .

 

 

والقوات المتحركة من مأرب والبقع ونهم وحرض وميدى تستعد جميعها للإطباق على الانقلابيين وتجريدهم من السلاح المنهوب ومن الوجود والسيطرة على العاصمة.

 

 

أصبح مؤكدا لمن لم يكن يصدق،أن زمن الانقلاب والتدمير والوجود الاستعماري الإيراني الطائفي، يخلي مكانه لمشروع اليمن الفيدرالي الديموقراطي،وأن العالم العربي سيشهد أول انتصار حقيقي منذ سنوات.انتصار ثورة اليمن ضد الانقلاب والثورة المضادة ،وانتصار أول للعروبة فى اليمن فى مواجهة المد الإيراني الذي تحرك بلا رادع منذ عدة سنوات.

 

 

هنا تنتهي لعبة الثورة المضادة،ويقول الشعب والقادة اليمنيون،إن الثورة المضادة وإن توسعت فى القتل والتدمير والخراب وإحكام القبضة بقوة السلاح ،فمصيرها النهائى هو الهزيمة.وهنا إعلان بأن اليمن القادم ،سيحكم ديموقراطيا ولن يحكم على طريقة المؤامرات التى وصفها صانعها –صالح-بالرقص على رؤوس الثعابين.

 

 

وهنا يدق المسمار الأول والكبير فى نعش المشروع الإيراني،ويصدر إعلان مدو بفشل الطوق الذي قاتلت إيران لإحكامه حول دول الخليج.وإذ تهب رياح عاصفة على الوجود الإيراني في سوريا –خاصة بعد ظهور الخلافات الروسية الإيرانية علنا-فيمكن القول أن القادم والمواجهة الحاسمة مع إيران ستجرى حول العراق الذي أثخنته الجراح الإيرانية بعد الأمريكية طويلا وعميقا وكما لم يحدث لشعب من قبل.

 

 

لكن الأمر فى اليمن،لن ينتهى بتحرير صنعاء وصدور الإعلان الختامي بهزيمة الانقلابيين.هى بداية مشوار إعادة بناء البلاد ومواجهة آثار الحرب السياسية والصحية والنفسية .وهنا يجب التعامل بروح استمرار المعركه،حتى لا يتمكن الخصوم من الالتفاف على النصر.

 

 

فى انتظار اليمن مهام جسيمة،وبقدر ما كان الانقلاب والثورة المضادة والاحتلال الإيراني خطرا استراتيجيا بل وجوديا على اليمن وجواره ،بقدر ما ستكون تحديات ما بعد النصر،التى ينبغي الإعداد لها من الآن ،لا من الغد.

 

 

المصدر/ الشرق