السؤال
مشكلتي أنني غير قادرة على الالتزام بالصلاة فإذا صليت فرضاً تركت عشرة، أنا أبلغ من العمر 15 عاماً، اختباراتي غداً، ولا أستطيع التركيز في المذاكرة، وأشعر أنني نسيت كل ما حفظت، فقد تعرفت على شخص عن طريق البلاك بيري، أشعر أنني أحبه وأشعر من تجاهه بالحب أيضاً رغم أنه لم يقل لي ذلك صراحةً، ولم يقل لي أي كلام قبيح في حواره، وأشعر أنه من المستحيل أن اتركه، أفكر فيه دائما ولا أستطيع أن أذاكر ولا أخرجه من تفكيري ورفض أن يكلمني إلا بعد الانتهاء من الامتحان، أقرأ قصصاً جنسية، وأمارس العادة السرية، أنا أكبر إخواني، أشعر أن حياتي مرتبكة، ضائق صدري.
الجواب
الابنة السائلة.. أولا أحمد الله تعالى الذي جعل في قلبك اليقظة والإحساس بما تقترفينه من خطايا وبمدى ترتكبينه من الأخطاء التي من خلالها تبحثين عن طريق وحل لها، وذلك لا يحدث إلا من قلب لايزال ينبض بالحياة , اقول هذا على الرغم مما حوته رسالتك من آثام كبيرة , وسقطات مهلكة ... لكن في معرض اجابتي عليك اقول إن :عليك أن تنتبهي لعدة أمور..
أولها: وأهمها وسبب كل ما تعانين هو عدم يقينك بأن الله تعالى مطلع على كل ما تفعلينه، فهو سبحانه الحي القيوم البصير بما نعمل، السميع بما نقول، ففي حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما سأله جبريل عن الإحسان، فقال صلى الله عليه وسلم: الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " رواه البخاري ومسلم.
ثانيا: عدم رضاك عن نفسك، وشعورك بارتكاب الخطا، ومجاهرة الله سبحانه بالعصيان، وفعلك الأفعال تلو الأفعال في الخفاء، جعل من نفسك شخصية مهتزة أمام نفسها مهترئة القوى ولاتثبت أمام إغراء ولا تقوى أمام شهوة
ثالثا: عليك أن تعلمي قدر الصلاة التي تضيعينها تلك، فهي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة. قال صلى الله عليه وسلم:" إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت قد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر ".
تمحى بها الخطايا وتغفر بها الذنوب، قال صلى الله عليه وسلم " أرأيت لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء؟، قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال: فكذلك مثل الصلوات الخمس، يمحو الله بها الخطايا "
وهي الصلة بين العبد وربه، ففي الأثر " من أراد أن يكلمه الله فليقرأ القرآن، ومن أراد أن يكلم الله فليدخل في الصلاة ".
ولمكانة الصلاة فهي أول عبادة فرضت على المسلمين وكل العبادات قد فرضت على الأرض ماعدا الصلاة، فقد فرضت في السماء ليلة الإسراء والمعراج.
فهل بعد ذلك يحق لأحد أن يفرط فيها، سواء بالتهاون أو بالتأخير أو بالترك!
لذلك عليك بعض الأمور لكي تساعدك على أداء الصلاة دون تأخير..
1- أن تصلى الفرض مباشرة بعد الأذان في وقته لأن التسويف يثقلها عليك، خاصة صلاة العشاء حتى لا يغلب عليك النوم دون ادائها.
2- حاولي المحافظة على وضوئك دائما فإن الملائكة تستغفر لك طالما أنت على الوضوء وذلك يخفف عليك أداء الفرض فلا تحملين هم الوضوء.
3- حاولي تهيئة نفسك عند القدوم للصلاة، فاجعلي جلبابا جميلا مخصصا للصلاة، ومكانا مخصصا لها بالبيت، فهي وقت اللقاء بخالقك فكيف تستقبلينه سبحانه!
4- حاولي التدبر في معاني الفاتحة والسورة التي تليها أثناء الصلاة، وحاولي الاستشعار بأنك تقفين في الصلاة أمام الله تعالى فتلذذي بتلك العبادة.
5- لا تقومي إلى الصلاة وأنت متعبة حتى لا تؤديها مجرد تأدية واجب.
6- حاولي استشعار أن هذه الصلاة قد تكون آخر صلاة لك، فسوف تتم على أكمل وجه من الخشوع والخوف من الله.
7- أكثري من الدعاء وألحي على الله تعالى بالدعاء بأن يعينك على أداء الصلاة كاملة دون تأخير أو تهاون فالله تعالى قريب مجيب الدعاء.
الابنة السائلة
عليك أن تعلمي أن اهتمامك بالصلاة سيكون لك أول الأبواب للنجاة من كل ما تعانين "إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر".
رابعا.. عليك أن تحاولي التقرب لوالدتك، كوني لها الابنة والصديقة ولا تخافي من مصاحبتها، واطلبي منها النصيحة عندما تقدمين على أي شيء تخافين أن يطلع عليه الناس، فالأم أحب إنسانة إليك وهي أكثر من يحبك على وجه الأرض وهي خبرة السنين.
أما بالنسبة للشخص الذي تواصلينه بالبلاك بيري فاعلمي أن الله قد حرم علينا تلك العلاقات، وأنها معصية متكررة، واعلمي أنه لا يحب لأخته أن تكون في مكانك ويرفض ذلك تماما، فأنت مازلت في سن المراهقة وعليك ألا تقعي في أي أخطاء شرعية تغضب ربك عليك فيعود ذلك الغضب على حياتك كلها، فتفقدين التوفيق والصواب، واعلمي أن مشكلتك في دراستك سببها هي شرود بالك في التفكير في هذا الشخص، فلماذا تحطمين مستقبلك الدراسي لأجل شخص هو في النهاية موقف عارض؟، حاولي التفرغ لدراستك وابعدي فكرك عن كل هذه الأوهام حتى لا تندمي بعد حين عندما تجدين زميلاتك يتفوقن عليك ويدخلن أعلى الكليات وأنت مكانك بل أقل منهم بكثير، فلا تندفعي وراء الكلمة الحلوة المزينة الملونة التي تحطم حياتك المستقبلية، بل كوني الفتاة المؤمنة الخاشعة الخائفة من ربها الطائعة له، الذكية الواعية الحريصة على نفسها ومستقبلها، وإياك أن تكوني الفتاة اللاهية العاصية التي يتبعها الشيطان وتتبعه، مفتونة عند كل شهوة، مشدوهة عند كل زينة، ضعيفة أمام كل ذنب، فاشلة في دراستها وانجازاتها..احذري
أمر آخر ونهائي.. أنت أكبر إخوانك، وأنت مثلهم الأعلى، وأنت فرحة أبويك، فلماذا تحاولين أن تكوني قدوة سيئة غير مضيئة لإخوانك؟
اعلمي أن تفوقك الدراسي والسلوكي والأخلاقي لن ينفعك وحدك بل يعود على إخوانك جميعهم، فتكونين أنت أعلى السلم وهم يسيرون من خلفك.