حزب العدالة والتنمية بحاجة للمراجعة
16 ذو القعدة 1436
إسماعيل باشا

فشل المباحثات التي أجراها رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو مع رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كلتشدار أوغلو ورئيس حزب الحركة القومية دولت باهتشلي لتشكيل حكومة ائتلافية دفع رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان إلى اتخاذ القرار لإعادة الانتخابات البرلمانية. وحددت اللجنة العليا للانتخابات التركية الأول من شهر نوفمبر المقبل موعدا لإجراء الانتخابات المبكرة. وهذا يعني أن الأحزاب السياسية ستخوض سباقا ديمقراطيا آخر بعد حوالي شهرين.

 

 

 

حزب العدالة والتنمية الذي لم يحصل في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في السابع من يونيو الماضي، على عدد من مقاعد البرلمان يمكنه من تشكيل الحكومة وحده سيسعى في هذه الانتخابات للحصول على نسبة من أصوات الناخبين أعلى مما حصل عليها قبل شهرين. وبالتالي بحاجة ماسة إلى مراجعة الأخطاء التي ارتكبها في الانتخابات الأخيرة وأدت إلى تراجع شعبيته، ومن ثم تصحيح تلك الأخطاء، إن كان يريد عدم تكرارها في هذه الانتخابات المصيرية.

 

 

 

نسبة الأصوات التي حصل عليها حزب العدالة والتنمية في المحافظات الشرقية ذات الأغلبية الكردية تراجعت في الانتخابات الأخيرة بشكل ملحوظ، في مقابل ارتفاع نسبة الأصوات التي حصل عليها حزب الشعوب الديمقراطي، وهذا التراجع يعود لسببين رئيسيين، هما: الضغوط التي يمارسها حزب العمال الكردستاني على الناخبين، وعدم مراعاة حزب العدالة والتنمية طبيعة التركيبة السكانية والاجتماعية لتلك المحافظات خلال اختيار المرشحين.

 

 

 

 

حزب العمال الكردستاني يطلب من الناخبين الأكراد أن يصوتوا لصالح حزب الشعوب الديمقراطي ويهددهم بالقتل والحرق والتهجير وغيرها من الأعمال الإرهابية إن صوتوا لصالح حزب آخر، وهذا التهديد يؤتي أكله في القرى والدوائر الانتخابية الصغيرة، ويدفع الناخبين إلى التصويت لصالح حزب الشعوب الديمقراطي، وقد يصل بهم الأمر أن يقوم أحد عناصر حزب العمال الكردستاني بالتصويت عن جميع الناخبين المسجلين دون أن يأتي أحد منهم إلى مركز التصويت، وفي هذه الانتخابات يجب أن تتخذ الحكومة كافة التدابير اللازمة لضمان سلامة إجراء الانتخابات وأن يدلي الناخبون بأصواتهم لصالح حزب يؤيدونه بإرادتهم الحرة دون أن يشعروا بأي ضغط أو تهديد.

 

 

 

قائمة المرشحين لحزب العدالة والتنمية في المحافظات الشرقية ذات الأغلبية الكردية كانت تضم في الانتخابات الأخيرة بعض الأسماء من خارج تلك المناطق أو مرشحين غير محبوبين شعبيا، وقد أشار إلى ذلك كثير من المحللين الأكراد الموالين لحزب العدالة والتنمية من أبناء تلك المحافظات، وعبروا عن استيائهم من هذا الاختيار الخاطئ، وعزوا إليه سبب تراجع نسبة الأصوات التي حصل عليها حزب العدالة والتنمية في تلك المحافظات في الانتخابات الأخيرة مقارنة مع نسبة الأصوات التي حصل عليها في الانتخابات السابقة. وفي هذه الانتخابات يجب أن لا يتكرر الخطأ نفسه وأن يراعي حزب العدالة والتنمية التوازنات العشائرية بالإضافة إلى مراعاة الكفاءة والمعايير الأخرى.

 

 

 

حزب العدالة والتنمية سيعقد بعد أسبوعين مؤتمره الخامس في العاصمة التركية أنقرة، ومن المتوقع أن تجرى في هذا المؤتمر تغييرات في بعض المناصب القيادية، وأن لا ينافس أحد من أعضائه رئيسه الحالي داود أوغلو في رئاسة الحزب. وبعد ترتيب بيته الداخلي، سينطلق حزب العدالة والتنمية بكل ما يملك من قوة نحو الهدف الذي يريد الوصول إليه في الأول من نوفمبر المقبل، وهو الحصول على نسبة من أصوات الناخبين أعلى مما حصل عليها في الانتخابات الأخيرة والفوز بعدد من المقاعد يمكنه من تشكيل الحكومة وحده.

 

 

 

الحصول على نسبة قليلة في هذه الانتخابات أو عدم الحصول عليها قد يمكن حزب العدالة والتنمية من الوصول إلى هدفه أو يحرمه منه، ويدور الحديث حاليا في الأوساط السياسية والإعلامية حول إمكانية تحالف حزب العدالة والتنمية مع حزب السعادة، إلا أني أرى ذلك مستبعدا في ظل تبني حزب السعادة سياسة تشترط على حزب العدالة والتنمية تغيير موقفه من الثورة السورية.

❍  @ismail_yasa

المصدر/ العرب القطرية