من يوقف خطر الحوثيين الآن ؟؟
24 شوال 1435
تقرير إخباري ـ المسلم

منذ العدوان الحوثي الغاشم على بلدة دماج السنية باليمن أواخر العام الماضي , والذي أدى في النهاية إلى احتلال بلدة دماج وتهجير أهلها منها , وجميع المحللين والمتابعين يحذرون من زيادة نفوذ وقوة الحوثيين , وينبه من خطرهم الداهم على سلامة اليمن ووحدة أراضيه , بل وخطرهم على المنطقة العربية والخليجية على وجه الخصوص .
إلا أن هذه التحذيرات ذهبت أدراج الرياح , ولم تتدخل الحكومة اليمنية بجيشها وقوتها لردع أطماع الحوثين من البداية , بل راحت تتوسط لوقف إطلاق النار مقابل دخول الحوثيين واستيلائهم على بلدات ومناطق جديدة , من دماج إلى حاشد فهمدان ثم عمران ....., بحجة أن الأمر لا يتعدى الصراع على النفوذ بين الحوثيين وبعض القبائل العربية السنية , إلى أن وصل الأمر إلى ما كان يحذر منه الجميع , ألا وهو وصول الخطر الحوثي إلى قلب العاصمة صنعاء .
ورغم انتهاك الحوثيين أكثر من مرة لتعهداتها مع خصومهم بوقف إطلاق النار , وخرقها للهدنة الموقعة مع خصومهم بوساطة الدولة والحكومة اليمنية , إلا أن ذلك لم يدفع الحكومة اليمنية لاتخاذ أي إجراء تأديبي تجاه الحوثيين , الأمر الذي أسقط هيبة الدولة , وجرأ الحوثيين على تهديد العاصمة صنعاء ومواجهة الجيش اليمني .
وها هي المليشيات الحوثية المسلحة تحاصر العاصمة اليمنية صنعاء من جميع الاتجاهات , متخفين بغطاء المظاهرات التي دعا إليها زعيمهم عبد الملك الحوثي , وقد منحوا الحكومة اليمنية مهلة حتى يوم الجمعة القادم للاستجابة لمطالبهم المتمثلة بإسقاط الحكومة وإلغاء رفع الدعم عن المحروقات , والتي هي في الحقيقة مهلة للانقضاض على العاصمة والاستيلاء عليها بالقوة .
وأخشى ما نخشاه أن يكون الجيش اليمني قد انتبه من غفلته عن الخطر الحوثي الداهم متأخرا , وأن يكون التحذير والمهلة التي منحها لجماعة الحوثي لرفع المظاهر المسلحة والحشود العسكرية التي تحاصر العاصمة صنعاء قد أتت متأخرة جدا , وأنه لا مناص من المواجهة التي تحاشاها الجيش أكثر من مرة دون داع , حتى أضحت المواجهة اليوم أكثر صعوبة من ذي قبل وأكثر كلفة .
لقد كشفت اللجنة الأمنية اليمنية العليا - وهي أعلى هيئة عسكرية – استعدادات الحوثيين الكاملة لاقتحام العاصمة صنعاء , وأكدت أن مجاميع من المسلحين الحوثيين احتشدوا بصورة مكثفة ، وبحوزتهم أسلحة متنوعة في مناطق المساجد غرب العاصمة ، وحزيز جنوب ، و الرحبة القريبة من مطار صنعاء ومناطق أخرى .
كما أكدت اللجنة نشر الحوثيون لمسلحيهم في التباب - خيام الاعتصام – واستحدثهم حواجز للتفتيش , إضافة لنشرهم العديد من السيارات التي تنقل مسلحين حوثيين ليسوا من أبناء المناطق المنتشرين فيها , ناهيك عن استخدامهم للجرافات لإعداد المتاريس والخنادق بما يتنافى مع مظاهر السلمية التي يزعمونها .
وعلى الرغم من دعوة الدول العشر الراعية لاتفاق نقل السلطة في اليمن جماعة الحوثيين إلى احترام القانون وحفظ النظام , وتحذيرها - في رسالة بعثها سفراء تلك الدول إلى زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي- من استخدام العنف ، الذي سيكون محل إدانة شديدة من قبل المجتمع الدولي , إلا أن ذلك لا يجدي نفعا في الحد من الخطر الحوثي , خاصة بعد التقارب الغربي الإيراني المشهود في الآونة الأخيرة , والسكوت الغربي والأمريكي عن تمدد الجماعة طيلة الفترة الماضية .
وعلى الرغم من إعلان الأحزاب السياسية اليمنية - بما فيها القوى السياسية المتصارعة مثل المؤتمر والإصلاح - عن ضرورة مواجهة مليشيات الحوثي ، بعدما فرضت الحصار على العاصمة صنعاء من جميع مداخلها , إلا أنه يخشى أن تكون هذه الخطوة قد جاءت متأخرة أيضا , بعد أن أضحت العاصمة محاصرة من جميع الجهات , مع توقع حدوث المواجهات المسلحة في الأيام القليلة القادمة .
لا يعني ذلك اليأس من جدوى محاولة الدفاع عن العاصمة صنعاء , بل يعني أنه رغم التأخر الذي حصل , إلا أن الفرصة لإنقاذ العاصمة وما تبقى من الدولة اليمنية من هذا الخطر الداهم لا يزال ممكنا , وذلك من خلال استنفار جميع القوى "الجيش اليمني والقبائل" , وعدم التعويل على المجتمع الدولي الذي طالما خذل المسلمين من أهل السنة في أكثر من مكان , فلا يوقف الخطر الحوثي إلا سواعد أبناء اليمن المخلصين .