حصاد الثورة العراقية خلال عام
18 صفر 1435
تقرير إخباري ـ المسلم

كانت سياسة إيران الطائفية وعداؤها الشديد لأهل السنة السبب الرئيس في إضطرابات المنطقة العربية والإسلامية برمتها وما تزال , فالحرب الدائرة في سوريا , والنهج الطائفي البغيض الذي يتبعه المالكي ضد أهل السنة في العراق , وإثارة المليشيات الشيعية للاضطرابات في كل من لبنان واليمن والبحرين , ناهيك عن محاولات زعزعة الأمن في دول الخليج من خلال بعض أتباع إيران , كل ذلك يؤكد وجود مشروع فارسي شيعي في المنطقة .
وبعد مرور عام كامل من انطلاق ثورة أهل السنة في العراق على ممارسات المالكي وحكومته , ورغم عدم تلبية المطالب التي خرجت تلك المظاهرات من أجلها , سواء بإلغاء قانون الإرهاب المسلط على رقاب أهل السنة فقط , والذي أدى إلى إعدام أكثر من 7000 عراقي سني حسب صحيفة التايمز وباعتراف قاض عراقي سابق , أو بالاعتراض على قانون المساءلة والعدالة , والذي كان مخصصا بالأصل لتفكيك منظومة حزب البعث العراقي واجتثاثه , إلا أن بوصلته وجهت نحو أهل السنة لاجتثاثهم وتصفية رموزهم , أو بعدم الاستجابة لأهم طلبات المعتصمين بإطلاق سراح المعتقلات العراقيات اللواتي يكتظ بهن سجون المالكي , وقد بلغ عددهن 5000 سجينة كما صرح بذلك الأمين العام لهيئة علماء المسلمين بالعراق الدكتور حارث الضاري .
رغم كل ذلك إلا أن حصاد الثورة العراقية – وبعد مرور عام كامل على انطلاقتها – كان مثمرا على جميع الأصعدة , رغم الثمن الباهظ الذي قدمه أهل السنة في العراق في سبيل مواجهة المد الشيعي الطائفي في بلدهم , بدءا باغتيال رموز هذا الحراك وقادته لإضعافه وتشتيته , وقد كان آخرهم الشيخ خالد حمود الجميلي مسؤول الحراك الشعبي بالفلوجة في محافظة الأنبار غربي العراق , وليس انتهاء بتهجير أهل السنة وترهيبهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم , ولكن : من قال أن الثمار تجنى دون تضحيات وآلام ؟! ومن أهم هذه الثمار :
1- كان لانطلاق الانتفاضة العراقية منذ عام واستمرارها إلى الآن أثر كبير في دعم الثورة السورية المباركة وصمودها , وذلك من خلال تشتيت جهود إيران وحلفائها في المنطقة على أكثر من جبهة , ومنعها من تركيز قوتها في مواجهة الشعب السوري , ولعل ما حدث بشمال لبنان أيضا يدعم هذه الفكرة ويؤيدها .
2- إن مجرد استمرار هذه الاحتجاجات والاعتصامات عاملا كاملا , رغم التنكيل ومحاولات الفض من قبل حكومة المالكي ومليشياته , يعتبرا نصرا ماديا ومعنويا كبيرا , وقد نظمت أمس صلوات موحدة بمناسبة مرور عام على انطلاق الحراك المعارض للمالكي , وقد احتشد عشرات الآلاف من العراقيين في ساحات الاعتصامات والمساجد في ست محافظات عراقية بهذه المناسبة , وهو ما يؤكد على الصمود والثبات .
3- ولعل من أهم ثمار استمرار هذه الاعتصامات أنها – مع استمرار الثورة السورية المباركة - أفسدت أخطر مؤامرة صفوية شيعية كانت تعد لأهل السنة في المنطقة العربية برمتها , وكشفت خيوط وملابسات هذا المشروع الفارسي البغيض , ولولا فضل الله أولا وآخرا , وانتفاضة أهل السنة في العراق ضد سياسات المالكي وحكومته , لأصبحت العراق محافظة إيرانية بالفعل , ولتم القضاء على أهل السنة في العراق بصمت , ولتحولت العراق إلى امتداد إيراني يكمل الهلال الشيعي مع كل من سوريا ولبنان .
4- وحدت هذه الاعتصامات أهل السنة في العراق , وجمعتهم ضد عدو واحد مشترك , بعد أن كانوا غافلين عن هذا العدو أو متغافلين عنه ابتغاء مواجهة العدو الأول والأهم – اليهود وأمريكا - , ولمنع اندلاع حرب طائفية , تسعى إيران وعميلها المالكي لجر العراق إليها , بينما يحاول أهل السنة جاهدين عدم الوقوع بها واجتنابها قدر استطاعتهم .
5- المحافظة على السلمية وعد الانجرار إلى الموجهة العسكرية مع الجيش والقوة العسكرية يعتبر من أهم إنجازات الثورة العراقية أيضا , رغم محاولات المالكي المستميتة لعسكرة الثورة العراقية السلمية , للانقضاض عليها بحجة مواجهة الإرهاب كما يفعل بشار في سوريا , وقد أكد خطيب ساحة الحراك في مدينة الرمادي غربي العراق ذلك بقوله : إن المظاهرات والاعتصامات أكملت عاما كاملا وحافظت على سلميتها رغم كل التحديات , كما أن الصور والواقع يؤكد هذه السلمية .
6- كشفت الثورة العراقية حقيقة المالكي وتبعيته لإيران , وأزاحت عنه قناع الوطنية الذي كان يحاول الظهور به أمام العالم , كما كشفت ضلوع أمريكا والغرب بتسليط المالكي وتنصيبه حاكما على العراق .
7- أظهرت هذه الاحتجاجات الظلم الكبير الذي يطال أهل السنة في العراق , والممارسات الطائفية التي تنتهجها حكومة المالكي ضدهم , وهو ما أكده خطباء الجمعة بالأمس .
8- إسماع صوت السنة العراقيين للعالم وإثبات حجمهم كأكبر مكون في البلاد، رغم محاولات المالكي ومليشياته إحداث التغيير الديمغرافي لصالح الشيعة في العراق , من خلال الإرهاب الذي يمارسونه ضد أهل السنة وتهجيرهم من بيوتهم وإحلال عائلات شيعية بدلا عنهم , ولعل ما جرى مؤخرا بمحافظة صلاح الدين جنوب العراق وغيرها من المحافظات والمناطق خير شاهد على ذلك , وقد حملت هيئة علماء العراق المالكي مسؤولية استمرار هذا التهجير في بيان رسمي لهم .
هذه أهم ثمرات استمرار اعتصامات أهل السنة في العراق خلال عام كامل , والحصاد مستمر بإذن الله حتى إسقاط المالكي وحكومته , ونيل أهل السنة في العراق حقوقهم .