لماذا كل هذا الجدل حول أردوغان؟
9 رمضان 1437
اوفوك اولوتاش

خرج المتحدث باسم رئاسة الجمهورية التركية إبراهيم قالن بتصريح في المؤتمر الصحفي الذي عُقد يوم الأربعاء حول الجدل الدائر حول تركيا في الخارج، وأدلى بهذه الكلمات:

“انظروا إلى ما يتم تداوله في البرلمان الألماني حول أحداث 1915، إنهم يتناقشون حول رجب طيب أردوغان باستمرار. يطرحون موضوعا حدث في 1915 للنقاش ثم يتركونه جانبا ويحوّلون البرلمان إلى مركز للنقاش حول أردوغان”.

 

 

هذا هو الأسلوب الذي يطغى على النقاش حول تركيا منذ زمن طويل. كل النقاشات التي تدور حول تركيا في الخارج لا تتطرّق بشكل دقيق للمواضيع التي تهم تركيا مثل داعش ومكافحة الإرهاب وسوريا والنظام الموازي، وإنما كما أفاد إبراهيم قالن أن كل نقاشاتهم حول تركيا تركز على شخص رجب طيب أردوغان. لو قلتم لهم “حزب الشعوب الديموقراطية يدعم الإرهاب بكل وضوح” سيقولون الأمر متعلق بأردوغان. ولو قلتم لهم “لقد سرّب النظام الموازي أسئلة اختبار التوظيف المدني” سيبدأ الطرف الآخر بالحديث عن أردوغان. تركيا تضرب تنظيم داعش والنقاش حول أردوغان. العمليات تستهدف حزب العمال الكردستاني والحديث عن أردوغان. الإرهاب يستهدف تركيا والسهام موجهة صوب أردوغان.

عندما يحدث طارئ في تركيا تبحث الصحافة الدولية في تعليقاتكم. فإذا ما علقتم على أي حادثة لا يلتفتون إلى تعليقكم إلا إذا كان ينتقد أردوغان فيصبح ذو قيمة وأهمية لديهم. لا أهمية لما تكتبون في الصحافة إن لم يكن موجها ضد أردوغان فأهميتكم تكمن في مواقفكم منه.

 

 

 

هذا الهجوم وصل إلى حالة مرضية، فكل الجدل حول تركيا في الخارج غير سليم. أصبح الحديث والعمل ضد تركيا عملا سهلا للعاطلين عن العمل في واشنطن. عندما يعجزون عن فهم تركيا وشرحها للناس يتوجهون مباشرة للكلمة السحرية “أردوغان” ليستروا بها فشلهم وعجزهم. أي حديث عن تركيا هو مرتبط بأردوغان حتى أصبح شخصية “الخبرة التركية”. والمضحك في الأمر هو أنهم يظنون أنهم أذكياء بربطهم كل شيء بأردوغان.

 

 

 

 

الغضب من ثبات أردوغان
هذا التصرف ينبع من غضب وعجز. خصوصا أنه مع فترة الأزمة العالمية الحالية هناك من يشعر بدوار في رأسه كالماعز المذنب. الكل يحتاج إلى عناصر ليوجّه السهام إليها ويخفي من خلالها عيوبه عن االآخرين. وأقوى مثال على ذلك هو ما قام به البرلمان الألماني حول أحداث 1915. ألمانيا اختارت دعم المنظمات الإرهابية كحزب العمال الكردستاني وغيره ثم بدت كأنها تناقش أحداث 1915 لكنها في الحقيقة تتناقش حول أردوغان. أوباما يقول بأنه سيواجه تنظيم داعش الذي يقاتل في سوريا بسياسات حازمة، ثم يوجه رسالة لأردوغان.

سبب هذا الغضب هو ثبات أردوغان وانتقاده للنظام العالمي بكل صدق وإخلاص دون وجل أو تراجع. واستبعاد تركيا لفكرة الوقوف بلا حركة ولا صوت ومشاهدة ما يحاك من ألاعيب كما كانت تفعل أيام الحرب الباردة. ألم يبدأ هذا الضجيج منذ لحظة التصرف الذي قام به أردوغان في مؤتمر دافوس؟ منذ تلك اللحظة إلى الآن تحولت القضية إلى استهداف شخصي منظم. بعدها بدأت الأزمة السورية ليقوم كل اللاعبين الإقليميين والدوليين بتحميل تركيا المسؤولية تجاه ما يحدث.

ليبقى أردوغان مركزا للجدل الدائر عالميا. الشرق الأوسط بين اللهب، العرقية في أوروبا ترتفع، ترامب يمضي نحو الرئاسة بوعوده العرقية في أمريكا، داعش وحزب العمال الكردستاني وغيرهما من المنظمات الإرهابية يحولون الناس الأبرياء إلى إرهابيين وأخبار الموت من البحر الأبيض تأتي باستمرار.

ــــــــــــــــــ
المصدر: صحيفة أكشام ــ ترجمة: تركيا بوست