كلمة في رثاء عالم عامل صادق صادع بالحق
22 محرم 1437
د. أحمد نوفل

 كلمة في رثاء عالم عامل صادق صادع بالحق

 مضى الدكتور محمد عبد القادر أبو فارس إلى ربه... طوى الموتُ أبا ساجدة، وكان من أوائل من تَسمَّى باسم ابنته وكان يصرّ عليه.

 

 

ولقد مررتُ لزيارته يوم الجمعة قبل أربعة أيام من لقاء ربه، وكنتُ أزوره في كل بضعة أيام، فقيل لي: ذهب إلى المستشفى، فقلت: أعود.. وكان الموت أسرع.
إلى رحمة الله يا أبا ساجدة. ربما لا يعرف الناس ما ينطوي عليه هذا الرجل من لطف ورقّة في داخله، ولقد عرفته عن قرب وعن كثب، إذ سكنتُ في بيته سنين، وجاورته في القاهرة مدة دراسة الماجستير، كنّا لا نتحرك إلا معاً، وقلتُ له يوماً: يا أبا ساجدة، يحرص الناس أن يكون ظاهرهم خيراً من باطنهم، أما أنت فباطنك خير من ظاهرك.

 

 

 

عالم مبارك متفان في دعوة الله، لا يعتذر عن محاضرة ولا يتغيب عن موعد.

 

 

 

حريص دقيق مجتهد صارم صادق فقيه رباني متبحّرٌ.. مؤلفاته نيفت على الخمسين، وقلت له في آخر لقاء وكنت قرأت كتابه الأخير (فتاوى) فقلت له وهو على فراش المرض: كتابك الذي أعطيتني في لقائنا الأخير قبل أيام جيد موجز مدعم بالأدلة في غاية التوفيق، فبكى وكان سريع الدمعة رحمه الله، ودعا: ربنا تقبل منّا.

 

 

 

 

مهما قلنا في حقه فإنا لن نفيه حقه. لكنا نسأل الله له الجنة وفردوسها الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وأن يكون مع السابقين كما كان في الدعوة إلى الله من السابقين.

 

 

 

ويشاء الله أن نفقد في كل عام علماً فقد فقدنا علامة التفسير د. فضل عباس، وفي عام تالٍ فقدنا علامة الحديث د. محمود عبيدات، وفي عام تال فقدنا علم الدعوة د. إبراهيم زيد الكيلاني، وها نحن نفقد علامة الفقه أبا فارس.
يا فارس حلبات العلم رحمك الله، وعوّض الأمة عن فقدك خيراً.