رسالة الأحوازيين لأهل السنة
17 جمادى الثانية 1436
تقرير إخباري ـ المسلم

كثيرة هي الرسائل التي يبعثها المظلومون والمضطهدون من أهل السنة من أقصى الأرض إلى أقصاها , سواء في بلاد الغرب وأمريكا وشرق آسيا وإيران ....الخ , أو في عقر ديار المسلمين من أهل السنة في بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء ...., إلا أن الإصغاء لهذه الرسائل وتلبية ما فيها من استغاثات ونداءات أمر ليس من السهولة بمكان , خصوصا بعد تفاقم الأمور وتعقدها بسبب التراخي في تقدير أهمية تدارك ما يخطط وينفذ ضد أهل السنة في المنطقة , ليس من قبل الصهاينة والصليبيين فحسب , بل ومن الرافضة الصفويين أيضا .

نعم....لقد كان الخطر الرافضي ظاهرا للعيان منذ الاحتلال الأمريكي للعراق وأفغانستان , ثم ازداد وضوحا بعد تسليم العراق لملالي طهران , ليكشف عن وجهه الحقيقي الطائفي من خلال تدخله السافر في سورية ضد أهل السنة فيها مند انطلاق ثورتها المباركة , وليلعن أخيرا عن مشروعه الصفوي مؤخرا مع سقوط العاصمة العربية الإسلامية اليمنية صنعاء بأيدي أزلامهم الحوثيين منذ منتصف سبتمبر من العام الماضي .

وإذا كانت تلبية استغاثات ونداءات أهل السنة ممن يعانون من ويلات الاضطهاد والاحتلال الرافضي في تلك العواصم الإسلامية من الأهمية والوجوب بمكان , فإن الأهم والأوجب تلبية نداء واستغاثة الأحوازيين العرب السنة في عربستان المحتلة منذ عام 1925م , حيث من المعلوم أن معالجة الداء من جذوره وأصله خير من معالجته من فروعه .

إن رسالة الأحوازيين هذه المرة جاءت على لسان "عادل السويدي" عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة الوطنية لتحرير الأحواز"حزم" ومسئول الإعلام , والذي طالب من خلالها الدول العربية والإسلامية بتشكيل قوة مشتركة على شاكلة "عاصفة الحزم من أجل المشاركة في تحرير منطقة "الأحواز" من "الاحتلال الإيراني".

والحقيقة أن السويدي أشار من خلال رسالته هذه إلى عدة نقاط , هي في غاية الأهمية إن وجدت صدى لها وقبول وتنفيذ , ويمكن إجمالها فيما يلي :

1- ضرورة إنهاك إيران من داخل أراضيها بحرب استنزاف قوية مستمرة , من خلال دعم المضطهدين والمظلومين من الأحواز العرب السنة وغيرهم من البلوشستان والأكراد والأذادين الذين يمثلون أكثر من 70 % من إيران , بينما لا يتعدى الفرس 30 % فقط .

وتأتي أهمية هذه النقطة من كون إيران تحارب خارج أراضيه من خلال دعم مليشياتها في الدول العربية والإسلامية , فلماذا لا تتم مواجهتهم بنفس أسلوبها , وهو ما يؤدي إلى استنزافها و انهاكها وتوقف حربها في الخارج .

2- المطالبة بتحرير الأحواز من الاحتلال الإيراني بعملية على نسق "عاصفة الحزم" , حيث إن سيطرة إيران على الأحواز ونفطها وخيراتها الكثيرة ساهمت وبشكل كبير في السيطرة على عدد من الدول العربية والاسلامية ، ومن هنا تأتي أهمية مطالبة الأحوازيين بقوة عربية إسلامية موحدة لتحرير بلادهم .

وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار عملية الاستنزاف من الداخل من خلال دعم الأحوازيين ضد إيران , فإن الحرب ستكون من الداخل والخارج , ومع استعداد الأحواز للمشاركة بقوة في هذه الحرب , من خلال إيقاف الامدادت التي تذهب لإيران من تلك الأرض الطيبة الغنية بالثروات – وعلى رأسها وقف النفط الإيراني الذي هو مصدر قوتها والمتواجد بأغلبيته في الأحواز بنسبة 87% – فإن ميزان القوة سيكون لصالح المسلمين من أهل السنة إن اتحدوا وعزموا على تحرير بعض أرضهم المغتصبة من قبل طهران .

3- ضرورة إعطاء المزيد من الاهتمام لقضية مسلمي أهل السنة في إيران , وعلى رأسهم "الأحوازيين" , فالقضية تكاد تكون منسية في خضم قضايا المسلمين الشائكة في المنطقة , ولا بد من التذكير بها وإحيائها , فلربما كان في حلها حل لكثير من قضايا الأمة ومشكلاتها مع المشروع الصفوي .

وعلى الرغم من الجهود التي يبذلها الأحوازيون لاستدرار اهتمام العالم العربي والإسلامي لقضيتهم , وعلى الرغم من التنبيه لخطر محاولات طهران في طمس الهوية العربية الإسلامية في تلك الأرض الإسلامية , من خلال الكثير من الممارسات وعل رأسها : استقدام 5 ملايين فارسي في أعياد النيرز من كل عام تحت مسمى مواكب "راهيا نا تون" , لإقناعهم بالتوطين في الأحواز...

ناهيك عن التأكيد بأن إيران باحتلالها للأحواز تحتل ما يساوي 15 فلسطين دفعة واحدة , حيث يتم قضم أراضي عربستان ووصلها بالمحافظات الإيرانية , حتى أصبحت 175 ألف كم2 بعد أن كانت 375 ألف كم2 , وأن ممارساتها الوحشية ضد المسلمين من أهل السنة يفوق الممارسات الصهيونية ضد أهلنا في فلسطين المحتلة ...مع كل هذا لم يحدث بعد أي تضامن عربي إسلامي رسمي حتى الآن مع الأحواز !!

فهل ستلقى رسالة الأحوازيين هذه المرة اهتماما من دول أهل السنة ؟! وهل يمكن أن تمتد "عاصفة الحزم" - التي بعثت الأمل في نفوس أبناء الأمة الإسلامية في إمكانية وحدة المسلمين ضد عدوهم المشترك وإن جاءت متأخرة – لتشمل مناطق أخرى شديدة الخطر على الأمن الخليجي والعربي والإسلامي ؟!