مرسي ونجاد.. خطاب صاعد وآخر إلى الهاوية
13 ذو القعدة 1433
تقرير إخباري ـ إيمان الشرقاوي

خطاب صعد بصاحبه لأعلى وآخر هبط بصاحبه للهاوية.. كان هذا هو حال خطاب الرئيس المصري محمد مرسي في الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي تحدث فيها بصلابة مستعيدا دور مصر المحوري في القضايا العالمية والإقليمية والذي غاب كثيرا في عهد سابقه

وذلك في مقابل خطاب نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي كان حديثه ضعيفا خاويا إلا من جعجعة تجاه "إسرائيل".
الخطابان اللذان ألقاهما مرسى ونجاد أمام قادة العالم حظيا باهتمام دولى بالغ، خاصة خطاب الرئيس المصري الذي قام رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة بإيقاف الجلسة احتراما له وترك المنصة ونزل خصيصا لتحية مرسي بعد أن ألقى كلمته، فى موقف يدل على تقدير قادة العالم لمصر ورئيسها المدنى المنتخب. 

 وتحدث مرسى بوصفه أول رئيس منتخب لدولة عربية بقوة وصلابة عن معاناة الشعب الفلسطينى، إضافة إلى تقديمه رؤية وخارطة طريق واضحة لكيفية التوصل إلى سلام فى سوريا و"تأنيبه بشكل ضمنى كل من "إسرائيل" وإيران، بسبب مواقفهما من الأسلحة النووية.

واعتبرت صحف أمريكية أن خطاب مرسي كان بمثابة إعلان عن سعيه للقيام بدور كبير في الشرق الأوسط حيث تناول في كلمته جميع القضايا الرئيسية التي تواجه المنطقة ، كما انتقد بناء المستوطنات "الإسرائيلية" على الأراضي الفلسطينية ، وأدان الفيلم المسيء للرسول، ودعا جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة للمشاركة في محاولة إنهاء ماوصفه بـالكارثة في سوريا ، وإنهاء 40 عامًا من الديكتاتورية مطالبًا الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي.

 وبحسب خبراء فقد أوضح مرسي في كلمته خطوط السياسة الداخلية والخارجية أمام زعماء العالم، وكان هذا بمثابة رسالة تطمين لمن تخوفوا من فكرة وصول رئيس ذو مرجعية إسلامية، وخاصة "إسرائيل" رغم أنه لم ينطق باسمها في خطابه على غرار خطاباته السابقة.

 في المقابل تحدث الرئيس نجاد، فى ثامن وربما آخر ظهور له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حديثا "فارغا" حول ما سماه "بنظام عالمى جديد" غابت عنه الحيوية والزخم، وأخذ يكيل الاتهامات للغرب و"إسرائيل" بـ"ترهيب" بلاده بواسطة الاسلحة النووية، وتحدث عن تهديد ما وصفهم ب"الصهاينة الهمج" والجهلة.

وعزت مجلة التايم الأمريكية ذلك التحول فى خطابات نجاد إلى أن "الرئيس الإيرانى بات أشبه بـ"البطة العرجاء"، مشيرة إلى أن الفترة الرئاسية الثانية لنجاد ستنتهى العام المقبل، ولا يحق له أن يتولى فترة ثالثة، فضلاً عن الخلافات التى باتت تشق طريقها بينه وبين القوى المعارضة فى بلاده والتى ضاقت ذرعا من أسلوبه الاستعراضى.

ولفتت المجلة إلى أن تحدى نجاد الصارخ للعقوبات الدولية المفروضة على بلاده، على خلفية برنامجها النووى، تسبب فى وقوع أزمات ومصادمات سياسية فى الداخل حاصرت الرئيس الإيرانى طيلة أشهر.

وبينما شدد مرسي في خطابه على سوريا وضرورة التخلص من الديكتاتور ، تجاهل نجاد في خطابه الهزيل الأزمة السورية وكيف له ذلك وهو متورط بشكل فج مع حليفه بشار الأسد في قتل وذبح الشعب السوري ونشر المشروع العلوي ليستحق عن جدارة أن يسقط في الهاوية.