هذيان عميل إيران بلبنان
29 جمادى الثانية 1436
تقرير إخباري ـ المسلم

لا شك أن عاصفة الحزم التي تشنها قوات التحالف العشري بقيادة المملكة العربية السعودية ضد قوات الحوثي الموالية لملالي إيران وأنصار الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح المتحالفة معها , قد أحدثت ارتباكا واضحا في مخططات طهران التوسعية في المنطقة , ناهيك عن إحداثها حالة من الهذيان عند كثير من أزلامها , وعلى رأسهم زعيم حزب اللات اللبناني حسن نصر اللات .

لقد ظن الصفويون أن مشروع امبراطوريتهم الفارسية المزعوم قد شارف على الاكتمال , وأنهم باتوا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق حلمهم الأسطوري باستعادة أمجاد فارس التي قضى عليها الإسلام , وذلك بعد سيطرتهم على "صنعاء" بعد هيمنتهم على بيروت وبغداد ودمشق , لتأتي "عاصفة الحزم" مخيبة لآمالهم , ومربكة لقادتهم وساستهم , الذين راحوا يهذون بأكاذيبهم التي لم تكن يوما سمة جديدة فيهم , ويعبرون عن حنقهم وبغضهم على أهل الحق المعهود والمعروف .

لم تكن المرة الأولى التي يهاجم فيها من يُعتبر عميل إيران في لبنان – حسن نصر اللات - بلاد الحرمين الشريفين , ولكنها المرة الأشد هذيانا والأكثر كذبا وبهتانا , الأمر الذي إن دل على شيء , فإنما يدل على مدى تأثير عاصفة الحزم على الصفويين , ومدى تخوفهم من استنساخها في أماكن أخرى مثل سورية مثلا , أو استنساخ تحالفها العشري إلى تحالف إسلامي سني في مواجهة المشروع الصفوي .

لقد هاجم الأمين العام لحزب اللات اللبناني - حسن نصر اللات – كعادته المملكة العربية السعودية أمس ، متهما إياها كذبا وبهتانا بممارسة العدوان على الشعب اليمني ، معتبرا أن السعودية مسؤولة عن فكر تنظيم الدولة الإسلامية !!

والحقيقة أن أول ما يمكن التوقف عنده في كلمة هذا العميل التي ألقاها أمس الجمعة هو الشعار المخادع الذي أطلقه على تجمعهم المسمى : "يوم التضامن مع الشعب اليمني" حيث يبدو أنه يظن أنه ما زال بالإمكان خداع الشعوب العربية والإسلامية بهذه الشعارات الكاذبة , بعد أن ظهرت حقيقة تعاملهم وتحالفهم مع الشيطان الأكبر "أمريكا وإسرائيل" !!

إن الحقيقة أن الشعب اليمني هو من يقوم بمقاومة مليشيات الحوثي وقوات صالح , تحت اسم يعبر عن حقيقة ما يجري على الأرض "المقاومة الشعبية" , تماما كما هو الحال في الشعب السوري الذي يخوض حربا شرسة مع النصيرية والمليشيات الرافضية على أرض الشام الحبيبة . فعن أي شعوب يتحدث نصر اللات بهذه الشعارات الكاذبة ؟!

وإذا تجاوزنا مسألة الشعارات الكاذبة التي رفعها الرافضة على مدى عقود من الزمان , فإن اللافت في حديث وخطاب نصر اللات الأخير هو زيادة نسبة الكذب والبهتان , الذي هو أقرب للهذيان منه إلى الكلام .

فقد زعم أن "داعش" و "القاعدة" و"بوكو حرام" هي مدرسة السعودية ... وهي في الحقيقة فرية لا تحتاج إلى عناء لدحضها وإثبات بطلانها , فمن يتابع ممارسات "تنظيم الدولة الإسلامية" لا يشك لحظة واحدة أنه تنظيم مشبوه , وأن ممارساته تصب في مصلحة النصيرية و الرافضة وأعداء أهل السنة عموما , وأن طهران وحلفائها الغربيين يستثمرون ممارسات هذا التنظيم لمزيد من شرعنة الحرب على أهل السنة في بلاد الشام , ناهيك عن الهيمنة والتدخل في بلادهم .

