أنت هنا

صفعة البحرين للصفويين!!
3 محرم 1433
موقع المسلم

مثلما يجب علينا إسداء النصح للمخطئ وتنبيه الغافل وتأنيب المسيء، فإن علينا الشهادة بالحق وتشجيع المصيب وأن نقول للمحسن:أحسنت بارك الله فيك، ثابر على مسعاك الطيب.

 

لذا يتعين اليوم أن نثني على ملك البحرين الشقيقة، وأن نهنئه باللطمة القوية التي سددها إلى نحر المشروع الصفوي، بقبوله تقرير لجنة تقصي الحقائق بشأن الأحداث المؤسفة التي شهدتها البحرين على أيدي غلمان الولي الفقيه المتآمرين معه ضد بلدهم-وكلمة بلدهم هما ليست أكثر من وصف محايد للأمر الواقع بحسب أوراق الجنسية وإلا فمعظم هؤلاء فرس متعصبون تسللوا في غفلة من الطيبين فأصبحوا "مواطنين" بحرينيين وهم أعداء لها يخدمون سادتهم الحاقدين عليها والطامعين فيها-!!

 

فلسنا –إذاً-في معرض الدفاع عن أي نظام سياسي معاصر له وعليه، لكن الإنصاف يقتضي منا أن نسمي الأشياء بأسمائها  دون وجل، ولذلك يمكن ملاحظة الفوارق الجوهرية بين النظم السياسية المنتمية إلى أهل السنة والجماعة وبين النظام الصفوي وتوابعه القليلة في المنطقة.

 

وإلا فنحن نتحدى عبيد الصفويين في بلاد الإسلام، بأن يتحفونا بواقعة يتيمة في دويلاتهم قديمها وحديثها، تشبه ما فعله الملك حمد بن عيسى آل خليفة.وليكن التحدي من نقطة الابتداء، فلولا جرأة الملك وثقته بنفسه، ويقينه أنه فوق الإساءات البشعة التي اعتدت عليه شخصياً وحاولت تمزيق المجتمع وركبت موجة مطالب قد يكون بعضها حقّاً ويراد به باطل، مثلما قال رابع الخلفاء الراشدين علي بن أبي طالب رضي الله عنه للخوارج!!

 

فالقبول بتأليف لجنة محايدة شجاعة والقبول بنشر تقريرها   الجريء  شجاعة، والأعظم دلالة على الشجاعة   ملك يصغي إلى قراءة خلاصة التقرير على ملأ وأمام وسائل الإعلام!!

 

إنها شهادة الحق الناصعة على مرأى العالم ومسمعه، في حين يذكر الناس كيف تعاملت الولايات المتحدة الأمريكية قبل ستة عقود مع مواطنيها المشتبه بحملهم فكراً ماركسياً، حيث جوبهوا بحملة مطاردة شرسة أصبحت معروفة في تاريخ السياسة بالحقبة"المكارثية" نسبةً إلى عضو الكونجرس الذي تولى كِبْرَها!!

 

وأما معاملة طهران لمخالفيها وبخاصة في  داخل الستار الأسود فهي أكثر شهرة من التعريج عليها، لأن تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية تحفل بها على امتداد تاريخ النظام الخميني الظالم المظلم.ولعل البؤس الرهيب الذي يعانيه أهل السنة في المعتقل الصفوي الكبير، لا يدع للمقارنة فرصة.فطهران التي تضم معابد لعبدة النار فضلاً عن اليهود والنصارى،  هي العاصمة الوحيدة في العالم التي لا يوجد فيها مسجد للمسلمين، مع أن عددهم في طهران يربو على مليون مسلم!!

 

بل إن العِبْرة الأشد جلاء تأتي من الخسف الذي يتعامل به أحفاد أبي لؤلؤة المجوسي مع الذين يشاطرونها الانتماء الديني مثل عرب الأحواز، فأكثرهم كانوا ينتمون إلى الدين الاثني عشري، و"جريمتهم" الكبرى هي أنهم من أصلاب قبائل عربية أصيلة، والمجوس الجدد لا "يغفرون" للعرب أن أجدادهم من الصحابة الكرام الذين أطفأ الله تعالى على أيديهم نار المجوسية الأولى، وكنسوا زواج المحارم الوضيع المصادم للفطرة السوية.

 

إن الاحتفاء بالتقرير ليس تزكية له ولا لمعديه ولا ارتضاء بكل ما خلصوا إليه، فهم بشر غير معصومين، ومن حق الأمة مناقشتهم في النقاط الملتبسة أو التي زلت أقدامهم فيها.

 

فالمهم في ذلك هو الحدث ذاته ومعطياته.والصفعة شديدة لكل أذيال الصفوية الذين تباكوا كثيراً على ما جرى في البحرين وصوروه وفقاً لأهوائهم ومصالح سادتهم في قم.ولطالما سعى هؤلاء الكفرة الفجرة إلى التباكي على أتباعهم في البحرين الذين قتلوا رجال الأمن حتى بالدعس بالسيارات عمداً، ورفعوا صور خامنئي وتابعه نصر الله، وكل ذلك فعلوه لمنح غلمان الصفوية في البحرين شرفاً ليس لهم منه ذرة واحدة، ولكي يشوهوا الصورة الفريدة المتألقة للثورة السورية المباركة!!فليقارنوا بين الصورتين اللتين بينهما البعد بين الثرى والثريا، وليعطونا موقفاً واحداً لجزار الشام ارتضى فيه  تكليف لجنة محايدة لتقويم مجريات الأوضاع في سوريا!!

 

وصدق من قال: وبضدها تتميز الأشياءُ!!