
"سوريا ثم سوريا..هاكم الميدان..افعلوا شيئا ونحن معكم..سوريا".. رسالة أساسية وجهها الرئيس المصري محمد مرسي ضمن رسائل عديدة تضمنها خطابه بجامعة الدول العربية والذي جاء شاملا لكل القضايا والأزمات العربية لتحث العرب على الوقوف سويا والخروج بحلول عملية لها وعلى رأسها وقف الدماء التي تراق في سوريا.
وتطرق خطاب مرسي إلى جميع قضايا الوطن العربي التي تنتظر شعوبه حلولا عملية لها ، وكان على رأسها سوريا التي جدد فيها مطالبه بوقف نزيف الدم السوري وتحقيق الحلم السوري في الانتقال الى الديمقراطية.
وعبر مرسى الذي ألقى خطابه بالجامعة وهو أمر غير معتاد في اجتماعات وزراء الخارجية العرب عن انحيازه الكامل للشعب السوري وثورته ضد نظام بشار الأسد، حيث دعا للاستفادة من التاريخ الحالي في المنطقة والتنحي عن قيادة سوريا, قائلًا: "لقد فات الأوان للحديث عن الإصلاح وهذا هو وقت التغيير" في إشارة إلى مصير الأنظمة الاستبدادية والديكتاتورية في تونس ومصر وليبيا واليمن الذين تمت الإطاحة بهم في انتفاضات الربيع العربي.
وجاءت دعوة مرسي التي انتقدها النظام السوري القمعي معتبرا أنها تدخلا سافرا في شئونها بعد خطابه المدوي الذي ألقاه الشهر الماضي في قمة حركة "عدم الانحياز" في العاصمة طهران" حيث وجه دعوة عالمية وإقليمية إلى دعم ومساندة الثوار والانتفاضة السورية رغم كون إيران الداعم للأسد.
ولقى خطاب مرسي إشادة من وزراء الخارجية العرب خاصة من دول الخليج الذين وصفوه بالخطاب الشامل والمعبر عن العمق الاستراتيجي لمصر تجاه القضايا العربية، بل إن بعضهم شدد على ضرورة الاهتمام بالجوانب التي أشار اليها وتلبية دعواته خاصة فيما يتعلق بسوريا وتحقيق التضامن العربي.
فهاهي الكويت والبحرين تعتبران قد أشادتا بشكل خاص بتأكيده على وحدة وسيادة وعروبة المنطقة العربية والالتزام بدعم دول مجلس التعاون الخليجي ومساندتها في درء أية محاولة للتدخل في شئونها الداخلية، ورفض التهديد أو المساس بأي قطر عربي، مؤكدتان حرصهما على التعامل الإيجابي لما ورد في خطاب مرسى بما يحقق المصالح العربية المشتركة وحماية الأمن القومي العربي.
ولم يغفل مرسي خلال خطابه التطرق إلى إفريقيا خاصة فيما يتعلق بالسودان والصومال، حيث أكد أن الأولى تمثل العمق الاستراتيجي لبلاده وبحاجة إلى الدعم في التنمية وتأسيس علاقات مع جنوب السودان، داعيا الجميع عربيا ودوليا لمؤازرة السودان والتوفيق بين الشمال والجنوب، وهو ما من شأنه أن يسهم فى تحقيق الاستقرار فى المنطقة.
أما بالنسبة للصومال فقد دعا مرسي في خطابه إلى تقديم المساعدات المالية له خاصة من دول الخليج للخروج من الأزمات التي تمر بها.
وكانت فلسطين في قلب خطاب الرئيس المصري الذي شدد فيه على إتمام المصالحة والتزام مصر بدورها في هذا الشأن، معتبرا أن القضية الفلسطينية هى قضية العرب الأولى، ولن تنهض الأمة العربية بغير حل عادل لحلها، مطالبا بدعم الحركة الفلسطينية والمشاركة الجادة من جميع الدول العربية وفى مقدمتها مصر لإنهاء جميع مستويات الاحتلال فى الأراضى الفلسطينية والعربية، والمشاركة فى دخول فلسطين لعضوية الأمم المتحدة.
وغيرها وغيرها من القضايا العربية التي تحدث عنها الرئيس مرسي في خطابه الشامل الذي حمل رسائل سياسية كثيرة بانتظار إجراءات حقيقية تساهم فيها باقي الدول العربية خاصة دول الخليج، التي يبدو أنها فهمتها جيدا وسنرى الأيام القادمة كيف ستكون الاستجابة.