- كثيرون الذين تفاعلوا مع مقالتي التي كتبتها بنهاية شهر رمضان الفائت، وكانت بعنوان “مسلسلات للبنات وبس”..
- وأكثر منهم الذين وافقوني الرأي بعد تسليطي الضوء على جزئية كانت خافية على عشاق معظم المسلسلات المحلية “الهايفة”.
- وذلك حين أكدتُ أن المسلسلات الرمضانية يتم إنتاجها بشكل "منهجي ومدروس"، وأنها موجهة عمدا وقصدا لإفساد أخلاق الفتيات خصوصاً، وتعزيز تمردهن على المجتمع وذويهم..
- ويتم ذلك بواسطة أيدي خفية ترسم الخطوط العريضة للمسلسلات والرسائل المراد إيصالها، وتترك التفاصيل للمخرجين والكتاب والمنتجين المنفذين، الذين هم مجرد دُمَى وأدوات – إما بعلمهم أو بغير علمهم – يُؤمَرون فيُنفذون.. ومكافئتهم مقابل مادي مُجْزٍ وظهورٍ إعلامي.
- وقد استرشدتُ في مقالتي تلك؛ بآخر أربع مواسم رمضانية. وذكرتُ في كل موسم: الرسالة المستترة المطلوب مِن المسلسلات إيصالها:
- فموسم رمضان 2011: تعمّد المخرجون إغراقَ مسلسلاتهم بلقاءات عاطفية تتم في الأسواق و”الكافيهات” والأماكن العامة.. هكذا عَلَناً.. ومِن دون تحفظ البنت أو خشيتها مِن مصادفة أيٍّ مِن أقربائها “الحمشين”..
* وكان في هذا إيحاءٌ للمجتمع.. كي يتقبل الأمر بصورة طبيعية.
- وفي رمضان 2012: شاعت الملابسُ الجريئة والفاضحة في المسلسلات الرمضانية بشكل غير مسبوق..
- بينما في الموسم الثالث: سَلّطت المسلسلاتُ الأضواءَ على ""استقلالية الفتاة"".. وإرباكِ الأُسرة بتقديم مبررات لتمردها وعصيانها..
- أما في رمضان 2014: فقد أبدعت المسلسلات الرمضانية في التركيز على ""تحدي الأب"".. والتحرر مِن سلطته بمجرد بلوغ الفتاة سن الـ 21....
- انتبهوا... وإياكم أن تظنوا أن الصدفة هي مَن جعلتْ مسلسلات رمضان – على اختلاف مضامينها – تبُثّ ولأربعة مواسم متتالية رسائلَ التوجيهِ ذاتها..
- أبداً... فالأمر مدبر ومقصود ومدروس و”متعوب” عليه....
- ولإدراك عِظَمِ المسألة: لكم أن تلحظوا ما قد يكون قد طرأ على سلوكيات الفتيات مِن تغيرٍ واضحٍ بعد كل موسم رمضاني..
- ورغم اعترافي بعدم متابعة المسلسلات المحلية السخيفة، واكتفائي برصدها من خلال أحاديث الناس، فقد قرأتُ في “القبس” أمس ما يؤكد تحليلي عن وجود توجيه عام وموحد للمسلسلات الرمضانية في كل موسم.
- فمما كتبه الناقد الفني في “القبس” عرفتُ أن رسالة المسلسلات للموسم الرمضاني الحالي موجهة للنيل من الأم وازدرائها..
- وقد استشهد الزميل بمشاهد تمثيلية متعددة في نحو ستة مسلسلات محلية مختلفة، تفنن فيها الأبناءُ والبناتُ في إهانة الأم وامتهانها:
- فأحدُ الممثلين يَنفُثُ دخانَ سيجارته بمنتهى الوقاحة في وجه أمه...
- والآخر يشدها مِن طرَفِ ثوبها ويصيح فيها قائلاً: (أنتي متى تموتين ؟!)...
- وممثلة تقول لأختها: (أمي خَرّفتْ)...
- وأخرى تزجُر أمَّها: (أنتي ليش قاعدة معانا ؟!)...
- هذه المشاهد منقولة من مسلسلات محلية مختلفة.. وقد اقتبستُها من زميل متخصص في نقد المسلسلات والأعمال الفنية، للتأكيد على أن للمسلسلات أهدافا أخرى...
..........
* هذا كاتب في جريدة كويتية، كتب هذا المقال الذي أتمنى أن يقرأه الجميع.. ليحذروا ويعرفوا ما الذي يريده المفسدون بِنا وبأبنائنا وبناتنا...
- أيها الأب.... أيتها الأم: سوف تُسألونَ يوم القيامة عن وَضْعكم لهذه القنوات عند أولادكم.... وكذا وضعكم للإنترنت دون حسيب ولا رقيب..
- بادر بإزالتها ومعالجة الأمر وبتربية أبنائك على مراقبة الله تعالى.. ولا تلتفت لكلام الناس.. فوالله لن ينفعوك يوم القيامة بحسنة واحدة....
- بادر قبل أنْ يأتيَكَ الموتُ فجأة... ثم تندم أشد الندم.. حين لا ينفع الندم...
- (والله يُريد أن يتوبَ عليكم ويريد الذين يتبعون الشهواتِ أنْ تميلوا مَيلاً عظيماً)....