متى يصبح للإعلام السني مشروع ؟؟
11 رمضان 1435
تقرير إخباري ـ المسلم

ينطلق هذا السؤال من واقع ما يراه المشاهد المسلم من غياب تام لأي مشروع إعلامي سني في خضم المشاريع الإعلامية الشيعية والعلمانية التي غزت الفضاء الإعلامي العربي , بينما لم تظهر حتى الآن ملامح مشروع إعلامي سني ملتزم بقضايا المسلمين من أهل السنة دينيا أو سياسيا .
وعلى الرغم من حداثة انطلاق ونشوء كثير من القنوات الإعلامية الشيعية حيث لم يتجاوز أقدمها - وهي قناة أهل البيت - عام 2005 م , إلا أنها شهدت ازديادا مطردا منذ عدة سنوات , حتى وصل عدد القنوات الشيعية إلى أكثر من 71 قناة , بالإضافة إلى التزامها بمشروع رافضي ديني وسياسي واضح وظاهر للعيان .
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد , بل تطور الإعلام الشيعي لينافس الإعلام – المسمى بالسني اسما – رغم أن الأخير أقدم منه بكثير من حيث الوقت والزمن والإمكانيات المادية والمعنوية , ولكنه من حيث الجوهر والمضمون فإنه غير منظم وفردي غير مؤسساتي , ولا يلتزم بمشروع سني واضح المعالم كما هو الشأن في الإعلام الرافضي أو العلماني .
والمعلوم في دنيا الإعلام أن المشاريع والاستراتيجيات لا تقابل إلا بمثلها , وهو ما لم يحدث على صعيد الإعلام السني في مواجهة الإعلام الغربي العلماني , أو الإعلام الرافضي الشيعي , فبينما يدعم الإعلام الرافضي والعلماني دول , ما يزال الإعلام السني يعتمد على تمويل الأفراد أو المجموعات .
لم تقتصر مشكلة وأزمة الإعلام العربي السني على كونه لا يمتلك مشروعا يخدم أهل السنة والجماعة في مواجهة الأخطار الإعلامية المحدقة به من كل جانب , بل زاد الطين بلة – كما يقال – أنه يتعاون مع أعدائه – من حيث يدري أو لا يدري – في القضاء على ما تبقى من أخلاق الأمة وتمسكها بدينها , من خلال عرض ما يخل بثوابت الإسلام , أو يخدش بالحياء والعفة والشرف , أو يدعو إلى الرذيلة والفاحشة والمنكر .
إن الناظر المتفحص للقنوات الفضائية المملوكة للمسلمين من أهل السنة , المتواجدة في الدول العربية والإسلامية السنية , يجد أن معظمها – وللأسف الشديد - قنوات مخترقة من الفكر الغربي والعربي العلماني بشكل واضح وفاضح , فهي تعمل لصالح غير أمتها , وتخدم أجندة أعداء دينها وملتها , رغم أن مالكيها ومموليها من المسلمين من أهل السنة !!
ولعل على رأس تلك القنوات مجموعة قنوات "mbc" , التي على الرغم من قدم تاريخ بثها , والإمكانيات المادية الهائلة المسخرة لها , إلا أنها لا تقتصر على عدم خدمة أي مشروع إسلامي سني , بل تعمل عكس ذلك تماما من خلال المسلسلات والبرامج التي تبثها , والتي تتعارض مع ثوابت وأحكام الشريعة الإسلامة , ناهيك عن تعارضها مع الأخلاق والعفة والفضيلة بشكل عام .
فبالإضافة إلى الحملة التي قادها مجموعة من دعاة وعلماء المملكة السعودية وعلى رأسهم الشيخ محمد العريفي قبل نحو شهر تقريبا , والتي تركزت عبر عدة “هاشتاجات” على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" , وتفاعل معها مئات الآلاف من المغردين المحتجين على نوعية المسلسلات الدرامية التي تعرضها قنوات "mbc" في شهر رمضان وغيره , يأتي ما كشفه الكاتب والحقوقي الجزائري أنور مالك ليزيد الطين بلة كما يقال .
فقد كشف الرجل عن أن مجموعة قنوات "إم بي سي" قدمت دعما بملايين الدولارات لشبيحة نظام الأسد الذي يقتل الشعب السوري السني .
وقال مالك في تغريدة على تويتر: "مجموعة "إم بي سي" موَّنت نظام بشار بملايين الدولارات وبطريقة غير مباشرة , من خلال أموال ضخمة قدمتها لممثلين شبّيحة في باب الحارة وسرايا عابدين".
وأضاف في تغريدة أخرى : "الممثل قصي خولي تلقى 2 مليون دولار كأجر من مجموعة "mbc" عن مسلسل سراي عابدين" .
ومن المعلوم أن الممثل "قصي خولي من مؤيدي نظام الأسد , وقد نشر الكاتب صورة لقصي وهو في تظاهرة مؤيدة للأسد أثناء الثورة , وأضاف مؤكدًا : "مصادر تتحدث أن شبيح بشار الممثل قصي خولي تلقى 2 مليون دولار مقابل مسلسل "سرايا عابدين" من مجموعة "mbc" وللأسف تجاهلوا فنانين يقفون مع الثورة"!!!
كما أشار الكاتب إلى تلقي كل من لؤي شرف ومصطفى الخاني الذين يدعمون نظام بشار الملايين من القناة في مسلسل "باب الحارة" .
وما يهمنا هو الكلمة الأخيرة التي قالها هذا الكاتب , والتي تشير إلى المحنة التي يعيشها الإعلام السني : "قنوات سنّية تشرع أبوابها وبأموال طائلة لكل من يعادي أمتها , في حين لا مكان بقنوات الشيعة لأي شخص يعادي مشروع إيران ولو كان نصرانيا أو علمانيا!".
بل أزيده من الشعر بيتا , لا مكان بقنوات العلمانيين لأي شخص يعادي المشروع الغربي الإعلامي في الدول العربية والإسلامية , ولو كان يهوديا أو نصرانيا .
فمتى سيكون للإعلام السني مشروعا إعلاميا سنيا قريبا ؟؟