لماذا "يموت" مبارك الآن ؟
1 شعبان 1433
تقرير إخباري ـ إيمان الشرقاوي

" توفي سريريا".. " لا زال على قيد الحياة".. "سقط في غيبوبة"..  هكذا تضاربت الأنباء بشأن الحالة الصحية للرئيس المصري السابق حسني مبارك منذ مساء الثلاثاء والتي جاء الإعلان عنها في توقيت حرج وكأنه مقصود حيث تأتي قبل إعلان الرئيس الجديد للبلاد واشتعال الساحة السياسية لرفض حل البرلمان وإصدار المجلس العسكري الحاكم إعلان دستوري مكمل يمنحه صلاحيات واسعة.

 

وأعلنت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية عن مصادر أمنية أن مبارك "قد توفي سريريا" إثر نقله من مستشفى السجن حيث يقضي فترة عقوبته في قضية قتل المتظاهرين إلى مستشفى عسكري إلا أنها عادت وأكدت أنها لم تتحقق من صحة الخبر.

 

بينما أكدت مصادر في مصلحة السجون المصرية أن مبارك "لا يزال على قيد الحياة."، كذلك نقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصدرين أمنيين مصريين قولهما إن مبارك "غائب عن الوعي ويتنفس عن طريق جهاز تنفس ولم يمت إكلينيكيا".
وكان مبارك قد أدخل مستشفى سجن طرة بعد أن صدر عليه حكم بالسجن المؤبد في الثاني من يونيو الجاري عقب إدانته في قضية قتل المتظاهرين في ثورة 25 يناير عام 2011 وأجبرته على التخلي عن الرئاسة في 11 من الشهر التالي.

 

وأخذت وسائل الإعلام ومصادر أمنية تروجان لتدهور صحة مبارك (84 عامًا) منذ إدخاله سجن طره فضلا عن إصابته بانهيار عصبي حاد وصعوبات في التنفس وتوتر شديد، وهو ما فسره البعض بأنها حجج لنقله إلى مستشفى آخر ، حيث يبدو أن مستشفى السجن لم يعجب مبارك!.

 

ورجحت مصادر مسؤولة في الأيام الأخيرة أن يتم نقل مبارك إلى مستشفى عسكري، بناء على ما قيل إنه "توصية طبية من الأطباء الذين يعالجونه"، في الوقت الذي تقدمت فيه زوجته سوزان ثابت بطلب لنقله للعلاج خارج سجن طره نظرا لتدهور مزعوم في حالته الصحية.

 

فقد كان مبارك يرقد في المركز الطبي العالمي خلال فترة سجنه الاحتياطي وهو أحد أرقى المراكز الطبية في مصر ، وكان يتمتع فيه بسبل الراحة والرفاهية وهو ما جعله مصدوما من نقله لمستشفى السجن المجهز أيضا بكافة الأدوات الطبية لكن دون أن يرقى لمستوى المركز العالمي الذي يكلف البلاد الملايين.

 

وجاء الإعلان عن تدهور صحة مبارك في الوقت الذي كان آلاف آلاشخاص يتظاهرون في ميدان التحرير للتنديد بـ "الانقلاب الدستوري" للمجلس العسكري الذي منح نفسه صلاحيات واسعة حتى بعد انتخاب رئيس جديد.

 

وشكك المحتجون في ميدان التحرير في الأنباء التي تحدثت عن وفاة مبارك، وقالوا إنها "خدعة من المجلس العسكري لصرف الأنظار عن الاحتجاجات التي تعمّ البلاد بسبب حل البرلمان المنتخب، والانتقاص من صلاحيات الرئيس المنتخب، ومحاولة تزوير الانتخابات الرئاسية لصالح المرشح أحمد شفيق، رغم أن جميع نتائج فرز اللجان على مستوى الجمهورية تؤكد تفوق الإخواني محمد مرسي بنحو مليون صوت على شفيق."

 

وأعلن محمد مرسي فوزه على منافسه أحمد شفيق في انتخابات الرئاسة مستندا إلى محاضر رسمية بفرز 13 ألف لجنة انتخابية وهو ما شكك فيه شفيق المحسوب على النظام السابق دون أن يقدم أرقاما محددة تثبت ما يقوله، فيما يترقب المصريون انتظار الإعلان عن النتائج الرسمية الخميس.

 

ويتساءل مراقبون بالفعل عن توقيت الإعلان عن هذه الأنباء المتضاربة لحالة مبارك الصحية في هذه اللحظة الحاسمة من تاريخ مصر عقب أول انتخابات رئاسية حرة فى البلاد وقرب اعلان إسم أول رئيس مصرى عقب الثورة ليصبح خليفة مبارك .

 

وتكهن البعض بأن شائعات وفاة مبارك إكلينيكيا تمهيد من المجلس العسكرى فقط لنقله إلى مستشفى عسكري الأكثر راحة بدلا من وضعه فى سجن طره، من جهة ولفت الانتباه عن الاحتجاجات العارمة ضد المجلس العسكري بسبب الإجراءات التي اتخذها مؤخرا لصالحه من جهة أخرى .

 

بل يذهب بعض الخبراء إلى أبعد من ذلك وهو أن يكون هناك مخطط لتهريب مبارك إلى الخارج قبل قدوم الرئيس الجديد والذي مرجحا أن يكون محمد مرسي والذي تعهد بإعادة محاكمة مبارك حال توليه السلطة، وذلك إذا لم يتم تزويرها على يد رئيس اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة فاروق سلطان التابع لنظام مبارك ثم المجلس العسكري.