الإعلام الشيعي يخترق اليمن
29 محرم 1435
تقرير إخباري ـ المسلم

لم يصل تأثير الإعلام في الحياة السياسية والاجتماعية والإيديولوجية مداه كما يحدث في الآونة الأخيرة , فوسائل الإعلام لا تهدأ ليلا ولا نهارا عن بث ما يدعم توجهها السياسي والإيديولوجي بشكل رئيسي , ناهيك عن الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والفكرية الأخرى .
ومع إدراك الجميع لخطورة هذا السلاح الاستراتيجي , فإن التنافس والتسابق على امتلاكه أو السيطرة عليه باتت محمومة , وقد وصلت إلى حد إنفاق المليارات من الدولارات في سبيل افتتاح بعض القنوات الفضائية , وخاصة في الدول التي تشهد حراكا سياسيا واجتماعيا وفكريا ساخنا .
ومع تنبه جميع أعداء الإسلام لخطورة هذه الوسيلة ومدى تأثيرها على الناس , وامتلاكهم لمعظم هذه الوسائل في شتى أنحاء المعمورة , فإن المسلمين من أهل السنة ما زالوا في آخر الركب في هذا المجال , ورغم إدراكهم أخيرا لأهمية هذا الأمر وخطورته , وامتلاكهم لبعض القنوات الفضائية القليلة , إلا أنهم ما زالوا مقصرين وبشدة في هذا الإطار , تاركين لأعدائهم فرصة استثمار هذا التقصير لصالحهم , من خلال افتتاح المزيد من القنوات الإعلامية التي تتكلم باسمهم , أو من خلال سيطرتهم على قنوات إعلامية موجودة بالفعل للدفاع عن أفكارهم .
وبالرغم من خطورة المعركة العسكرية والفكرية والإيديولوجية التي خاضها المسلمون – وما زالوا - مع خصومهم وأعدائهم اليهود والصليبيين , والتي تم استخدام الإعلام فيها بشكل كبير وخطير لصالح الأفكار العلمانية والليبرالية , فإن ما هو أشد خطورة منه قد برز في الأونة الأخيرة , من خلال ما يسمى بالإعلام والفكر الشيعي , الذي تحول الصراع فيه وبشكل سريع من فكري عقائدي , إلى قتالي وعسكري في أكثر من بلد عربي وإسلامي , ولعل ما يحدث في كل من سوريا والعراق واليمن خير شاهد على ذلك .
وبما أن الإعلام من أكثر الأسلحة فاعلية لتزوير الحقائق وتشويه الوقائع , بل و بث الأكاذيب ونشر الشائعات وزرع الفتن , وهو ما لا غنى لقوى الباطل عنه في حال من الأحوال لتمرير باطلهم وتسويق دعواهم , فإن مسارعتهم للسيطرة على بعض وسائل الإعلام في تلك الجبهات المفتوحة أمر في غاية الأهمية .
وإذا كان الأمر في كل من العراق وسوريا ولبنان تحت السيطرة , حيث الإعلام بمجمله في يد الشيعة هناك , فإن الأمر مختلف في اليمن , حيث لا بد من إيجاد موطئ قدم لإعلام شيعي هناك , وهو ما تم الكشف عنه مؤخرا .
فقد كشف موقع يمن برس أن ثلاث قنوات يمنية تبث أخبارها من جنوب لبنان , وأن شبابا من اليمن يسافرون إلى جنوب لبنان عن طريق جماعة الحوثي للتدريب الإعلامي , كما يسافر عدد من شباب اليمن وبناته للجنوب اللبناني ليعودوا كناشطين في اليمن , وليأسسوا منظمات حقوقية وصحف وحركات سياسية , كما أن عدد المسافرين من وإلى صنعاء وبيروت قد زاد في الاونة الأخيرة بشكل مضطرد.
وقد ذكر الموقع أن قناة المسيرة واحدة من هذه القنوات , حيث يديرها لبناني الجنسية و إعلامي من حزب الله , وأن نصف الطاقم الإعلامي للقناة من أبناء اليمن من المذهب الشيعي , وأن القناة تملك ميزانية ضخمة , وتقوم ببث أفكار وأخبار الحوثيين , وتمتلك مكتبا في صعدة وأجهزة بث في صنعاء .
كما ذكر الموقع قناة (عدن لايف) التي تبث أخبار الحراك الجنوبي في اليمن , والتي تركز على انفصال الجنوب عن الشمال , ورغم أن طاقم القناة من أبناء جنوب اليمن , إلا أن المدير الفعلي لها هو أحد كوادر حزب الله اللبناني , ناهيك عن تواجد رئيس جنوب اليمن قبل الوحدة – علي سالم البيض – في جنوب لبنان حاليا , مما يعطي مؤشرا لتوجهات القناة ومحركها الحقيقي .
أما اسم القناة الشيعية الثالثة التي تبث من جنوب لبنان فهو (الساحات) , والتي يديرها بالظاهر شاب يمني اسمه ريدان المقدم , الذي يتلقى التوجيهات والأوامر من لبناني الجنسية - المدير الفعلي للقناة - من خلال اجتماعات دورية بينهما .
ولا تخفى مآرب إيران من وراء هذا الاختراق الإعلامي في اليمن , حيث تسعى لاستنساخ تجربة زرع حزب الله اللبناني في اليمن من خلال الحوثيين هناك , كما لا يخفى سعيها لإفشال الحوار الوطني اليمني , الذي كاد أن ينتهي بخير وسلام لولا جرائم الحوثيين واعتدائهم الأخير على دماج , والذي ما زال متواصلا حتى الآن .
ومع كل هذه الحقائق التي تتكشف كل يوم عن سعي الشيعة الحثيث لاختراق الإعلام في الدول السنية , وإنفاقهم المال الكثير في سبيل ذلك , من خلال عرض الرواتب السخية للاعلاميين اليمنيين , إلى جانب توفيرها للسكن وبعض المنح الدراسية لهم في الجامعات التي يسيطر عليها حزب الله , وذلك لنشر أباطيلهم وضلالهم على شاشاتها , لا يزال السؤال يراود كل مسلم غيور على دينه : أين الأموال السنية لمواجهة المد الإعلامي الشيعي ؟؟!!