كثيراً ما نجحنا بذلك وتحدياتنا لا تزال مستمرة!
24 ذو القعدة 1437
إبراهيم قارا غُل

في هذه الأيام العصيبة لقد أظهرت عاصمة الامبراطوريات وبوابة الشرق والغرب اسطنبول أي في يوم 26/08/2016 أوصلت اسطنبول رسالة ليس إلى تركيا فقط بل إلى جميع أنحاء العالم وذلك بافتتاحها التاريخي. افتتح رئيس الجمهورية أردوغان جسر ياووز سلطان سليم مع مشاركة حلفاء وأحباء تركيا.

 

 

 

هذا الافتتاح هو تحدّ يقول ويشكل مستمرّ "ها هو نحن" نتحدّى "محور الشر" ودولتنا تقاوم كلًا من التنظيمات الإرهابية والمحتلين الداخليين والأعداء الخارجيين الذين حاولوا القضاء علينا ووجهوا الاعتداءات الشاملة في الآونة الأخيرة. أقسمنا بأن تبقى هذه الأراضي وطنًا لنا وأن نقاوم بشعاراتنا ورموزنا وكلماتنا ورصاصنا وسنبقى واقفين على أرجلنا صامدين.

 

 

 

الجغرافيا المشتركة في عصر ياووز ستعود إلى وطن مشترك كما كان

 نحن دولة تمكنت بافتتاح مشروع آخر من بين أكبر المشاريع العالمية بعد الاعتداء الدولي الذي تم توجيهه إلى تركيا في 15 تموز/يوليو وبعد محاولة الاحتلال من الداخل ومحاولة إجبار بلدنا على الركوع، وبعد أن قلبنا جميع حساباتهم الدمائية القذرة فوق رؤوسهم وبعد أن لاحقنا الذين أرادوا ضرب أنقرة إلى حدّ جرابلس وحلب. ونحن دولة نكتسب قوة كلما حاولوا إنهاءنا وكلما كثروا أعداءنا فنحن نتوسع كلما قاومنا.

 

 

 

في ذكرى الخمس مئة سنة لاتحاد هذه الجغرافيا في عصر ياووز سلطان سليم تمكن شعبنا أن يرسل رسالة إعادة توحيد الشرق مع الغرب ليكسب وطن مشترك مرة أخرى رغمًا من مخططاتهم المدمّرة والموجّهة إلى قلب تركيا وحتى لو تجزّأت الدول من مصر إلى سوريا.

 

 

 

 

بدأنا بكتابة التاريخ من جديد

 المواجهة الكبرى هي اليوم على الاراضي التي اتحدت أيام ياووز. لقد واجهنا صدمات ثقيلة جدًا بسبب الاعتداءات الفظيعة التي هدفت دائمًا إلى تقسيم أراضينا اعتبارًا من دولة مالازغيرت إلى الدولة السلجوقية ومن الدولة العثمانية إلى تركيا ومن الصليبية إلى الاستيلاء المغولي ومن الحرب العالمية الأولى إلى اليوم.

 

 

لقد وصلنا لعدة مرات إلى لحظاتٍ قلنا فيها "لم يعد لدينا تاريخ بعد الآن ولقد انتهى تاريخ الأناضول" ولكنّنا خرجنا دائمًا أقوى من قبل بعد كل أزمة وبعد كل محنة. ودائمًا رسمنا مستقبلًا لامعَ أكثر بعد كل صدمة كبيرة. سيرى كل شخص ألقى نظرة على الماضي أنّنا واجهنا صعوبات أكبر بكثير من صعوبات اليوم وأننا جديرون بتخطّيها. إنّ تاريخ الأناضول دائمًا يُكتب من جديد بعد كل صدمة وسيكتب اليوم من جديد.

 

 

 

سنؤسس مستقبلًا جديدًا..

سنأتيكم من جديد وسنرسم مستقبلًا أجمل من جديد وسنتخطّى حدود الأناضول من جديد وسنخطوا خطوات كبيرة لتوحيد الجغرافيا وتحويلها إلى وطن واحد. إنّ العملية الدولية يوم 15 تموز/ يوليو لن يكن مضمونها مختلفًا عن الحرب العالمية الأولى. لأنّهم أرادوا احتلالنا من الداخل ووكّلوا خونة الوطن من أجل ذلك وكل ذلك لإنهاء تاريخ الأناضول. لقد سلّطوا علينا نفوذهم داخل الهيكل التنظيمي للدولة وعناصرهم من منظمة غولن والبي كا كا والبي يي دي وداعش من أجل ذلك الهدف.

 

 

أمس أي في تاريخ 26 أغسطس في حين تجهيز افتتاح جسر ياووز سلطان سليم وإعادة حسابات الشرق والغرب تم تفجير جيزرا نتيجة تعليماتهم ووقع شهداء من عناصر أمننا. ما يعني أنّهم كانوا مستمرين في اعتداءاتهم الدولية.

