تفجير "العنود"
11 شعبان 1436
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

بعد أيام من التفجير الذي استهدف مسجدا للشيعة في بلدة القديح بمحافظة القطيف السعودية والذي أودى بحياة أكثر من 20 بالإضافة لعشرات المصابين حدث انفجار آخر اليوم استهدف مسجد العنود بمدينة الدمام..

 

وما يلفت في انفجار اليوم أن قوات الأمن السعودية تمكنت من إحباط كارثة حقيقية كانت على وشك الحدوث عندما انتبهت لسيارة اشتبهت فيها خارج المسجد وعند الاقتراب منها جرى التفجير الذي أودى بحياة أربعة أشخاص من بينهم قائد السيارة الذي كان على وشك الترجل منها وتفجير نفسه داخل المسجد, بحسب ما تشير الشواهد, مما كان ينذر بعدد ضخم من الضحايا بيت قتيل وجريح...

 

لقد أثبتت السلطات السعودية يقظتها وأنها لن تتهاون في الدفاع عن وحدتها الداخلية أمام الهجمة الشرسة التي ترمي لتشويه الهدف الذي من أجله انطلقت عاصفة الحزم ومن بعدها إعادة الأمل في اليمن...لقد حاول البعض أن يستغل التفجير الأول في القطيف من أجل إشاعة الفوضى واتهام السلطات السعودية بالتواطؤ وأنها تريد قتل وتشريد الشيعة في الداخل والخارج وهي المزاعم التي رددتها إيران وأذنابها الذين يحاولون أن يحيطوا ما يجري في اليمن بهالة سوداء حتى لا تنكشف حقيقتهم...

 

إيران تشعر بأنها فقدت الغطاء الذي كانت تلتحف به أمام جماهير المسلمين وهو "معاداة أمريكا وإسرائيل ونصرة المظلومين" وهو ما كانت تصبو إليه بعد حرب لبنان الأخيرة والدعاية التي اكتسبها حزب الله اللبناني الموالي لها منها, وللاسف لقد انطلت الخدعة على الكثيرين في العالم الإسلامي وظنوا حقا أن إيران تقف أمام الهيمنة الأمريكية والاحتلال الصهيوني حتى مرت السنون وبانت الصفقات في العراق وسوريا وأخيرا الملف النووي ثم ظهر الوجه الحقيقي الطائفي لنظام طهران بعد موقفها في اليمن والدفاع عن نظام السفاح الأسد في سوريا وتصريحاتها التي تقطر حقدا وتشيعا بشأن ما يجري في البحرين...وختم نظام الولي الفقيه مواقفه البائسة بمحاولة إلباس الحرب على الحوثيين المتمردين لباسا طائفيا وتحريض الشيعة في كل مكان على التمرد على هذه الحرب وعلى حكوماتهم رغم أن الحوثيين هم من بدأوها فعليا ورفضوا جميع المبادرات...

 

إن موقف السلطات السعودية بعد التفجير الأول واليوم بعد التفجير الثاني وردود الأفعال الواسعة من العلماء والدعاة والمسؤولين تؤكد الحرص التام على حماية جميع المواطنين دون تفرقة وأنها في نفس الوقت لن تسمح لأحد أن يستغل هذه الممارسات في ارتكاب أفعال حمقاء بدعوى الدفاع عن النفس خارج إطار سلطات الدولة وهو ما ظهر جليا في رد ولي العهد السعودي على أحد ذوي ضحايا التفجير الأول الذي حاول أن يتهم السلطات بالتقصير في حماية الشيعة...

 

إن تبني داعش لمسؤولية التفجير الثاني كما فعل مع التفجير الأول لا ينفي اتفاق الاهداف أو ربما التنسيق بين أكثر من جهة تريد الاستفادة من إشعال بركان طائفي في المنطقة لمصلحتها الشخصية ولمصلحة أطماع تخطط لها وهو ما يدعو لمزيد من اليقظة في الأيام القادمة.