سلاح كتائب القسام لن يغادر الميدان
5 محرم 1433
حمزة إسماعيل أبو شنب

بعد عقد لقاء عباس ومشعل في القاهرة , روجت العديد من وسائل الإعلام عن تخلي حماس عن المقاومة المسلحة في الفترة الراهنة مقابل الموافقة على المقاومة السلمية الشعبية ، ما أثار الكثير من التساؤلات حول دقة وصحة ما نشر رغم نفي حركة حماس .

 

 

ما أُثير في لقاءات القاهرة حول المقاومة السلمية هو اتفاق الطرفين على اعتماد هذا الأسلوب بشكل مشترك بينهما ، ولا يعني أن تتخلى حماس عن المقاومة المسلحة في المرحلة الراهنة أو الهدنة الطويلة مع الاحتلال ، بالرغم من عدم تخلي حماس من قبل عن أي من أساليب المقاومة سواء الشعبية أو المسلحة .

 

 

يحاول البعض دائماً أن يظهر بأن الطريق إلى المصالحة يجب أن يكون مصحوباً بتنازلات في ثوابت حركة حماس والمقاومة الفلسطينية ، فسرعان ما يحاول هؤلاء بث الكلام المسموم في وسائل الإعلام عن تفهم حركة حماس لمواقف محمود عباس من الظروف الدولية أو محاولة الحديث عن تراجع حماس عن بعض الثوابت حتى يقبلها العالم ، وكان آخرها الحديث عن التخلي عن المقاومة المسلحة خلال الفترة المقبلة .

 

 

الحديث اليوم عن سلاح المقاومة وبالذات سلاح كتائب القسام يجب أن يكون فقط مركزاً على إنجاز كتائب القسام في صفقة التبادل وإخراج أصحاب المؤبدات،  وكسر إرادة المحتل بتجاوز خطوطه الحمر ونحن نقترب من موعد تنفيذ الجزء الثاني من الصفقة .

 

 

لا مجال اليوم للرجوع للوراء بعد الثورات العربية وواهم كل من يعتقد بأن على الفلسطينيين أن يقدموا تنازلات لنيل القبول الدولي ، اليوم عزلة حماس قد كسرتها الثورات العربية والأبواب المغلقة قد فتحتها صناديق الاقتراع في تونس والمغرب وكسرت جدارها في مصر،  فكيف يتم التراجع بعد هذه الإنجازات التي تحققت وهي جلها لصالح مشروع المقاومة .

 

 

نحن نعيش في هذه الأيام أفضل الظروف التي تساند مقاومتنا بكافة أشكالها وعلى رأسها المقاومة المسلحة لأن العدو لا يفهم إلا لغة القوة ، وهذا ليس شعاراً فتجربة الأسرى أكبر دليل وبرهان على ذلك ، ومن يراهن على غير ذلك فرهانه خاسر، و الاعتقاد بأن المقاومة ستتأثر أو تتراجع بفعل الثورة في سوريا وهم وضرب من الخيال  .

 

 

كيف يمكن الحديث عن التراجع عن المقاومة المسلحة وهي تحقق انتصارات في فلسطين وتطرد المحتل من العراق وتكبده الخسارة الكبيرة في أفغانستان ، وحتى أنها أصبحت وسيلة لبعض الثورات العربية وليبيا خير دليل على ذلك ، فبعد هذا هل يمكن الحديث عن تراجع !        
سلاح القسام مكانه الميدان وليس طاولات المصالحة والحوار، فمخطئ من يظن بأن القسام سيغادر الميدان أو يتراجع وكل ما يطرح هنا أو هناك  هو عبارة عن فرقعات إعلامية يحاول أصحابها ضرب الروح المعنوية للمواطنين ، لأن القسام انتصر في معركة كانوا يراهنوا على خسارتها مبكراً .

 

 

على الجميع أن يدرك بأن من قاد الميدان في أصعب الظروف و أقساها ظلماً لا يفكر بأن يغادر في ظل الانتصار والتقدم والتعاطف الإسلامي والعربي الذي كان شعبياً والآن أصبح رسمياً .