 

 

 

 

دائماً يتشكل محور الشر حول فترة الترقي...

كلما حاولنا إضافة الجديد إلى تركيا والعالم وأراضينا وإلى تاريخنا وعصرنا استمرّت اعتداءاتهم الإرهابية وتدميراتهم دون انقطاع. لكنّهم دائمًا أثبتوا "تجرّدهم من الحضارة" في جميع مواقفهم.

 

 

شعبنا واجه لعدّة مرات على هذه الأراضي مختلَفًا من مواقف العداوة والصداقة والخيانة والنذالة. ودائمًا وجدنا جبهة الأعداء مشكلة أمامنا في كل مرة انتقلنا فيها إلى فترة الارتقاء. وفي كل فترة ازدهار تبدأ عندنا تتبعها اعتداءات قاتلة. وهذا هو ما نحن عليه اليوم حيث بدأت هذه الاعتداءات مع ابتداء فترة ازدهار تركيا وردًّا على محاولة تركيا في تغيير مسرى التاريخ.

 

 

 

حملة التنظيف يجب أن تبدأ من قنديل وتنتهي في حلب

 لكننا نحن لن نكون أبدًا في وضعية دفاعية ولن نستقبل الاعتداءات من حدودنا، بل إنّنا سنحارب من داخل مدنهم وليس من مدننا. وفي بيوتهم ليس في بيوتنا، ولن نقبض على المعتدين في اسطنبول وأنقرة وقونيا بل سنقبض عليهم داخل بيوتهم.

 

 

لا أحدَ يتوقع من تركيا تنفيذَ عملية ضخمة كهذه والتي وصلت إلى جرابلس وخاصةً أنّها بعد تعرضها لصعقة 15 تموز/يوليو تقوم بحملاتٍ ضخمةٍ في تركيا تجاه عناصر منظمة غولن الإرهابية و بتصفية واسعة ضمن كادرها العسكري. ولا أحد كان يتوقع من تركيا أن تستهدف جميع العناصر الإرهابية اعتبارًا من قنديل وصولًا إلى حلب لأنّها دائمًا قاومت فقط في داخل مدنها.

 

 

 

 

السير في حماس

 تمّ إفشال كلّ مخططاتهم من إسقاط الحكومة وقتل رئيس الجمهورية وتصفية الكادر البنّاء وعقوبة الشعب وتقسيم تركيا إلى أجزاء يوم 15 تموز/يوليو؛ تمّ إفشال كلّ هذا بأول لحظة من توافد المواطنين إلى الميادين. لقد اصطادتهم تركيا في أراضي سوريا رغم أنّهم خططوا بضرب قلب الأناضول. وستستمر تركيا باصطيادهم.

 

 

هذه الدولة قامت بافتتاح مشروع ضخم مثل جسر ياووز سلطان سليم في حين كانوا هؤلاء يخطّطون شلّ اقتصاد تركيا. كلّ هذا خلال شهر واحد فقط. تم إفشال الانقلاب وبدأت الاعتداءات الانتقامية ولكن في المقابل تمّ إفشال المخططات المدمّرة والأناضول مستمرة في مسيرتها رغمًا عن الجميع.

 

 

 

لقد حُوصر الذين حاولوا محاصرة تركيا عن طريق قناة سوريا الشمالية وذلك داخل قناتهم. إنّ عملية التنظيف من العناصر الإرهابية الممتدّة اعتبارًا من الدخول إلى جرابلس وانتهاءً بعفرين وقامشلي هي عملية ضخمةٌ جدًا. فهي عملية توحيد التاريخ والجغرافيا وعملية إفشال كل محاولات التقسيم وأيضًا عملية إلغاء كافة الخرائط المصممة.

 

 

 

 

عناصر منظمة غولن والبي يي دي السريّون ومحور المواجهة الجديدة

 من الآن فصاعدًا لن يكون أيّ شيء كالماضي. من الآن لن تكون أمامَكم "تركيا" المُحاصرة من الداخل والمحتلة من داخلها والمخدوعة من عناصر منظمة غولن و البي يي دي السريين، ولن تكون أمامكم تركيا تلك التي تُقاوم داخل حدودها تجاه العمليات الاحتلالية الداخلية. ولن تكون تركيا تلك التي تصدّق أكاذيب واشنطن ونذالة بروكسل. ولن تكون تركيا تلك التي تستقبل الاعتداءات من داخل حدودها. سيرى كلّ من حاول وصول الحرب إلينا كيفية وصول الحرب إلى داخل بيته. وسترى أعين تلك العناصر الإرهابية كيفيّة اصطيادهم من داخل مراكزهم.

 

 

من الآن ستكون عملية التحدّي يدًا واحدةً تجاه توحيد الجغرافيا وإفشال مخطَطات انقسام هذه الأراضي. وستنتقل لغة التحدي بلدًا بلدًا بهُويّة سياسيةٍ جديدةٍ. وهذا هو محور المواجهة الجديدة.

 

 

 

المصدر/ يني شفق