أنت هنا

من بغداد إلى بيروت: مهازل الانتخابات المجوسية..
29 جمادى الثانية 1435
موقع المسلم

هي مهزلة دموية كبرى تجري وقائعها الفظيعة بترتيب دقيق محسوب من الناحية الشكلية المحض، في جميع مواقع الهيمنة المجوسية الجديدة، من بغداد السليبة إلى دمشق الجريحة وصولاً إلى بيروت المختطفة. وكل هذه الفصول المسرحية الفرعية تأتي بعد شهور معدودات من المسرحية الأم في معقل أبي لؤلؤة المجوسي وأحفاده الجدد: في إمبراطورية خامنئي، الذي يتمتع بسلطات تتجاوز سلطات باباوات الكاثوليك في القرون الوسطى. لكن لوازم الديكورات الحديثة جعلت للبلد موظفاً بمنصب رئيس جمهورية،  لا يختلف بين يدي الولي الفرعون عن كناس في أقصى قرية نائية.

 

تلكم هي دولة المجوسية الجديدة التي أسسها خميني خادعاً كبار المفكرين الذين توهموا أنهم شركاء في ثورة شعبية!! وبعد الإطاحة بهم، كان الوهم لدى "الرئيس" أبو الحسن بني صدر، الذي ظن أن له من الأمر شيئاً،  ليفاجأ بأن السلاح الصهيوني يدخل-من وراء ستار- إلى "جنود صاحب الزمان"  ليقاتلوا " الشيطان الأكبر" ويزيلوا الكيان اليهودي من الوجود!!

 

اكتشف بني صدر حجم الخديعة الخمينية فهرب بطائرة عسكرية، ليصبح لاجئاً سياسياً شريداً طريداً..

 

و"ما أجملها" من انتخابات في دولة الملالي حيث يتحكم المرشد في قائمة من يجوز لهم الترشح، ومع ذلك  لا يكتفي خامنئي بفلترة المرشحين وإنما قد  يقرر التدخل في فرض الاسم " الفائز" مثلما فعل في انتخابات سنة 2009م التي منح كرسيها لنجاد بمزاجه وليس بحسب أصوات المقترعين!!

 

في العراق الذي سلمه الغازي الصليبي إلى " عدوّه  الصفوي عضو محور الشر"،  تجري الانتخابات في ظل سيطرة رافضية مطلقة على سائر مفاصل القرار، وإقصاء كامل لأهل السنة باستثناء حفنة من المرتزقة الذين يقبلون أداء دور المحلل الملعون في المطلقة البائنة بينونة كبرى!!

 

وإذا جاءت النتائج بغير ما تشتهي سفن أبي لؤلؤة، كما حصل في انتخابات 2010م، فإن العدوين / الحليفين: واشنطن وطهران، يقصيان الفائز ( إياد علاوي) ويفرضان (نور المالكي) على رؤوس الأشهاد!!

 

وفي سوريا التي منحها اليهود والصليبيون لعائلة الأسد العريقة في الخيانة والعمالة،  فلم تكن هنالك حاجة لشكليات الانتخابات ما دام سفاح الشام المقبور حافظ الأسد، يؤله نفسه، ويؤسس جمهورية وراثية ليس لها مثيل إلا في جحيم كوريا الشمالية. لكن ثورة الشعب السوري تضطر السادة الآن إلى نصب مسرح لتمثيل مهزلة انتخابات رئاسية رهيبة،  ليس لها سابقة في تاريخ بني آدم.. فالمجرم الذي شرّد ثلثي السوريين وقتل نصف مليون منهم،  ويعتقل نصف مليون آخرين، ودمّر نصف منازل سوريا، يريد الاستمرار في التسلط على رقاب ضحاياه، من خلال مسرحية مبكية،  يتفرج عليها تجار الشعارات وسدنة استئصال أمة التوحيد!!

 

وفي لبنان فصلٌ لا يقل إثارة للسخرية السوداء عما في بغداد الرشيد ودمشق بني أمية، فالقرار الفعلي لتنصيب رئيس –ولو أنه نصراني ماروني- هو في الحقيقة في قبضة خامنئي بتواطؤ أمريكي صهيوني!! والشيطان الأكبر وحليفه اليهودي هما اللذان رعيا إنشاء حزب اللات  على مدى ثلث قرن من الزمان لابتلاع لبنان!! بينما كان  الساسة من أهل السنة- على امتداد تلك السنين- يحسبون أن الغرب حليفهم وأنه يناوئ التوسع الصفوي، ليتبينوا بعد فوات الأوان أنهم ضحية باعهم بلا مقابل!! فليس لهم سوى مقاعد هامشية لجمهور المتفرجين وشهود الزور،  وهي –على شكلانيتها- قد تلغى لاحقاً عند انتفاء الحاجة إلى حضورهم الفولكلوري!!

 

فمتى نصحو من سباتنا العميق، ونرفض المشاركة في لعبة تجري على حساب حاضرنا ومستقبلنا، بل إننا لا نبالغ إذا قلنا بأسى عميق: إنها تهدد وجودنا نحن الأمة : أمة مليار ونصف مليار من المسلمين؟ ومتى ندافع عن أنفسنا ونحن لا تنقصنا الطاقات البشرية ولا المادية، ولدينا رافعة إيمانية لا نظير لها عند سوانا؟