وما زال استهداف علماء سنة العراق مستمرا
24 ربيع الأول 1435
تقرير إخباري ـ المسلم

إذا كان الموساد اليهودي ومخابرات الولايات المتحدة الأمريكية يتحملان مسؤولية اغتيال واستهداف علماء العراق وعقولها العلمية والتكنولوجية والفكرية إبان الغزو الأمريكي للعراق , وذلك بمساعدة صفوية لا تخفى على أحد , فإن استهداف علماء السنة في العراق كانت مهمة المالكي الأساسية بعد أن تسلم الراية من الولايات المتحدة الأمريكية , ليكتمل بذلك مثلث العداء الصفوي الأمريكي اليهودي على هذا البلد الذي يشكل العرب السنة غالبيته .
وبعد أن دمر هذا التحالف الخبيث البنية التحتية العلمية للعراق من خلال اغتيال مئات العلماء والأكادميين وتهجير الآلاف منهم خارج البلاد , التفت المالكي لتنفيذ مهمته باستهداف أهل السنة وعلمائها ورموزها , من خلال عمليات التفجير والاغتيالات التي طالت الجميع دون استثناء , بدءا بسياسي أهل السنة وعلى رأسهم نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي , الذي ألصقت به تهمة الإرهاب ليحاكم على إثرها غيابيا ويلاحق قضائيا , وانتهاء باستهداف علماء أهل السنة الذي قادوا الحراك الشعبي الذي ما زال مستمرا منذ أكثر من عام .
لقد اغتال المالكي عبر مليشياته المنتشرة في طول البلاد وعرضها عشرات العلماء من أهل السنة , ولعل من أبرز من طالتهم يد الغدر الصفوية الحاقدة مؤخرا , الشيخ (إسماعيل خليفة الاركي) إمام وخطيب جامع أبو بكر الصديق بمحافظة ديالى، في هجوم مسلح شمال شرق بعقوبة .
فقد نقلت أنباء صحفية أن المسلحين الذين كانوا يستقلون سيارة مدنية أطلقوا النار من أسلحة كاتمة للصوت على الشيخ (الاركي) بالقرب من منزله وسط ناحية الوجيهية، فأردوه قتيلا في الحال , وقد أدانت هيئة علماء المسلمين هذه الجريمة النكراء؛ واعتبرتها استمرارا لسياسة التصفية التي تنتهجها الميليشيات الطائفية بدعم مباشر من حكومة المالكي .
وتأت هذه الجريمة ضمن مسلسل استهداف علماء أهل السنة الذين يقودون الحراك الشعبي والاحتجاجات ضد سياسات المالكي الإقصائية الطائفية , فقد تم قبل أسابيع أيضا اغتيال الشيخ خالد حمود الجميلي مسؤول الحراك الشعبي بالفلوجة في محافظة الأنبار غربي العراق , بعد أن قام مسلحون مجهولون بإطلاق النار عليه وهو في سيارته، مما أدى إلى مقتله وجرح ابنه , بطريقة مشابهة ومماثلة لما حصل مع الشيخ (الاركي) وأمثاله الكثير , حيث تنسب الجريمة لمسلحين مجهولين , وهم في الحقيقة معلومين .
وضمن هذه السياسة اعتقلت حكومة نوري المالكي أمس الجمعة ثلاثة من كبار علماء أهل السنة في البلاد قبل أن تقوم بإطلاق سراحهم إثر تهديدات بموجة من الغضب من قبل أنصارهما .
وكانت قوة أمنية اعتقلت الشيخ محمود عبد العزيز العلواني رئيس مجلس علماء العراق والشيخ عبد الستار عبد الجبار عضو المجمع الفقهي العراقي ، عند خروجهما من جامع أبي حنيفة في الأعظمية بعد صلاة الجمعة أمس , كما اعتقلت قبلهما الشيخ خالد العبيدي إمام وخطيب جامع الدهان قبل أن تطلق سراح الجميع , إثر اعتصام عدد من النواب وأعضاء مجلس محافظة بغداد في جامع أبي حنيفة، حتى استجابت السلطات الأمنية لمطلبهم باطلاق سراح الثلاثة .
يأت ذلك وسط استمرار حملة المالكي العنيفة ضد محافظة الأنبار عموما والفلوجة خصوصا , وذلك باسم محاربة الإرهاب الذي يستهدف حقيقة أهل السنة تحديدا , مما أدى إلى تشريد أكثر من140 ألف مسلم سني عراقي حسب ما أعلنت عنه الأمم المتحدة مؤخرا , ناهيك عن الشهداء والجرحى جراء قصف الفلوجة المستمر .
يبدو أن موجة العنف التي تعصف بالعراق مرتبطة إلى حد كبير مع ثورة أهل السنة فيها ضد سياسات المالكي الطائفية الإقصائية منذ قرابة عام , كما أن شلال الدم الذي يسيل فيه يهدف لإخضاع أهل السنة وإجبارهم على الاستسلام أمام التغول الشيعي الإيراني وعدم مواجهته أو مقاومته .
ورغم محاولات أهل السنة في العراق التفاهم مع المالكي أو التفاوض معه لوقف سياساته الإقصائية بحقهم , إلا أن كل ذلك ذهب أدراج الرياح , ولم يزد المالكي إلا إصرارا على أفعاله التي تبرهن أنه مستمر بسياسة إقصاء أهل السنة وتصفية رموزهم وعلمائهم .
وإزاء هذا الواقع الأليم فإنه لا خيار أمام أهل السنة في العراق إلا مواصلة ما بدؤوا به من الاحتجاج ضد سياسات المد الشيعي التي يجتاح العراق والمنطقة بأسرها , كما أنه ليس أمام أهل السنة في باقي الدول العربية والإسلامية إلا دعم هؤلاء ماديا ومعنويا , لأن انتصار هؤلاء انتصار للمسلمين جميعا , كما أن هزيمتهم – لا قدر الله – هزيمة للمسلمين جميعا .