10 ربيع الثاني 1438

السؤال

هل يجب أن تسعى الفتاة لعمل شيء حتى يتقدم لها الخطّاب وماذا تفعل؟

أجاب عنها:
أميمة الجابر

الجواب

تعيش الكثير من الفتيات في قلق، وتحتار بسبب أمر زواجها، وتخشى أن يجرى بها العمر دون أن ترتبط بزوج، وتسأل نفسها ما الطريقة التي ممكن أن تسهل قدوم العرسان وتيسرها لها؟!

 

تظن بعضهن أن تبرجها وارتداء الملابس الملفتة ووضع المساحيق الملونة في وجهها هي الطريقة لجذب الشباب إليها ومن ثم خطبتها!

 

بالفعل في بعض الأحيان قد تنجح هذه الطريقة (في بعض الأماكن) من الجذب الواهم في اجتذاب بعض الغافلين!

 

لكن هذا النجاح هو نجاح واهم للغاية، أو بمعنى آخر نجاح مزيف؛ لأن الشاب الذي يعجبه هذا النوع من الفتيات قد يكون من أصحاب القلوب المريضة الضعيفة أمام بهرجة النساء وزينتهن الظاهرة..

 

و إذا تم الارتباط فعلا بينهما ما يلبث إلا ويبدأ في التململ والملل ثم تبدأ طبيعته تغلب عليه وتبدأ عيناه تنجذب إلي الأكثر زينة منها حتى إذا تم الزواج فعلا ستجد منه المعاناة المتكررة والدائمة، لأنه اختار المظهر الخادع ولم يختر الجوهر الصادق.

 

هذه الفتاه التي كانت تتزين بكل هذه الزينة قبل الزواج، غافلة عن هذا الكم الكبير من الإثم والذنب الذي تجمعه جمعا بينما هي تعرض زينتها أمام الناس، هي نفسها لن تستطيع أن تحتفظ بتلك الزينة بعد فترة قليلة من زواجها، ما سيدفع زوجها – الموهوم – أن يهرب منها هربا، إذ لم تعد تجذبه كما كانت، ولم تعد تمثل له الزيف الأول!

 

فالفتاة التي تريد الاستقامة، وترجو الارتباط الحقيقي الناجح، وتريد فعلا زوجا صالحا حقيقيا ينبغي عليها عدة أمور وكأن هذه الأمور أخذٌ بالأسباب للزواج:

 

أولها: أن تصلح ما بينها وبين ربها بالاستغفار الكثير جدا، والتوبة على كل تفريط في حقه سبحانه، وتتقرب إلي الله تعالي بالعبادات أولها المحافظة علي الصلاة وزيادة النوافل وكثرة الصدقات، والدعاء لله ربها بما تحب ومن ذلك الدعاء أن تدعو الله بأن يهيئ لها الخير في أمر زواجها، وأن يرزقها بالصالح التقي، صاحب الخلق الطيب.. هذا هو الأمر الأساسي

 

ثانيا: أن تعلم أن حفظها لدينها ونفسها وقيمها وعرضها هو في ذاته عبادة صالحة، وهو انجاز حياتي عظيم مبارك لكل فتاة، فالنبي صلى الله عليه وسلم أوصى بذلك فقال: "احفظ الله يحفظك"، فلتحتسب ذلك الحفظ ليحفظها الله..

 

ثالثا: أن تعلم أن كل ما عند الله تعالى خير، فمن مفهوم الإيمان: أن نؤمن بالقدر خيره وشره، فالقلب المؤمن يجد الخير في كل شيء قدره الله عليه، فيقنع به ويرضى، فإذا تأخر الزواج فلعل المانع خير، وإذا تم الزواج بسرعة فكان أيضا خيرا..

 

رابعا: لا مانع للفتاة أن تأخذ بالأسباب الشرعية والأخلاقية الممكنة، من إصلاح شأنها (الخاص) مما هو يخص شأن الفتاة المؤمنة، وتتناقش في شأنها مع المقربين لها من أم أو أخت أو صديقة صالحة، أو داعية خير، ما يحفظ عليها حياءها ودينها وخلقها..

 

خامسا: لتعلم الفتاة المؤمنة أن لديها حياتها المناسبة لها، وأن الله سبحانه قد أنعم عليها بنعم كثيرة، يمكنها استخدامها لبناء حياة نافعة صالحة، فالعلم حياة، والدعوة إلى الله حياة، وبر الوالدين ورعاية الأخوات حياة، وصلة الرحم حياة، ومعونة الفقير حياة، والنجاح في التأثير الإيجابي في مجتمعها النسائي حياة.. فلتعش منجزة مؤثرة ناجحة فالحة، فإن رزقها الله بالزوج الصالحة أتمت الخير خيرات، ونقلت انجازاتها لأسرتها الجديدة وبيت زوجها الصالح، وإن تأخر الزوج فحياتها قائمة وسائرة في سبيل النجاح والفلاح والتأثير..