أنت هنا

الفرصة مواتية لتصفية قضايا المسلمين!
10 رجب 1435
موقع المسلم

كأن العواصم في بلدان يمثل وجود المسلمين فيها تحدياً ظنياً لها قد أدركت أن الظروف قد واتتها الآن، ولم يعد من الحكمة الانتظار ريثما ينظم المسلمون صفوفهم، فعمدت إلى تفجير القضايا جميعها في لحظة واحدة.

قلنا هنا ذات مرة إن الصمت على مجازر سوريا وقبلها العراق سيجرئ كل حقود على ملة التوحيد أن يشحذ سيفه بغية ذبح "الإسلام" في بلاده، وحذرنا من أن التغاضي عن اعتبار ما يحدث هنا وهناك هو صلب ما نكابده، وأن شأن المسلمين لابد أن يكون واحداً، وهمهم موحداً، وإلا استفرست الوحوش بحملاننا واحداً تلو الآخر، ورددنا مع القائلين بأن ضريبة الذل أفدح كثيراً من ضريبة التراحم والتكاتف والكرامة والتداعي إلى مظنات المساندة والاستقواء المسلمين بعضهم ببعض.

الآن، وقد اقتحمت حصون للمسلمين في قلب العالم الإسلامي، واشرأبت المناكير، واندفعت الأذناب تجر المسلمين إلى حظائر الغرب؛ فإن من كان يؤجل معركته مع مسلمي بلاده استبطأها، وبادر إلى تفجير الصراع حيث الفرصة سانحة لهذا.. شاهدنا، وسنشاهد مثل هذه الجراح تنكأ، والاستفزازات تحصل.

في العراق، لا بأس إن سقطت البراميل المتفجرة على رؤوس المسلمين في الفلوجة أو الرمادي؛ فما دام قد أصبح سقوطها روتينياً في حلب أو حمص أو غيرهما؛ فما الذي يمنع من "تعميم التجربة"، فالعالم يطرب لسماع وقعها، والاستنكار لا يتعدى صفحات التواصل الاجتماعي وإطلاق الوسمات فيها؛ فالعواصم الإسلامية اعتبرت ـ على ما يبدو ـ أن ما يقوم به "النشطاء" في صفحاتهم هو من قبيل "فروض الكفايات" إن فعلوه سقط على وزارات الخارجية بعد أن سقط منذ أمد بعيد عن الجيوش الإسلامية!

في إفريقيا الوسطى، لا مانع من استمرار المجازر والتهجير القسري على أساس ديني، وإخلاء العاصمة، ما دام العالم الإسلامي مشغول بمحاربة شعوبه وتطلعاته التحررية عن أعداء الخارج، أصدقاء الأنظمة، وليذهب المسلمون المساكين إلى أي مكان يحتضنهم، ولو كانت صحراء اللجوء والغربة في تشاد.

وفي تركستان الشرقية، حيث الإيجور المسلمون يعانون الأمرين، بدأت سلطة بكين في التحرش بمسلميها والاستعداد لجولة قمعية شديدة مستفيدة من مظلة الحماية الغربية التي وفرتها العواصم الأوروبية، والولايات المتحدة للتغييرات غير الديمقراطية، أو الشرعية في دول أرادت شعوبها تحرراً "فعُبّدت"، إذ رأت الصين أن مثل هذه المظلة تغطي جرائمها هي الأخرى..

وكذا تفعل موسكو في القرم، فشن الحرب على الوجود الإسلامي في القرم الاستراتيجية يمكن تفهمه غربياً إذا ما تماهى مع الأهداف الغربية، وتجنب التعدي على الغرب الأوكراني؛ فهنا فقط موضع الحذر ومكمن الخطر!

في ليبيا.. في تونس.. في الأحواز..

وهكذا..

إن الجميع يقرأ اللحظة على أنها ليست في صالح المسلمين بالمرة، ولعلنا سنتوقع الأسوأ قادماً، ما لم يتغمدها الله هذه الأمة برحمة، ويوفق مصلحيها لتحديد اتجاه بوصلة الإنقاذ والإصلاح في العالم الإسلامي برمته؛ فليس لدى المسلمين ترف الانتظار حتى الذوبان والضياع..