مستقبل التحالف بين صالح والحوثيين
12 شوال 1436
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

مع توالي انتصارات المقاومة اليمنية في عدن وغيرها من مناطق البلاد وتمكنها من السيطرة على مواقع استراتيجية بدأ الكلام يكثر حول خلافات محتدمة بين المليشيات الحوثية وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح..

 

وكان الطرفان قد دخلا في حلف ضد الحكومة اليمنية بدعم من طهران من أجل إسقاطها والسيطرة على كافة الأراضي بالقوة المسلحة وفرض أمر واقع على الجميع بعيدا عن الاتفاقات والعهود التي تم التوقيع عليها وإشاعة الفوضى والاضطراب...علي صالح من جهته كان يريد الحفاظ على سلطاته ونفوذه بغية الرجوع للحكم مرة أخرى هو أو أحد أبنائه بعد إجبار الثورة الشعبية له على التنحي فاضطر مرغما على التراجع خطوات للخلف لتجاوز الضغوط الثورية الجامحة..

 

واعتمد صالح للبقاء في بؤرة السلطة في البداية على وجوده داخل المؤسسة العسكرية وسيطرة موالين له على عدد من الوحدات الهامة والحساسة وهو ما تغاضى عنه الرئيس هادي..

 

ولكن بعد مرور الوقت وجد صالح أن الطريق للرجوع للسلطة الحقيقية يجب أن يمر بالحوثيين الذين كانوا يتمسحون في الثورة ويزعمون أنهم يريدون تحقيق إصلاحات في البلاد ومشاركة جميع الأطراف في الحياة السياسية ومنع احتكار السلطة.. لم يصد صالح عن التحالف مع الحوثيين المعارك العديدة التي خاضها ضدهم إبان حكمه للبلاد ولا ما كان يقوله عنهم وعن إرهابهم وبغيهم وعمالتهم للخارج ولطهران تحديدا فقد تناسى كل ذلك من أجل كرسي الحكم ووضع يده في أيديهم وكشفت محادثات مسجلة بين الطرفين عن تخطيط مشترك بينهما في وقت مبكر من أجل إشاعة الفوضى وتفكيك الجيش والسلطة..لقد هاجم صالح التحالف العربي الذي دعم الشرعية في البلاد, ودافع عن موقف الحوثيين الذين كان يناصبهم العداء من قبل لا لشيء سوى أنه أصبح خارج السلطة وفي سبيل العودة إليها يمكن أن يصنع أي شيء ولو التحالف مع أعداء الماضي!..

 

ولأنه تحالف قائم على المصالح فهو غاية في الضعف ويسهل كسره بمنتهى البساطة فبعد الانتصارات الأخيرة للمقاومة الشعبية في عدن بدأنا نسمع عن خلافات بين الجانبين خصوصا بعد زيارة وفد من حزب صالح للقاهرة والتفاوض حول حل للأزمة مع عدة دول من بينها الإمارات, وذلك بعد شعور صالح بأن الكفة بدأت ترجح لصالح التحالف العربي والحكومة الشرعية, وهو ما أغاظ الحوثيين بشدة واعتبروه خيانة لهم وطلبوا تفسيرا من حزب صالح الذي سارع لنفي الأمر برمته رغم أنه تم الإعلان عنه من قبل بعض الأطراف المشاركة مما أدى لوجود شرخ كبير في العلاقات بين الطرفين...في نفس الوقت انتشرت معلومات عن حدوث اشتباكات بين الحوثيين وقوات الحرس الجمهوري في صنعاء على خلفية رفض قوات صالح المشاركة في معارك إعادة السيطرة على عدن بعد أن تكبدوا خسائر كبيرة خلال الأيام الأخيرة..

 

المدقق في التحالف بين صالح والحوثيين يجد أنه يلفظ أنفاسه الأخيرة خصوصا مع سلسلة الهزائم التي يتعرضون لها وتكثيف قوات التحالف العربي قصفها لأهم المواقع الاسترتيجية لهذا الحلف الذي تديره إيران وتسعى لمنحه تغطية سياسية وإعلامية تمثلت مؤخرا في مزاعم بشأن انتهاك التحالف العربي وعلى رأسه السعودية للهدنة الأخيرة رغم أن زعيم الحوثيين نفسه أعلن عدم اعترافه بهذه الهدنة وهو ما يؤكد تورط الحوثيين في انتهاكها وليس العكس.