مشعل.. تنحي تطوعي لمكتب حماس وتفسيرات مختلفة
27 صفر 1433
تقرير إخباري ـ إيمان الشرقاوي

قرار تنحي مشعل.. ضغوط أم خلافات؟


فيما وصف بأنه تنحي تطوعي، وقرار اعتبره أبناء حركة حماس جريئا وغير مسبوق في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة، أبدى خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة بحسب مصادر فلسطينية عدم نيته الترشح لرئاسة المكتب السياسي في دورته القيادية في مايو القادم، ليفسح المجال لآخر من أبناء حماس ليتسلم المسؤولية، لكن هذا القرار حال التأكد منه قدمت له مصادر بالحركة ومحللون تفسيرات مختلفة ترواحت بين الضغوط الإقليمية أو "الخلافات الداخلية" بالحركة بينما تحدث آخرون عن أن الترويج لهذا الأمر محاولة لإحداث شرخ بالحركة.

 
وتداولت وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية نقلا عن مصادر وثيقة الصلة بالحركة خبر عدم ترشح مشعل مشيرة إلى أن هذا القرار تم اتخاذه بالإجماع خلال الاجتماع الذي عقده المكتب السياسي لـ"حماس" في السودان قبل أسبوعين.

 

 

لكن مصدر بالحركة قال لموقع حماس (المركز الفلسطيني للإعلام) إن المسألة متعلقة بعدم قبول مشعل ترشيحه في الدورة المقبلة وليس رفضه بأن يرشح نفسه حسب القواعد المعمول بها في الحركة، مضيفا ان مؤسسات الحركة الشورية هي المعنية بهذا الأمر.

 

هذا الأمر أكده أيضا عضو المكتب السياسي للحركة، صلاح البردويل الذي قال إن  كل ما يشاع لا أساس له من الصحة، وإن الحركة تغير رئيسها وفق نظام الشورى، لا بناءً على قرارات أفراد فيها، مهما كان منصب هذا الفرد"، مشيرا إلى أنه عند حدوث أي تغييرات في قيادة الحركة ستتولى الجهات الرسمية فيها إعلانها.

 

 

بينما قال مصدر آخر إن الهدف من عدم ترشيح مشعل نابع من رغبة الحركة في نقل المكتب السياسي من دمشق بسبب الأحداث التي تجري في سوريا (من قمع للانتفاضة )، من دون إعلان ذلك رسميًا.

 
وبحسب المصدر ذاته ففي حال انتخاب عضو آخر لرئاسة المكتب السياسي، سينقل المكتب تلقائيًا وإجرائيًا إلى حيث يقيم الرئيس الجديد، مشيرًا إلى اثنين من الأسماء المطروحة، أحدهما نائب رئيس المكتب السياسي الحالي، موسى أبو مرزوق، الذي خلفه مشعل في عام 1997 حين كانت معتقلاً في الولايات المتحدة، حيث إنه في حال انتخاب أبو مرزوق، سينتقل المكتب السياسي إلى القاهرة، التي يتخذها أبو مرزوق مقرًا شبه دائم له.

 

 
أما الخيار الثاني، فهو رئيس الحكومة في قطاع غزة إسماعيل هنية، وفي حال انتخابه، سينتقل المكتب السياسي إلى قطاع غزة، غير أن المصدر نفسه قلل من الاحتمال الثاني على اعتبار أن المكتب في غزة سيحد من قدرة رئيسه على الحركة، إضافة إلى أنه سيضعه في مرمى الاستهداف "الإسرائيلي" المباشر.

 

 
وتحدثت مصادر بالحركة عن أن أنباء عدم ترشح مشعل لا تعدو كونها شائعات غرضها النيل من وحدة الحركة، ومحاولة تقسيمها بين الداخل والخارج، مشيرة إلى أن أهم مروجي الشائعات هم أصحاب المصالح بعدم إنجاح المصالحة، والمستفيدين من الانقسام، خاصة من جانب حركة فتح.

 

ودأبت حماس على إجراء انتخاباتها الداخلية بسرية ومن دون أي ضجة تحيط بها، إلا أن انتخاباتها هذه المرة تحظى باهتمام كبير في ضوء ما يراه مراقبون من بعض الخلافات الداخلية والضغوط التي تتعرض لها الحركة في سوريا منذ اندلاع الثورة قبل نحو عشرة أشهر.

 

 

وكان من المفترض إجراء الانتخابات الداخلية في المكتب السياسي للحركة في يونيو من العام الماضي، إلا أنها تأجلت لشهر ديسمبر من العام نفسه، قبل أن تتأجل مرة أخرى لشهر أبريل أو مايو المقبلين.ويتمتع خالد مشعل بكاريزما ضمنت له البقاء في هذا المنصب لثلاث دورات متتالية، منذ انتخابه خلفًا لموسى أبو مرزوق في عام 1997، رغم أن النظام الداخلي للحركة يمنع التمديد لأكثر من ولايتين، لكن مصادر في الحركة تؤكد أن التمديد الأخير جاء في خضم العدوان "الإسرائيلي" على غزة، والحركة لم تكن في وارد الدخول في تغيير قيادات في تلك الفترة، أي في نهاية عام 2008 وبداية عام 2009.

 

ومشعل عضو في المكتب السياسي لـ(حماس) منذ تأسيسه، وانتخب رئيساً له في عام 1996. ويعتبر منصب رئيس المكتب السياسي أعلى مرتبة تنظيمية في الحركة التي يجري انتخاب قادتها بطريقة سرية بمشاركة قياديين من الضفة وغزة والخارج والسجون.

 
وقد جرت قبل فترة اضافة اعضاء الى المكتب السياسي من قطاع غزة مثل محمود الزهار وخليل الحية وغيرهم فيما بقي تمثيل المكتب السياسي من الضفة الغربية غير معروف .

 
يذكر أن مشعل من مواليد سلواد قضاء رام الله عام 1956 وقد هاجر في عام 1967 إلى الكويت، وبقي هناك حتى اندلاع أزمة الخليج عام 1990، وقاد التيار الإسلامي الفلسطيني في جامعة الكويت، وشارك في تأسيس كتلة الحق الإسلامية والتي نافست قوائم حركة (فتح) على قيادة الاتحاد العام لطلبة فلسطين في الكويت، وعمل مدرساً للفيزياء طيلة وجوده في الكويت بالإضافة إلى اشتغاله بالعمل في خدمة القضية الفلسطينية.

 
وتعرض لمحاولة اغتيال يوم 25/9/1997، في العاصمة الأردنية على أيدي عملاء الموساد وفشلت المحاولة حيث تمكن مرافقو مشعل من ملاحقة الموساد والقبض عليهم، وقد تم الإفراج عن الشيخ المؤسس لحركة "حماس" الراحل أحمد ياسين نتيجة لفشل هذه المحاولة.

وستتضح خلال الأيام المقبلة مدى صحة هذه الأنباء وأسباب القرار الحقيقية ومن سيئول إليه المكتب السياسي بعد مشعل ومدى تأثير ذلك على الحركة ومسارها السياسي.