تبارى الخبراء والمحللون السياسيون في قراءة الخطبة النكدة التي طلع بها حسن نصر الله زعيم حزب السلاح الإيراني في لبنان، وشرّقت الآراء وغرّبت، إلا أنها أجمعت على أن الكذب البواح كان هو السمة الرئيسية للكلمة التي ألقاها نصر الله –كالعادة من وراء حجاب-في مناسبة أطلق عليها منذ ثلاث عشرة سنة اسم "عيد المقاومة"، واختار له يوم رحيل آخر جندي صهيوني من جنوب لبنان بعد احتلال استمر من عام1978م حتى عام 2000!!
أجل!! إنهم يعجبون من كذبه بهذا المستوى من الغزارة والانفضاح على رؤوس الأشهاد، ونحن نعجب من عجبهم!! فأين الغرابة في شخص مرد على الكذب وتعلمه منذ الطفولة، على أيدي كهنة يجزمون بأن التقية-أي: الكذب والنفاق وإظهار المرء نقيض ما يبطن-تسعة أعشار دينهم.
لم يكن نصر الله مذعوراً مثلما ظهر قبل ساعات، بالرغم من استخدامه أوقح لغة في التهديد والاستفزاز، فهذه بحسب معطيات علم النفس تشير إلى خوف صاحبها وليس إلى ثقته بنفسه مثلما يود أن يقنع الآخرين!
وذعر نصر الله المغطى بهياجه وسعاره مفهوم، لأن خطبته جاءت بعد ساعات من مظاهرات الشعب السوري في يوم الجمعة التي أطلق عليها اسماً لا يترك مساحة لأدنى التباس،وهو: دجال المقاومة/القدس ليست في حمص!! لقد ضربه أحرار الشام على الجرح الذي يسعى إلى إخفائه.
وتضاعف هياج الكذاب الأشِر لأنه كان يعيش أحلام يقظة ثبت أنها أضغاث أحلام،فقد كان ينتظر أن يسحق أزلامه بالتعاون مع ترسانة طاغية الشام أهل بلدة القصير في ريف حمص،لكي يحتفل بانتصار حقير ومنكوس على الشعب السوري وتحديداً على أعدائه وأعداء أحفاد أبي لؤلؤة المجوسي جميعاً: أهل السنة والجماعة.
إلا أن الله أخزاه فقد كبده المجاهدون في القصير خسائر فادحة بالرغم من شح مواردهم وتواضع أسلحتهم، وقلة زادهم.وبث الثوار السوريون تسجيلات لمكالمات بين أوباش حزب اللات في القصير، تعبر عن الإحباط وتتكلم بمرارة عن مفاجآت لم يتوقعوها!!
ولذلك حفلت خطبة دجال الممانعة بالتناقضات المزرية،فهو اعترف بأنه وأوغاده الحاقدين يقاتلون إلى جانب شبيحة بشار منذ شهور، بينما كانت ابواقه تنفي ذلك بشدة إلى ما قبل أيام معدودات.
ومع أنه مارس كذبهم النمطي"التقية" في أحط دركاتها، فإن لسانه فضح مكنونات عقله الباطن المحتشد بالحقد والنفاق،فالذي يزعم أنه ليس طائفياً لا يمكنه أن يكفّر الشعب السوري ويصوره بأنه مجموعة من التكفيريين!! ونسي تاجر المقاومة أن حليفه نيرون سوريا كان يرسل التكفيريين إلى العراق بحسب كلام شريكهم في الخيانة والحقد الصفوي مالكي العراق الذي بات حليفاً لبشار ونظامه!!
وادعى مسيلمة الرفض الحديث أن قتله للسوريين يحمي ظَهْر المقاومة: فهو ما زال يفتري أنه مقاوم مع أنه يحمي الكيان الصهيوني في جنوب لبنان منذ عام2000م، ولم يعد يتشدق بكلمة عن مزارع شبعا،وكيف يكون مقاوماً قرينُه في الخيانة والعار بشار الأسد صاحب محلات: الاحتفاظ بحق الرد فحقوق الملكية محفوظة لهذا الخائن وريث بائع الجولان الذي أصبح ظهيراً لمقاومة نصر الله التي تفرغت لقتل المسلمين في سوريا.
أما النكتة الفظيعة التي ألقاها نصر الله بصفاقة فهي زعمه أن الرافضة شاركوا في جهاد مسلمي البوسنة ضد الغزاة الصرب، في حين روى الرئيس البوسني المجاهد علي عزت بيجوفيتش رحمه الله منذ سنوات كيف ابتزه ملالي طهران بأنهم سوف يدعمون شعبه البطل بشرط السماح لهم بنشر سموم التشيع في ما بعد،فأبى رحمه الله!!
والمضحك المبكي في هراء نصر الله صراخه الفاضح بأنه وشركاءه في الغي لن يسلموا سوريا لـ"إسرائيل" وأمريكا اللتين تعرفان بتدخلاته وتدخلات إيران والمالكي ضد الشعب السوري ولم تضرب أحدهما ولو بوردة!!! أمريكا التي لا تكتفي بمشاهدة مذابح السوريين وإنما تمنع عنه الأسلحة الدفاعية!! أمريكا التي تركت ميليشا نصر الله تتغول على لبنان وتلغيه كدولة،ويعتدي على سيادة دولة أخرى وعلى حياة شعب آخر، حتى عرف الجميع الآن وبعد فوات الأوان أن تسليح نصر الله تم برعاية صليبية صهيونية تحسباً ليوم مثل هذا اليوم!!
ولأنه يعلم تزايد مستوى التمرد داخل الشيعة في لبنان،فقد وعدهم دجال المقاومة بالنصر على الشعب السوري مشبهاً وعده الحالي بما وعدهم به من "نصر " في حرب 2006م مع اليهود، الذين لو ارادوا القضاء عليه نهائياً لما توقفوا لحظة واحدة!!
وهنا خانه ذكاؤه أو ذاكرته فالجميع يذكرون أنه بعد الكارثة التي جلبها نصر الله للبنان يومئذ قال: لو كنتُ أعلم أن هذا ما سوف يحدث لما أقدمتُ على ما أقدمتُ عليه!!
فهذا نذر شؤم عليه بتكرار هزيمته وتدمير قواته ولا سيما في ضوء ما فوجئ به أزلامه من ثبات وشراسة من المجاهدين في القصير والفرق الوحيد بين هزيمته الماحقة بإذن الله اليوم في الشام وبين كارثة 2006 أنه خرج من جريمته تلك "بطلاً " وصاحب نصر إلهي أما هنا فقاتل أطفال ومسترجل على النساء والمدنيين العزل، ومجرد أداة في خدمة سيده خامنئي الذي هو كذلك مجرد أداة-وإن كانت أكبر حجماً-في خدمة المشروع الصليبي الصهيوني ضد المسلمين كافة!! ولا نحتاج إلى أن نقول:أهل السنة والجماعة، فإن من تحصيل الحاصل والبديهيات المعلومة للجميع هي أننا نحن الأمة وهم الشذوذ المارق والخلايا السرطانية المتآمرة عليها.