
حصلت مجزرة داريا، الحراك، بصرى، زملكا، وتتوالى المجازر. ترافق ذلك مع إشعال طرابلس، ودعوات ايرانية لعقد مؤتمر دول عدم الانحياز في طهران.
فرنسا لم تعد تهتم بالاعتراف بالمجلس الوطني، أصبحت تطلب تشكيل حكومة كي تعترف بها، لم يعترفوا بمجلس، ومعنى الاعتراف أي أنهم لم يفتحوا له مكاتب في دولهم، ولم يعطوه دعما ماليا، أو دبلوماسيا حقيقيا على الأرض.
النظام السوري، نظام جبان دوليا، يراعي كل قواعد اللعب الدولية، ولا يحيد عنها. تكرار المجازر اليومي، والصمت الدولي يدل على ضوء أخضر بذلك، فلماذا هذا التصعيد؟، ولماذا هذا الصمت الدولي؟.
سنعقد بعد أيام مؤتمر دول عدم الانحياز في طهران، وطهران تريد عرض مبادرتها لحل الأزمة السورية،. لكن قبل ذلك لا بد من كسر شوكة المعارضة السورية، وإثخان القتل في المدنيين، الذين يمثلون الحاضنة الاجتماعية للثورة، كي تنفر تلك من الثوار، وتقبل بأي مبادرة، تعلقا بقشة تنجيهم من جحيم القصف، والذبح، والرقص على الجراح.
يبدو أن امريكا قد قبلت بإدخال ايران في المفاوضات على مستقبل سوريا. كما يبدو أن إيران قد رضيت بالتضحية بالبحرين، وتنازلت في بعض ملفات النووي، مقابل حصة لها في الكعكة السورية، فسوريا تمثل يد لايران على البحر المتوسط، ويد لإيران تدعم حزبها في لبنان. وهذا بعض مما يفسر الثقة التي برزت مؤخرا في تصريحات الساسة الإيرانيين، إذ يرون أنهم قد أخذوا الضوء الأخضر في تزويد النظام السوري بكل انواع الأسلحة، مقابل فرض الحل السياسي المتفق عليه دوليا.
لكن الجيش الحر، لا تعنيه إيران، أو روسيا، أو كل من يخطط للتواطؤ، ويشارك في جريمتي، القتل، الصمت ضد شعبنا البطل.
على الجيش بعد مجزرة داريا، وانسحابه منها بعد نفاد الذخيرة، ثم إخلاء المجال لدخول الشبيحة وحصول المجزرة، عليه دراسة المعركة جيدا، ودراسة تكرار نفس النموذج في أكثر من مكان، ودراسة أسباب ذلك.
لا احد ينكر أن اهم سبب لذلك هو عدم توفر الدعم المالي للثورة، علما أنه لو أن كل سوري في الخارج تبرغ بخمسين دولار شهري فقط للجيش الحر، لكان ذلك دعما عظيما، يفوق كل التعاطف، والدموع، ومتابعة الأخبار، ونشر المقالات.
لكن ذلك أيضا لا يعفي الجيش الحر من مسؤولية عدم توحد كتائبه على الأرض، وعدم تناسق التخطيط. إن من أهم بركات الوحدة للكتائب هو عدالة التمويل، حيث تتقاسمها جميع الكتائب في حالة الوحدة. كما أن الوحدة تؤدي إلى وضع خطط تؤدي إلى حصول عمليات نوعية، وليس من باب عملية نوعية هنا أو هناك، او انتظام هجوم لعصابات بشار، ودحره.
أسلوب العمل الفردي، والغرور الطفولي الزائف، لن يحقق انتصار، ولو تم تزويد الكتائب بكل انواع المضادات, ما يحقق النصر، هو تكامل العمليات ضمن نسق واحد، بتخطيط قيادة موحدة. عندما يكون هناك تخطيط على مستوى المحافظة، ثم على مستوى الدولة، عندها سيركع النظام، عندها فقط لن تفيده، لا اسرائيل، ولا امريكا، ولا روسيا، ولا ايران. عندها تتكلم الأرض، والأرض أهلها، هم من يفرضون أجندتهم، لكن كل ذلك لن يتم إلا بالوحدة.
المصدر/ سوريون.نت