أنت هنا

الحصار على السلفيين في اليمن
29 ذو الحجه 1432
موقع المسلم

"الحصار مضروب على المنطقة بشكل كامل منذ شهر وخمسة أيام، ولا يدخل لا ماء ولا غذاء ولا دواء".
هكذا قال عن حسين الحجوري الناطق باسم مركز دماج في النداء الذي وجهه لمنظمات حقوق الإنسان ومنظمات الإغاثة العربية والإسلامية والدولية، وذلك لتقديم يد العون للمحاصرين في دماج الذين يمنع عنهم الحوثيون الإمدادات الغذائية والطبية منذ أكثر من شهر.
والمنطقة التي يتحدث عنها الحجوري هي منطقة ينتشر فيها التيار السلفي الذي يعاقبه الحوثيون بسبب العداء المعروف بين الطائفيين الصفويين وجموع المسلمين لاسيما التيار السلفي الذي يعد غصة في حلق المشروع الصفوي.

 

استغل الحوثيون الفراغ الذي أحدثته الأزمة اليمنية وطول تعليق حلها لما يقترب من العام في بناء دولتهم الجديدة في الشمال اليمني، حيث معاقل الحوثيين، وباشروا عملهم بشكل دؤوب لإيجاد موطئ قدم لإيران على البحر الأحمر، حيث تؤكد التقارير الواردة من هناك عن أن الحوثيين قد "اختزلوا بسرعة خطوات نحو إقامة دويلة جنوب المملكة العربية السعودية وشمال اليمن تمتد بين محافظتي الجوف ومأرب النفطية شرقا وميناء ميدي على البحر الأحمر غربا"، مثلما يفيد بذلك تقرير مركز أبعاد الاستراتيجي.

 

ودويلة الحوثيين تعني بأن واقعاً جديداً سيفرض على يمن ما بعد الرئيس علي عبد الله صالح، وموازين القوى ستختل بين المناهضين والسلطة الجديدة في صعدة، التي يعني وصولها إلى البحر الأحمر عبر القتال وتستولي على ميدي أنها ستنجح في إيجاد قناة إمداد في غاية الخطورة على الأمن الخليجي من جهة الغرب، وستغير من معادلة البحر الأحمر الاستراتيجية كلها، كونها ستعني مباشرة أن ما أحدثته "إسرائيل" يوماً باستيلائها على ميناء إيلات أواخر أربعينات القرن الماضي، وأطلت بذلك على البحر الأحمر الذي كان بحيرة إسلامية عربية خالصة فتم بذلك "تدويله"، ستواصله إيران الآن بإطلالاتها على البحر الأحمر وتواصلها مع القوات الإيرانية المحدودة الموجودة في ميناء مصوع الإرتري وبعض القطع البحرية الإيرانية المتواجدة بذريعة مكافحة القرصنة بالقرب من الحدود اليمنية.

 

كما أن هذه الدويلة ستهدد التسامح اليمني الموجود، وتنذر بارتكاب مذابح قادمة على أسس طائفية، وهو ما يشدد عليه القيادي السلفي حسين الحجوري حين يقول لصحيفة الشرق الأوسط: "يحاربنا الحوثيون لأننا لسنا على مذهبهم، ويريدون فرض مذهبهم بالقوة علينا بعد أن سقطت محافظة صعدة في أيديهم، وفوق ذلك فهم يسعون إلى أن تكون لهم قوة موازية لقوة الدولة على الأرض حتى يكونوا مثل تنظيم حزب الله اللبناني الذي يعمل كدولة داخل الدولة".

 

فما بين غفلة من العرب، وتلكؤ الرئيس صالح وأنانيته المفرطة، وتباطؤ القوى اليمنية المعارضة؛ فرض الحوثيون واقعهم الجديد، ونجحت إيران في وضع ورقة استراتيجية هامة على طاولة صراعها مع الدول الخليجية.
والأخطر فيما ترتب على ذلك، هي استدعاء القرامطة إلى اليمن السعيد، حيث صار الألم شديداً والمصيبة فادحة عندما فرض الحوثيون حصاراً خانقاً على معقل السلفيين أفضى إلى منع الحجاج من السفر لأداء فريضة الحج.