أنت هنا

المؤامرة على السوريين حتى خذلان اللاجئين!!
17 شوال 1433
موقع المسلم

لعلنا لا نبالغ أبداً إذا قلنا: إن استيعاب الثورة السورية وفهم تطوراتها هو من النوع السهل الممتنع، فكل ما فيها واضح وضوح الشمس لكن شدة السطوع تغدو في بعض الأحيان مصدراً لغبش في الرؤية!! فهنالك كثير من الأسئلة التي تقتضي إجابات يبدو أنها غير ناجزة أو غير نهائية.

 

من تلك الأسئلة سؤال يقول: لماذا أصر الفرنسيون على الذهاب إلى مجلس الأمن لعرض معاناة ملايين السوريين المُهَجّرين من نازحين في داخل وطنهم  ولاجئين في دول الجوار، بالرغم من معرفة الجميع -وعلى رأسهم حكومة أولاند- بحتمية النتيجة السلبية مسبقاً، ما دامت روسيا تتصدر العداء الأممي للشعب السوري، والرفض الصليبي الوقح لأي حكم في الشام يقوده أهل السنة والجماعة وحدهم من دون سائر السوريين؟

 

 ومن الأسئلة الحيوية:لماذا انضمت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتن إلى وزيري الخارجية القبيحين الروسي والصيني في التغيب عن الجلسة، مع أنها في بلدها، في حين أنها تطير آلاف الأميال لحضور اجتماعات أقل أهمية؟
لكن هذه الأسئلة- على وجاهتها- قد تكون مثل الشجرة التي تَحْجُب الغابة، فالسؤال الأكثر وجاهة منها هو: لماذا انتظر العالم ثمانية عشر شهراً دامية لكي يبحث بحثاً زائفاً عن مساعدة اللاجئين والنازحين السوريين؟

 

ربما كانت " الحسنة" اليتيمة لجلسة مجلس الأمن الهزلية، هي اضطرار وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس إلى التصدي لمندوب العصابة الأسدية في الأمم المتحدة بشار الجعفري، المتفيهق الذي اجتمعت فيه الصفاقة والوقاحة والجرأة على الكذب الفاضح والمفضوح!! فقد استفز الجعفري ببذاءاته النمطية المكرورة وافتراءاته المهترئة، استفز فابيوس الذي قال له بحزم استثنائي: إن جد رئيسك طلب من فرنسا عندما كانت تحتل سوريا أن تستمر في استعمارها، والوثيقة محفوظة في أرشيف وزارة الخارجية الفرنسية!! فَبُهِتَ الذي كفر.

 

وأما تغيب كلنتن المتعمد وتمييع مندوبة واشنطن في مجلس الأمن لأي مبادرة جادة لإغاثة اللاجئين السوريين الذين يعيشون ظروفاً مأساوية، فقد ينظر إليه البعض على أنه بمثابة خروج الولايات المتحدة من مرحلة التقية إلى مرحلة الجهر بانحيازها الفعلي إلى عصابة القتل الأسدية.وهو مؤشر صحيح لكنه متأخر زمنياً، فقد نبهنا إلى حقيقة الموقف الأمريكي بسبب الخدمات الضخمة التي قدمها-وما زال يقدمها -آل الأسد للكيان الصهيوني، وعرضنا عشرات الأدلة القطعية على صدق رؤيتنا.

 

فالأمريكيون أضروا بالثورة السورية أيما ضرر، ولو أنهم التزموا الصمت على الأقل لجنبوا الشعب السوري الشر الإضافي الذي تسببت به تصريحاتهم الكاذبة عن ضرورة تنحي بشار عن الحكم.فكيف وهم يبذلون جهوداً خارقة لإبقائه فوق جماجم السوريين، متسترين وراء الفيتو الروسي الغبي؟! ولنتذكر كيف تعاملوا مع نظام صدام حسين منذ 1991م حتى غزو العراق في عام 2003م ثم إعدام الرجل بعد محاكمة مضحكة مبكية، مع أن روسيا كانت عشية غزو صدام للكويت دولة عظمى في ظل الاتحاد السوفياتي البائد. ولنتذكر احتقارهم لموسكو عندما قرروا لجم الصرب بالقوة العاتية بالرغم من الفيتو الروسي النابع من قلب روسيا بحكم علاقاتها المتطرفة بالصرب دينياً وعرقياً.فهل من عاقل يقتنع بأن واشنطن عاجزة عن إنشاء منطقة عازلة لحماية المدنيين في شمال سوريا وفي جنوبها؟

 

والأسوأ من كل ما سلف أن أمريكا المنافقة لم تقف عند حد إعاقة أي موقف دولي فعلي يوقف مجازر بشار في الشام، فهي التي أجبرت الجميع على منع وصول أسلحة دفاعية لا هجومية للجيش السوري الحر، لتحييد سلاح الطيران المجرم، الذي يستخدمه الأسديون بغطرسة غير مسبوقة في التاريخ ضد المدن وسكانها العزل.

 

والفضيحة الكبرى للغرب أنه يمنع –عملياً وبلا ضجيج-تقديم مساعدات غذائية وطبية حقيقية للسوريين الهاربين بجلودهم إلى تركيا والأردن بخاصة.
فهل كان بعضنا من الغفلة بحيث يحتاج إلى مسرحية مجلس الأمن الأخيرة لكي يعرف حجم الحماية التي تكفلها أمريكا لبشار حامي ربيبتها "إسرائيل"؟