4 جمادى الثانية 1437

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، من يوم العقد وأنا في مشاكل، ظننت أن بعد الزواج سوف تقل لكن للأسف زادت، أشتكي طبع زوجي، يفرض نفسه في كل شيء مثلا في اللبس ويفتش في جوالي، سكت وقلت ربما يتغير، كانت عنده أشياء لا أحبها لكنه غيّرها مثل خروجه لشراء لوازم البيت، لكنه الآن أصبح يخرج للسوق ويحب ذلك.
أنا عنيدة ويطلب مني أن أترك هذا العند وأتغير، لكني لا أحب أحداً يمشى كلامه علي، ولا أحب الشخص الذي لا يعجبه شيء، أتمني أن أنجب طفلا لكن أخاف أن يكون مصيري الطلاق، فنحن أمامنا أخته مطلقة ولديها طفل فهذه المأساة تحزننا ولا نريد تكرارها.
أنا والله أحبه وما أقدر أعيش بدونه والطلاق صعب في مجتمعنا، أهلي شعروا أني غير سعيدة، وما زلت أصبر نفسي على أمل أن يتغير.

أجاب عنها:
أميمة الجابر

الجواب

إن ديننا العظيم وقرآننا الكريم قد خص المرأة بحديث مستفيض، وضح فيه حقوقها من جانب وعلى الجانب الآخر وضح واجباتها، ورفع من شأنها، أثنى عليها بما تستحق من تكريم، أوصى بها في جميع تشريعاته بالرحمة والعدل، وعدل بها بين الرجل في الكثير من شؤون الحياة، ولم يفرق بينهما إلا فيما تدعو إليه التفرقة من حيث طبيعة الجنسين، مراعياً المصلحة العامة، محافظاً على تماسك الأسرة واستقامة أحوالها.
الابنة السائلة..
ليس معني أننا مُنحنا كل هذه الخيرات في الحقوق أن تجعل المرأة رأسها برأس زوجها في كل شيء، أو كلمتها فوق كلمته، أو رأيها قبل رأيه، إذن أين قوامة زوجك؟ أم تريدين طمسها؟! الله سبحانه يقول: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ} [النساء:34].
فمهما زادت الزوجة علي زوجها في العلم أو في المال أو أي شيء من هذه الأمور، لابد أن تظهر لزوجها تواضعاً؛ فلا تتعالى عليه بعلمها ولا بذكائها ولا بمالها، فتواضعها يزيدها عنده علواً.
فغنى الزوجة في أسلوبها اللين، وبشاشتها التي تنير البيت، و بحديثها المهذب مع زوجها وأهله، واحترامها لزوجها وطاعته في غير معصية الله تعالى، فبكل ذلك يقدرها زوجها ويرد لها الصاع صاعين من الخير والفضل والعطاء واللين والرفق والتفاهم.
فكيف أجد منك ذلك وأنت تقولين (ما أحب أحدا يمشي كلامه على)!
لابد أن تحترمي كلام زوجك، حاولي معه بالحوار المهذب عرض رأيك.
اعلمي أن سبب تعاسة البيت الزوجة العنيدة، وهذا السبب كافٍ له كي يهرب من البيت بل ويبحث عن بيت آخر يجد فيه من يحترمه ويقدره.
فالعند لا يولد إلا الكره ويُصعد المشاكل ولا يحصد إلا شوك الفراق والهجر والبعد بين الزوجين.
أما بالنسبة للتفتيش في جوالك، فماذا يضرك؟ اتركيه يفتش إذا كان هذا الأمر سيغلق باب الشيطان عنده من الأفكار السلبية؟، وأما من ناحية اللبس فهو لا يريد خروج زوجته بشيء يلفت وهذا حقه، ولماذا تفهمينه خطأ فلم لا تفهمي من ذلك أنه يحبك جدا ويغار عليك، ويحرص عليك، ويحافظ عليك، فلك أن تفرحي ولا تحزني من ذلك، أم إن الشيطان يأبى ذلك؟!
أما إذا كان هذا السلوك يحزنك فعليك بذكائك تصحيحه بطريقة غير مباشرة، أو بالحوار المهذب.
من رسالتك فهمت أن زوجك غيّر من نفسه في أشياء كثيرة، فلماذا أنت أيضاً لم تغيِّري ما لا يحب منك وما يكره؟!
في نهاية رسالتك أقسمت أنك تحبينه ولا تستطيعين الحياة بدونه، فلماذا لا تخبريه بمشاعرك الجميلة هذه، خسارة جداً مع كل هذا الحب أن تجعلي تفكيرك في الطلاق، فأنا لا أسمي ذلك إلا نزغاً من الشيطان الرجيم لعنه الله.
لا يوجد إنسان خالٍ من العيوب فكما فيه عيوب ففيه مميزات وحسنات، انظري إلى حسناته وحافظي على زوجك وبيتك، وعليك بالصلة مع الله تعالى، وكثرة الطاعات والعمل الصالح، وكثرة الاستغفار، حتى تَسْعدي بحياة طيبة؛ لقوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [النحل:97].