المراقبون العرب.."قشة" الأسد الأخيرة
10 صفر 1433
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

تفاءل الكثيرون عندما وافق نظام الأسد على السماح بدخول بعثة المراقبين العرب لتقصي الحقائق والوقوف على حقيقة القمع الذي يتعرض له المتظاهرون السلميون في سوريا منذ مارس الماضي, ولكن مع مرور الايام وتضارب التصريحات التي صدرت عن المراقبين ظهر الغرض الحقيقي من وراء موافقة النظام السوري على البعثة فقد مارست السلطات السورية حملة ترهيب وإخفاء على البعثة منذ يومها الاول بينما استمر القتل والتعذيب بنفس المعدل ولعله ازداد؛ مما جعل رئيس البرلمان العربي يطالب بسحب البعثة من سوريا حتى لا تستخدم كغطاء لجرائم بشار وزبانيته..

 

ظل بشار لفترة يوهم نفسه بأنه بعيد عن الربيع العربي وإعصاره الذي أسقط عدة انظمة عربية كانت تبدو قوية ـ على الاقل على الصعيد الامني ـ وأقنع نفسه أو على الاصح أقنعه المنافقون المحيطون به أن الهجوم الإعلامي على "إسرائيل" وتبني "المقاومة" الكلامية ضدها يكفي لنجاته من توابع الاعصار, وخرج متباهيا بما حققته الشعوب العربية مؤكدا أن هذه الانظمة خاصمت شعوبها وادان الحجج التي تشدق بها هؤلاء الحكام للتشبث بكراسيهم وعندما اندلعت المظاهرات في سوريا تحول "المناضل المؤيد لحقوق الشعوب المضطهدة" إلى نفس الاسلوب والحجج الواهية التي كان يتشدق بها من سقطوا..لقد استبشر الشعب السوري خيرا  بالمراقبين العرب ولكن بعد أن ظهرت نوايا نظام بشار بدأ الشعب يشعر بالكمين الذي نصبه له بشار الذي اصبح كالغريق بعد أن تخلى عنه أكثر حلفائه..

 

الجامعة العربية ستعقد اجتماعا لبحث تقرير رئيس المراقبين الذي سيصل للقاهرة نهاية الاسبوع وإذا أرادت الجامعة نفض يدها من جرائم الاسد فعليها أن توضح للعالم التهديدات التي تعرضت لها والزيف الذي روجته أجهزة الاعلام السورية الرسمية عن طريقة عملها وإلا ستكون مشاركة في ذبح الشعب السوري وإطالة عمر نظام تهاوى ولن تنفعه تقارير الجامعة العربية ولا حتى الامم المتحدة لتثبيته في مقعده..أمام الجامعة العربية فرصة تاريخية للوقوف مع شعب عربي يتعرض لأبشع أنوان الظلم والاضطهاد إذا قررت اتخاذ إجراءات عقابية رادعة ضد نظام الاسد الذي لن يتحمل المزيد من العزلة..

 

لقد اكد المراقبون أن المظاهرات التي تخرج منددة بنظام الاسد لا تملك سلاحا سوى حناجر منظموها التي تدوي في الافاق وهو ما يكذب دعاوى دمشق حول "الإرهابيين" الذين يقودون الاحتجاجات ويطلقون النار على قوات الامن, متجاهلة أن الجنود المنشقين هم الذين يشتبكون مع حرس ماهر وبشار الاسد بعد رفضهم ذبح الابرياء, كما أكد أمين جامعة الدول العربية أن القتل والقصف لم يتوقف طوال زيارة البعثة رغم محاولات الاسد إخفاء دباباته وقناصته والمعتقلين الذين تخلص منهم بإلقائهم في البحر ـ حسب مصادر معارضة ـ وفي كل ما سبق أكبر إدانة للنظام السوري وبالتالي لا ينبغي التجاوز وإيجاد المبررات..

 

ما زال بعض الحكام العرب ينظر للنظام السوري بشفقة ويصدق دعايته بشأن المسلحين و"الإرهابيين", كما أن البعض يخشى من صعود التيار الإسلامي وتاثير ذلك على بعض لانظمة في المنطقة , وكلا الامرين لا محل لهما من الاعراب في الوقت الحالي لأن نظام بشار من أكبر الداعمين لإيران التي تخطط للاضطرابات في عدة دول عربية وتتحين الفرص للانقضاض عليها وسقوط نظام بشار النصيري سيكون ضربة قاصمة لطموحات إيران في المنطقة كما أن وصول الإسلاميين إلى الحكم لم يعد فزاعة كما كان يروج له البعض سابقا وقد اتضح ذلك جليا في تونس والمغرب, وبدأت مبشراته في مصر..فهل سيظل العرب يراهنون دائما على الفرس الخاسر؟!