أما الفرية التي تعتبر من العيار الثقيل كما يقال , والتي لا ينبغي لأمثال نصر اللات أن يرمي بها الآخرين , فمن كان بيته من زجاج لا يرمي بيوت الآخرين بالأحجار كما يقول المثل , فهي فرية محاولة أهل السنة وعلى رأسها "المملكة" إعطاء الحرب في اليمن بعدا طائفيا ، بأنها حرب سنية شيعية !! معتبرا أن أكثر عنوان مضحك طرح خلال الأسابيع الماضية هو عنوان "الدفاع عن الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة" .

فمن المعلوم أن الرافضة هم من يرفعون دائما الشعارات الطائفية في معاركهم التي يخوضونها في كل من العراق وسورية واليمن وغيرها , والأخبار والتقارير اليومية التي تصدر عن وسائل الإعلام والمنظمات الدولية عن طائفية المالكي والحشد الشيعي في العراق , ومجازر حزب اللات والحرس الثوري في سورية خير شاهد على ذلك .

كما أن تصريحات الكثير من ملالي طهران وساستها عن نيتها مهاجمة بلاد الحرمين لم تكن خافية أو مضحكة كما يزعم نصر اللات , فقد أصدرت جماعة الحوثي بيانا بعد "عاصفة الحزم" توعدت فيه "بفتح مكة والمدينة المنورة" , وهددت بتنصيب حكومة شيعية في الرياض , كما زادت وتيرة الهجمة الإعلامية الرافضية على المملكة , وزادت حدة تهديدات طهران لبلاد الحرمين الشريفين على لسان كل من قائد القوات البرية الإيراني العميد أحمد رضا بوردستان وغيره .

وتأتي قمة الهذيان في حديث نصر اللات في اتهامه المملكة - التي تحمي بلاد الحرمين من أطماع الصفويين - بأنهم يبيتون هدم قبر النبي صلى الله عليه وسلم , وزعمه أن التهديد الحقيقي لبلاد الحرمين يأتي من "داعش" والفكر والثقافة الوهابية على حد زعمه .

ويتناسى حفيد القرامطة تاريخ قومه الأسود في بلاد الحرمين , وما فعله القرمطي أبو طاهر الحسين بن سعيد الجنابي بالحجيج عام 312هـ وهم عائدون من بيت الله الحرام , وما فعله أيضا في عام 317 هـ بالحجاج يوم التروية , حيث انتهب أموالهم واستباح قتالهم , فقتل في المسجد الحرام وفي جوف الكعبة من الحجاج خلق كثير , ناهيك عن سرقة الحجر الأسود وأخذه إلى بلادهم ليمكث 22 عاما بعيدا عن مكانه الحقيقي .

كما يتناسى ما قام به أمثاله من الرافضة في حج عام 1407 هـ , حيث قام جنود الحرس الثوري وبمشاركة رافضة القطيف والاحساء من يوم الجمعة بقتل عدد كبير من رجال الأمن والحجاج , وقدر عدد القتلى في ذلك اليوم 480 قتيل منهم 85 من رجال الأمن والمواطنين السعوديين , ناهيك عن المتفجرات التي زرعوها عام 1409 هـ في مكة المكرمة في الحج ...الخ .

ولا يخجل هذا العميل أو يتحرج من اتهام "عاصفة الحزم" زورا وبهتانا بحصار 24 مليون يمني ، وفقدان الطعام واللوازم الطبية ، والتسبب بوقوع المجازر – حسب زعمه - بحق النساء والأطفال .... بينما يتناسى ما تقوم به مليشياته من مجازر وحشية بحق الأبرياء في كل من سورية والعراق , أو يتغافل عن مئات الآلأف الذي قتلوا في كلا البلدين على يد الروافض أمثاله .

إنه هذيان الذي صعق "بعاصفة الحزم" التي لم يحسب هو وأمثاله من أزلام طهران لها حسابا على ما يبدو , فكان وقع المفاجئة والمباغتة عليهم كبيرا , أثر على معنويات الرافضة وأحلامهم بتحقيق مشروعهم الصفوي المنشود .