أيام الأسد المعدودة في الحكم
3 صفر 1433
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

كل الشواهد تشير إلى أن أيام الرئيس السوري بشار الأسد أصبحت معدودة في الحكم وأن موافقته على بعثة المراقبة العربية جاء من جهة لشعوره بضيق الحلقات حول عنقه ومن جهة أخرى لمحاولة منح زبانيته مزيدا من الوقت لكي يفترسوا الثوار, ويصب في هذا الاتجاه التسريبات التي نقلتها مصادر إعلامية بشأن مقترحات روسيا , التي تعد من اكبر الداعمين لنظام الاسد, بتخليه عن الرئاسة لنائبه فاروق الشرع على أن يتنحى بشار عن الحكم ويلجأ إلى موسكو, وهو حل يشبه ما حصل في اليمن وقد يكون مقبولا عند المعارضة كمرحلة أولى يليها مراحل أخرى تؤدي إلى انتخابات نزيهة يقرر فيها الشعب من الذي يحكمه, ولكن حتى الآن النظام السوري يتشبث بالسلطة وأغلب الظن أنه سيواصل عنجهيته إلى النهاية التي قد تشبه نهاية القذافي..

 

الغرب حتى هذه اللحظة ما زال يخشى من التدخل لفرض حظر جوي لحماية المدنيين حتى لا يستفز إيران التي تملك عدة أوراق في المنطقة يمكن أن تلاعبه بها على رأسها ورقة حزب الله والوضع العراقي المضطرب بعد انسحاب عدد كبير من القوات الامريكية, في نفس الوقت يبدو أن الجامعة العربية ستكتفي بأن تلعب دور الشاهد الذي لم ير شيئا ففي أول تصريح لرئيس بعثتها أشار إلى أن هناك تعاونا من الاجهزة السورية معهم رغم سقوط 15 قتيلا في أول أيام عملها وخروج مظاهرة من 70 ألف شخص بحمص تصرخ مطالبة بحماية دولية..مواصلة التظاهر بنفس الكثافة والتأكيد على سلمية الاحتجاجات سيضيق الخناق أكثر على الاسد  وسيزيد من حجم الانشقاقات في الجيش وهو ما تراهن عليه المعارضة كذلك قد يؤدي ذلك لحدوث انقسامات داخلية في القيادات العليا التي ستسعى في لحظة معينة للنجاة بنفسها قبل غرق السفينة, وهنا قد يتشجع الغرب لفرض المزيد من العقوبات أو فرض حظر جوي ولو محدود على المناطق المضطربة, كما أن الدول العربية قد تذهب إلى أبعد من إرسال بعثة مراقبة شكلية إلى سوريا...

 

إن الثوار في سوريا أمامهم تجارب ناضرة في إسقاط الطغاة يستلهمون منها الصبر على كفاحهم حتى ولو طال الوقت قليلا فمن الصعب أن يصمد النظام السوري على الانهيار الاقتصادي مع استمرار الاحتجاجات وتخلي أنصاره عنه واحدا تلو الآخر...كان الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك من أقرب الحكام لأمريكا وكذلك الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي ولكن عندما صمدت شعوبهما في وجه الظلم تخلت عنها أمريكا بل وصرحت بأنها مستعدة للتعاون مع أي خيار للشعب حتى لو كان هذا الخيار إسلاميا ..لا نستطيع أن نغمض هنا حق الجيش السوري الحر الذي يبلي في اتجاه حماية المدنيين ولكن سيظل العامل الاول الذي يركن إليه الثوار هو مدى استطاعتهم الصمود وهي الحرب الحقيقية بينهم وبين نظام الأسد فكلاهما سيراهن على نفاد صبر الآخر..

 

إن ارتفاع عدد القتلى في الفترة الاخيرة وتزايد الانتهاكات ضد المحتجين دليل على فقد النظام السوري لتوازنه وهو ما سيؤدي لارتكابه المزيد من الاخطاء وليس ادل على ذلك من مسرحية الانفجارات الاخيرة التي استهدف مقرات امنية في دمشق قبيل وصول بعثة الجامعة العربية ..النظام السوري المتعالي الذي كان ينظر لبقية العرب على أنهم مجرد "أذناب للغرب" يشعر بالقلق من الانعزال في محيطه بعد ان انعزل عالميا ويتنازل ويقبل ما كان يعده تدخلا في شؤونه بل ويسعى للظهور في مظهر الحمل الوديع المتجنى عليه وكالعادة يستخدم شماعة "الإرهاب" لكي يلقي عليها تبعات جرائمه ويؤكد أنها السبب في كل ما  يحدث من اضطرابات في البلاد رغم أن مئات الآلاف الذين يخرجون للتظاهر كل يوم يخرجون وأياديهم فارغة ويقابلون رصاص الشبيحة بصدورهم فهل هؤلاء يؤيدون "الإرهاب" ؟! أم أنهم خرجوا لإسقاط "زعيم الإرهاب" في بلادهم الذي يترأس كتائب الإجرام والسحل.