المستهدف من الحملة على الرموز والثوابت بالسعودية ؟
10 ربيع الثاني 1438
تقرير إخباري - محمد الشاعر

لا يخفى على كل متابع حجم الحملة التي تقودها حكومات دول كبرى ومنظماتها متشعبة المجالات وصبيانها وأتباعها وعملائها المنتشرين في كل مكان ....ضد المملكة العربية السعودية - والدول السنية عموما - والتي لا تقتصر على إشعال الحرائق من حولها فحسب , بل تطال شأنا خطيرا من شؤونها الداخلية المتعلق بهويتها وهوية مواطنيها .

 

 

فبينما تحاول بعض الدول – كالولايات المتحدة الأمريكية التي طالما زعمت أنها الحليف الاستراتيجي لدول الخليج عموما والسعودية على وجه الخصوص على مدى عقود مضت - ابتزاز الممكلة من خلال استصدارها لقوانين من أمثال "جاستا" و "فرانك وولف" , وإشغالها بحرب على حدودها الجنوبية مع الحوثيين تسعى قدر الإمكان لإطالتها من خلال دعم الانقلابيين من تحت الطاولة ومن فوقها أحيانا .......

 

 

يقوم أتباعها وصبيانها في الداخل بمحاولة النيل من رموز المجتمع السعودي والخليجي بل والإسلامي أيضا , والسعي الحثيث الدائم للتشويش على بدهيات ومسلمات الشريعة الإسلامية كمسألة الولاية على المرأة المسلمة المنصوص عليه في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , يساعدهم في ذلك إعلام محسوب في الظاهر على المملكة بالاسم , بينما هو في الحقيقة المعول الأشد بأسا وتأثيرا على بلاد الحرمين في وقت هي في أمس الحاجة لوقوف الإعلام المحسوب عليها في صفها ضد الحملة المسعورة عليها من قبل ملالي قم وأسيادهم الصهاينة والأمريكان .

 

 

وعلى الرغم من محاولة أعداء المملكة إخفاء المستهدف الحقيقي من وراء حملتهم ضد رموزها من العلماء , وثوابتها الإسلامية بدعوى الدفاع عن حقوق المرأة المسلمة عموما والسعودية على وجه الخصوص والغيرة على قضاياها..... إلا أن من يدقق في القاسم المشترك من وراء هذا العبث يدرك حقيقة المستهدف من تلك الحملة ألا وهو "هوية بلاد الحرمين الإسلامية" .

 

 

يبدو ذلك جليا في الحملة التي شنّها الموصوف بأنه "كاتب كويتي" يدعى "فؤاد الهاشم" على أبرز علماء المملكة العربية السعودية المعاصرين – بل والعالم الإسلامي عموما - "ابن تيمية، وابن باز، وابن عثيمين" معتبرا إياهم سببا في "التخلف" !!

 

 

الكاتب المغمور اعتبر في مداخلة على قناة "العربية" المحسوبة على المملكة السعودية هؤلاء العلماء الأفذاذ الثقات الذين شهد لهم عموم المسلمين بالعلم والضبط والغيرة على الدين , والدفاع عن العقيدة الصحيحة وتخليصها مما علق فيها من بدع وشركيات, ودعوتهم المخلصة بضرورة عودة المسلمين إلى الكتاب والسنة .....أنهم "لا يريدوننا حتى أن نلبس هذا القميص" , زاعما أنهم : "يريدوننا أن نلبس الزي الأفغاني ، إذ إن التيار الديني سواء أكان متشددا أم لا، سيكون منغلقا" .

 

 

وبعيدا عن الخوض في بيان بطلان وكذب ادعاء "الهاشم" الذي افترى على أؤلئك العلماء بأنهم فرضوا على الأمة الزي الأفغاني كما يزعم , وبغض النظر عن انكشاف من هم المنغلقون فكريا على الحقيقة ( أنصار التيار الليبرالي العلماني الموالي للغرب ) إذ تبين بعد عقود أن الصراع مع الرافضة هو في الحقيقة صراع عقيدة وهوية كما كان يؤكد ويحذر وينذر علماء الأمة ورموزها منذ سنوات , في الوقت الذي كان فيه ليبراليو الخليج والعالم العربي عموما يسخرون من هذا التحليل الدقيق , ويطبلون ويزمرون لأدعياء مقاومة الشيطان الأكبر الوهمي الذي تبين أنه حليفهم الأول وداعم مشروعهم الصفوي في المنطقة .....

 

 

أقول ....بعيدا عن كل ما سبق فإن الواضح أن المستهدف من هذا الطعن برموز الأمة الثقات هو : هوية بلاد الإسلام والمسلمين , وعقيدتهم الصحيحة الملتزمة بمنهج أهل السنة والجماعة , فليس أشخاص " ابن تيمية، وابن باز، وابن عثيمين " هي المستهدفة على الحقيقة , بل ما تمثله هذه القامات من في ضمير الأمة , وما توحيه أسماؤهم حين يذكروا في الأذهان من استحضار وجوب التمسك بكتاب الله وصحيح سنة رسوله صلى الله عليه وسلم , اللذان يعتبران المصدران الرئيسيان للإسلام الحق بلا خلاف .

 

 

نفس الكلام السابق ينطبق على محاولات بعض المتغربين بالمملكة النيل من بعض ثوابت الشريعة الإسلامية , حيث يبدو المستهدف من وراء تكرار وسم يطالب بإسقاط الولاية عن المرأة في السعودية , والذي ووجه دائما بوسم يؤكد على تمسك المرأة السعودية والمجتمع بثوابت الإسلام وأحكام دين الله تعالى..... هو هوية المجتمع السعودي الإسلامية ليس إلا .

 

 

وتأكيدا على ذلك يمكن الاستشهاد بحقيقة صاحب الهاشتاغات المتكررة التي كانت تظهر على "تويتر" منذ فترة تحت مسمى "سعوديات تطالب بإسقاط الولاية" وما شابه  , حيث تبين أنه هو نفسه صاحب حساب جنسي على "تويتر" يدعو فيه إلى الفاحشة والرذيلة , من خلال نشر الصور الجنسية , وهو ما دفع محكمة جزاء الدمام السعودية بالحكم عليه بالسجن عاما وتغريمه 30 ألف ريال , بعد أن ضبطته دورية أمنية أثناء قيامه بوضع ملصقات على عدد من الجوامع في الأحساء كتب فيها عبارات باللغتين العربية والإنجليزية تدعو إلى إسقاط الولاية عن المرأة ، وتبين من التحقيقات أنه نفس الشخص الذي يدعو إلى الفاحشة والرذيلة عبر حسابه الجنسي على "تويتر" .

 

 

ليس مفاجئا أن يكون المستهدف الحقيقي من وراء الحملة على الرموز والثوابت في المملكة هو : هوية البلاد الإسلامية , فلطالما كانت تلك الهوية مصدر قلق وهلع أعداء الأمة طوال عقود وقرون خلت وما زالت , وهل ما يجري في المنطقة من حروب , وما يدور على أطراف المملكة وحدودها الجنوبية تحديدا إلا تجسيدا لحقيقة الحرب على هوية الدول السنية ؟!