أنت هنا

النصارى .. هل يستيقظ عقلاؤهم؟!!
5 ذو الحجه 1435
موقع المسلم

مر الخبر المسَرَّب عن استياء الفاتيكان من هلوسات بطريرك الموارنة بشارة الراعي، مروراً عابراً فلم تأبه به الفضائيات ولا الصحف الكبرى؟ وهذا التعتيم نمطي مألوف لا تخفى أسبابه ولا دوافعه .. 

 

وإذا قرر الدهاقنة قتل نبأ بطمسه في زمن تدفق المعلومات وثورة الاتصالات، فإن العاقل لن يبحث وراء تحليله واستقصاء كوامنه وخفاياه..

 

وكان الراعي قد دعا في مؤتمر  لنصارى المشرق العربي نظمته أمريكا في عاصمتها،  وهو مكشوف البواعث والتوقيت، دعا إلى تسليح النصارى  بوصفهم أقلية تبحث عن حماية،   كما طالب هناك بتشكيل جماعة ضغط"لوبي"  للضغط على أمريكا لتتحرك لحماية ""الأقليات المسيحية ""في الشرق!!

 

وعاد الراعي إلى دعوته المفضلة لتأليف تحالف للأقليات في وجه المسلمين، وإن كانت عباراته في هذا الموضوع قد تلونت بخبث الدبلوماسية الغربية، فلم تعد صلفة عارية مثلما كانت قبل شهور قليلة.. وربما جاء التحول في الأسلوب بتوجيه من المضيّفين –الرسميين ولا نعني المنظمين/الواجهة- الذين لا يرغبون في تبني المشروع الهدام الحقود علانيةً.

 

والمؤتمر سيئ السمعة جرى تنظيمه وتمويله من نصارى متطرفين أمريكيين ينحدرون من أصول لبنانية وسورية، ويرتبطون بعلاقات عميقة مع طاغية الشام بشار الأسد، ويتبنون فكرة ميشيل عون عن ضرورة تحالف نصارى المشرق مع إيران، في نطاق تحالف الأقليات،  الذي يحظى بدعم صهيوني ضخم ولكن من وراء ستار.

 

وتبين للجميع أن الهدف الرئيسي للمؤتمر المشبوه، هو محاولة تعويم سفاح الشام، الذي يبدو أن إزاحته عن السلطة أصبحت مسألة وقت،  في إطار صفقة أمريكية مجوسية، بعد أن اقتنع اليهود بأن بقاءه مكلف جداً، وأن إعادة تأهيله شبه مستحيلة!!

 

وتقول مصادر مطلعة في دهاليز الفاتيكان:إن البطريرك اللبناني اضطر إلى إرسال موفد رفيع المستوى مرتين في أسبوع واحد،  لتبرير مواقفه،  وامتصاص غضب بابا روما!!

 

وإذا كانت رعونة الراعي لا تثير الدهشة لدى من يعرفه ويعرف ملابسات الإطاحة المباغتة بسَلَفِه نصر الله صفير وتنصيبه في يوم انطلاق الثورة السورية السلمية (15/3/2011م)!!، فإن سخط الفاتيكان هو الذي يثير الاستغراب ويحتاج إلى استيعاب..

 

فالفاتيكان هو نفسه من مارس الضغوط على صفير في حينها ليقدم استقالته،  ويزعم أنها تأتي بمبادرة منه لظروفه الصحية، بالرغم من وضوح اللعبة أمام العارفين.. فصفير كان يناوئ سفاح الشام،  ويرفض إدخال نصارى لبنان في تحالف الأقليات، لأنه يرى استحالة قهر مليار ونصف مليار مسلم، على المدى البعيد.. فهو ضد المغامرة مع المجوسية الجديدة حرصاً على جماعته لا أكثر..

 

حتى الآن، يتعذر تفسير التبدل الكبير في رؤية كبير الكاثوليك في العالم، من الخطة الخبيثة: تحالف الأقليات!! إلا إذا كان البابا الحالي فرانسيس الأول، يميل إلى كفة عقلاء النصارى، بعكس سابقه بندكت السادس عشر،  صاحب الحملات السيئة الصفيقة على القرآن الكريم وعلى نبينا الخاتم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وعلى التاريخ الإسلامي الذهبي.ويومئذٍ ردت على أراجيف ذلك البابا أقلام موضوعية راقية وأصحاب بعضها لم يكونوا من أمة الإسلام، لكنهم انحازوا إلى الحقيقة العلمية المجردة.

 

فإذا صح هذا التفسير، فإن الخطة الصليبية الصهيونية الصفوية أمام عقبة لا يمكن رعاة الشر أن يتجاهلوها كلياً.. صحيح أن الفاتيكان –مثلما استهزأ به الطاغية الملحد ستالين- لا يملك دبابات،  لكن تأثيره في كواليس السياسة الغربية معلوم للكافة.

 

وإذا صحت هذه التوقعات، فلربما استيقظ الفاتيكان من خرافة إذعان المسلمين جميعاً لإملاءات واشنطن وتل أبيب وقم.هو يريد المحافظة على بقاء النصارى، ولذلك لا يود الانخراط في مقامرة معروفة النتائج سلفاً، حتى لو بدا للمذبذبين أنها ستنتصر بما لها من قوة طاغية عسكرياً واقتصادياً وإعلامياً...

 

لقد عاش النصارى وغيرهم من أهل الذمة بكل طمأنينة في ظل العدل الإسلامي خمسة عشر قرناً، ويستحيل أن يصبحوا سادة على أمة التوحيد، مهما اختلت موازين القوى المادية ، ومهما بلغ الوهن بالمسلمين في فترة عابرة من حياة الأمم..