"بوعزيزي العراق".. يعجل بالإطاحة بالمالكي؟
9 ربيع الأول 1434
تقرير إخباري ـ إيمان الشرقاوي

قبل أكثر من عامين أقدم الشاب التونسي محمد البوعزيزي على حرق نفسه في أحد أسواق البلاد ليشعل الثورة في تونس ومن بعدها مصر ثم ليبيا أدت في نهاية المطاف إلى الإطاحة بأنظمة عربية فاسدة وبانتظار الإطاحة أيضا بالنظام القمعي السوري قريبا.

ولأول مرة منذ بدء الاحتجاجات ضد رئيس الوزراء العراقي الطائفي نوري المالكي قبل نحو شهر يقدم أحد المتظاهرين على حرق نفسه في ساحة الأحرار وسط الموصل شمال البلاد.

ومثل البوعزيزي الذي كان سببا في الإطاحة بزين العابدين بن علي، صب طلال علي عبد الله على ويبلغ  25 عاما من العمر زجاجة من البنزين على جسمه وقام بإضرام النار بنفسه ‏وسط المعتصمين احتجاجا على عدم تلبية الحكومة لمطالب المتظاهرين، وقد ‏أصيب الشاب بحروق شديدة نقل على إثرها إلى المستشفى الجمهوري لتلقي العلاج.‏

وكان طلال معتقلا خلال السنوات السابقة من قبل قوات الاحتلال الأمريكية في العراق، وكان يشارك في الاعتصام وأصيب بخيبة ‏كبيرة في الفترة الأخيرة بسبب عدم استجابة الحكومة للمتظاهرين، بحسب المعتصمين .‏

وتشهد محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين وكركوك وديالى وبعض مناطق بغداد منذ 25 ‏يناير الماضي تظاهرات حاشدة شارك فيها علماء دين وشيوخ عشائر ومسؤولون محليون، للمطالبة بإطلاق سراح السجينات ‏والمعتقلين الأبرياء، فضلاً عن تغيير مسار الحكومة.

وقد دخل الاعتصام في مدينة الموصل يومه الرابع والعشرين احتجاجا على سياسة المالكي، وأكد المعتصمون في ساحة الأحرار أن لا مساومة على مطالبهم، وخصوصا إطلاق سراح المعتقلات، وإلغاء قانون المساءلة والعدالة، والمادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب.

جاء ذلك بعد جمعة "لا تخادع" التي شارك فيها مئات الآلاف من العراقيين احتجاجا على سياسات رئيس الحكومة نوري المالكي، كما تعتزم الجهة المنظمة للاعتصام في الموصل الإضراب العام للتجار، تعبيرا عن عدم رضاها عن الخطوات التي اتخذها المالكي حتى الآن لتلبية مطالبهم.

وبالإضافة للمهانة والذل والقتل الذي يتعرض له المواطنون السنة على يد قوات المالكي، فضلا عن استهداف الشخصيات الوطنية في العراق، فإن رئيس الحكومة العراقية يعمل على تحقيق مصالح إيران ومشروعها الشيعي في المنطقة.

وأظهر أحدث استطلاع للرأي أن الغالبية العظمى من المشاركين في هذا الاستطلاع، يرفضون استمرار المالكي على رأس الحكومة العراقية، في ظل التظاهرات المتصاعدة ضده.

ويذهب محللون إلى أن الربيع العراقي بدأ بالفعل، بعد خروج المظاهرات المليونية في الفلوجة والرمادي، وسامراء وتكريت والموصل، وإعلان البعض للعصيان المدني العام، وإقامة مناطق مخصصة للاعتصام الدائم، وتحديد مواعيد مسبقة للتظاهرات المركزيةوالتظاهرات المحلية بجداول زمنية معلنة وبوتيرة متقاربة ومتصاعدة.
 

وبحسب المحللين فإن الثورة العراقية الكبرى هي انتفاضة سنية خالصة،  فالسنة يتخوفون من عملية تشييع ممنهج تعقبها عملية تفريس مماثلة بل يخشون مصير عرب الأحواز التي تتعرض لحملة تفريس ممنهجة  من جانب إيران المثل الأعلى للمالكي الذي لا يستبعد أن يواجه مصيرا أسوأ من بن علي وحسني مبارك وأقرب لمصير معمر القذافي ولن يكون بأفضل من الطاغية بشار الأسد المتوقع أن يلقى مصيرا أسود قريبا.