دماء المسلمين تسيل من بورما إلى "آسام" الهندية
11 رمضان 1433
تقرير إخباري ـ إيمان الشرقاوي

في وقت يرتكب البوذيون المتطرفون بدعم حكومي جرائم يندى لها الجبين ضد المسلمين في بورما تسببت في قتل وفرار الآلاف ، بدأ البوذيون المتطرفون أيضا بدعم من الهندوس بدورهم في قمع وقتل المسلمين في ولاية آسام شمال شرقي الهند بينما تزعم الحكومة كالعادة أنها اشتباكات طائفية تحاول السيطرة عليها.  

الأحداث التي بدأت منذ نحو أسبوع تسببت في فرار أكثر من 400 ألف مسلم من منازلهم وذلك خلال ما وصفه المسئولون بأنه اشتباكات بين قبيلة بودو البوذية وهي من السكان الأصليين، ومهاجرين مسلمين في ثلاث مناطق بالولاية التي انتشر بها آلاف الجنود الهنود لاستعادة الأمن قاموا إثرها بإطلاق النار وقمع دموي ل"مثيري الشغب" الذين هم بالطبع من المسلمين!.

ويمثل المسلمون في آسام نسبة 30.9% من إجمالي عدد سكان الولاية حيث تعتبر ثاني الولايات الهندية من حيث عدد المسلمين بعد جامو وكشمير ويبلغ عدد المسلمين بها حوالي ثمانية ملايين ونصف المليون نسمة، وتقع الولاية قرب الحدود مع بنجلادش وبوتان.

وبحسب وسائل الإعلام المحلية فإن سبب الأحداث يرجع إلى إطلاق النار على اثنين من قادة الطلاب المسلمين في الولاية تبعها مقتل أربعة من البودو، الذين قام مسلحون منها بالهجوم على سكان مسلمين بدعوى أنهم وراء عملية القتل، ونفذوا عمليات قتل بشعة بحق المسلمين.

 وخلال الاشتباكات المزعومة التي لم تسع فيها الحكومة لوقف عصابات البودو عن إراقة دماء المسلمين، أشعلت مجموعات مسلحة من قبيلة البودو النار في مئات المنازل للمسلمين، كما هاجم مئات المسلحين بالرماح والهراوات والحجارة السكان وقطارا سريعا مما أدى إلى سقوط قتلى ومصابين ونزوح المئات إلى مخيمات للنازحين بالولاية.

ووقعت أحداث متشابهة بين الهندوس والمسلمين خلال الأعوام الماضية كان من أعنفها أحداث آسام عام 1984 التي أسفرت عن مجازر راح ضحيتها آلاف المسلمين.

ويضم شمال شرق الهند الذي يشترك في حدود مع الصين وميانمار وبنجلادش وبوتان أكثر من 200 مجموعة عرقية وقبلية ويعاني من حركات انفصالية منذ استقلال الهند عن بريطانيا عام 1947 .

وظهرت بين القبائل الهندوسية والمسيحية في السنوات القليلة الماضية مشاعر عداء  قوية ضد المهاجرين وللمسلمين تستهدف القادمين من بنجلادش.

وتأتي أحداث آسام بعد مأساة المسلمين في بورما الذين تعرضوا للقتل وانتهاك للأعراض والتشريد، كما تأتي أيضا بنفس الطريقة ، فمثلما أشيع في أحداث بورما أنها كانت نتيجة لاعتقاد السكان البوذيين أن مسلما اعتدى على فتاة بوذية، هاجم مسلحون من قبائل بودو البوذية بولاية آسام السكان المسلمين اعتقادا منهم بأنهم وراء جريمة قتل الشبان البوذيين الأربعة.

ومثل هذه الأحداث يبدو أنها مسلسل مكرر وأعمال مدبرة لتبرير ما يعقبها من عمليات قتل وتهجير واعتداء على الأقليات المسلمة، وقد أصبح من غير المألوف أن يمضي يوم دون أن نسمع فيه عن جريمة بحق المسلمين، من سفك للدماء ، وانتهاك للأعراض وتشريد وتهجير  دون تحرك من العالم الذي يصم آذنيه عن مآسي المسلمين.