سوريا.. وسيناريوهات التدخل العسكري
23 صفر 1433
تقرير إخباري ـ إيمان الشرقاوي

بعد مرور أكثر من 10 شهور على اندلاع الثورة السورية واشتداد عمليات القمع والقتل من رجال وشبيحة الرئيس الطاغية بشار الأسد على الشعب السوري، تعددت سيناريوهات التدخل العسكري الداخلي والخارجي من أجل إسقاط النظام السوري.
آخر السيناريوهات التي طرحت على الساحة، هو ما أيدته قطر وأطراف وشخصيات عربية لفكرة إرسال قوات عربية إلى سوريا التي استمر القمع فيها رغم وجود عشرات المراقبين العرب المكلفين مراقبة تطبيق خطة عربية للخروج من الأزمة منذ 26 ديسمبر 2011، وتعتبر هذه الدعوة الأولى التي تصدر من دولة عربية.
فيما يذهب سيناريو آخر إلى انزلاق سوريا فى نفق مظلم من الصراع الفوضوي والطويل الذي قد يؤدي إلى نشوب حرب أهلية طائفية، وهذا السيناريو أقرب إلى سيناريو سلوبودان ميلوسفيتش الزعيم الصربي الذي استطاع البقاء في السلطة باللعب على التوترات العرقية-الطائفية، وكان ينسق موجات من سفك الدماء من حين الى آخر بالرغم من التدخلات الغربية ويجعل نفسه رجلاً لا غنى عنه في تحقيق السلام، والمفارقة هنا أن روسيا كما دعمت ميلوسيفيتش ها هي تدعم الأسد.

 

على صعيد آخر يشير محللون إلى أن دول حلف الناتو وبعض بلدان منطقة الخليج تسعى إلى تدخل عسكري مباشر حسبما سبق وجرى بموجب السيناريو الليبي، مشيرين إلى احتمالات أن تلعب تركيا دورا رئيسيا في هذا التدخل، حيث تعتبر بالنسبة لحلف الناتو المدخل لأي دور يمكن أن يفكر به ضد سوريا.

 

 

كما يميل المجلس الوطني السوري المعارض في الخارج إلى هذا الحل، ويطالب بإقامة مناطق أمنية عازلة على الأراضي السورية، على سبيل المثال في شمال البلاد بالقرب من الحدود مع تركيا.

 

وعن تفاصيل هذا السيناريو يقول المحللون إن الجيش السوري الحر (المكون من جنود وضباط سوريين منشقين) أصبح لديه "منطقته الثورية" في جبل الزاوية شمال غرب البلاد. وإذا لم يتمكن بشار الأسد من القضاء سريعا على بؤرة المقاومة في تلك المنطقة، فإن مدينة ادلب التي تتبع لها منطقة جبل الزاوية حيث تجري أعنف المواجهات ستتحول إلى عاصمة لـ "سوريا الحرة"، تحت حماية الدول الأجنبية.

 

هذا الوضع يذكر بالوضع الثوري لمدينة بنغازي الليبية، فالحملة العسكرية التي واجهها الراحل معمر القذافي (الذي قتله أحد الثوار) لسحق المقاومة في تلك المدينة في مارس الماضي، هي التي دفعت قوات حلف الناتو لشن عمليتهم العسكرية الجوية.

 

 

ولا تستبعد الصحيفة أن يحدث شيء مماثل في سوريا، فتركيا المجاورة لمنطقة جبل الزاوية، تطالب منذ فترة بمنطقة عازلة لحماية اللاجئين، وضمان حرية الحركة للمجموعات العسكرية المناوئة للنظام في دمشق، وهذه المنطقة موجودة فعلياً في جبل الزاوية. وإذا ما حاولت قوات بشار الأسد اقتحامها فسوف تسارع أنقرة على الأغلب إلى الإعلان عن خطر كارثة إنسانية، والعمل على بسط حمايتها على ضحايا القمع.

 

 

أما أمريكا والاتحاد الأوروبي والدول العربية، فستوجه إنذارا للرئيس الأسد بشن ضربات جوية دقيقة إلى قواته إن لم توقف هجومها على محافظة ادلب، لكنه من غير المستبعد أن يُعلن حظرٌ جوي فوق سوريا، لمنع المقاتلات السورية من قصف مواقع المقاومة، وبذلك يتم التدخل العسكري الأجنبي في هذا البلد دون الحاجة لقرار من مجلس الأمن، وستتولى بعض دول الخليج العربي ، بحسب السيناريو، تأمين الغطاء الدبلوماسي لتلك العملية.

 

 
كما يتناول سيناريو آخر انتقال الملف السوري لمجلس الأمن والاستنجاد بالمجتمع الدولي لحماية السوريين وإيقاف آلة القتل خاصة إزاء فشل مهمة المراقبين العرب في سوريا، وحين ينتقل الملف إلى مجلس الأمن، سيتم دعم الجيش السوري الحُر في مواصلة مقاومته وسيفرض المجلس حظرا جويا وبحريا على سوريا لمنع النظام من استخدام الأجواء في الإبادة ومحاصرة النظام وشلّ قدراته العسكرية والتنفيذية وإعطاء حرية للشعب السوري في تغيير النظام سلميًّا.

 

 

ولازال المحللون يعرضون سيناريوهات مختلفة للتدخل العسكري في سوريا لإسقاط رئيس يصر بشكل متعنت على القتل اليومي للمدنيين وقمع المظاهرات السلمية وارتكاب أبشع الجرائم ضد شعبه.