18 شعبان 1435

السؤال

يا شيخ .. أنا أبلغ من العمر ما يقارب اثنين وثلاثين، وكلما أردت طلب العلم تأتيني هواجس أن مرحلة الطلب قد فاتت، فهل هذا صحيح؟ وبماذا توصيني؟

أجاب عنها:
سليمان الماجد

الجواب

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه. وبعد.
فلا شك أن بدء الطلب في الصغر له ميزات وفضائل لا توجد في بدئه في الكبر، إلا أن هذا غير مانع من طلبه حال الكبر، ففي كتاب "العلم" من "صحيح البخاري" (1/129): (باب الاغتباط في العلم والحكمة، وقال عمر: " تفقهوا قبل أن تُسوَّدوا ".
قال أبو عبد الله – يعني: البخاري -: وبعد أن تسوَّدوا، وقد تعلم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في كبر سنِّهم).
وفي "العقد الفريد" (1/157): ( قيل لعمرو بن العلاء: هل يحسن بالشيخ أن يتعلم؟ قال: إن كان يحسن به أن يعيش فإنه يحسن به أن يتعلم) أ.هـ.
وإذا نظرت في سير أهل العلم في كتب التراجم والتاريخ لوجدت أن كثيراً منهم ابتدأ الطلب على كبر، فهذا الإمام ابن حزم لم يطلب العلم إلا في الأربعين، والقفال الشاشي لم يطلبه إلا بعد الثلاثين، وغيرهم كثير.
وعليه: فاستعن بالله تعالى واجتهد في الطلب، مع الحرص على حسن النية ودقة المنهجية، وسؤال أهل العلم عن أيسر الطرق وأقربها لتحصيل العلم النافع، والبدء بالأهم وما لا يعذر الإنسان بجهله.
كان الله في عونك.
والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.